4 أكتوبر 2025 - 21:45
آية الله رمضاني: شرط النمو التنظيمي هو تغيير النظرة إلى العمل وتجنب انعدام الدافعية/ اللغة السائدة في نظام الهيمنة: الإذلال والتهديد والاستسلام

بيّن الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) أنّ إصلاح الأمور يعتمد على تغيير وإصلاح السلوك التنظيمي تجاه بيئة العمل وأساسه، وتابع: علينا تغيير نظرتنا تجاه الزملاء والعمل، وما إذا تم إصلاح النظرة، فإن المجموعة ستنمو.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ انعقدت جلسة "الأخلاق الإدارية" بكلمة للأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله "رضا رمضاني" في قاعة الاجتماعات بالمجمع العالمي لأهل البيت (ع) وبمشاركة مديري وموظفي المجمع بمدينة قم المقدسة.

في بداية هذه الجلسة، بارك آية الله رمضاني ولادة الإمام الحسن العسكري (ع) مستذكرا رواية عن هذا الإمام الهمام وروي عنه أنّه عليه السلام قال: "قُولُوا لِلنّاسِ کُلِّهُمْ حُسْنا مُؤْمِنِهُمْ وَمُخالِفِهُمْ، اَمَّا الْمُؤْمِنونَ فَیَبْسُطُ لَهُمْ وَجْهَهُ وَاَمَّا الْمُخالِفونَ فَیُکَلِّمُهُمْ بِالْمُداراةِ لاِجْتِذابِهِمْ اِلیَ الاْیمانِ"، فهذه الرواية تعد قانونا ذهبيا لجميع الأمم والشعوب وأتباع الأديان الإلهية وغير الإلهية حيث جميعهم يخضعون لها.

وفيما يتعلق بمداراة الناس أشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى حديث عن الإمام الرضا (ع) وقال: ورد عن الإمام الثامن أنّه قال: لَا یَکُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّی یَکُونَ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ: سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ، وَسُنَّةٌ مِنْ نَبِیِّهِ، وَسُنَّةٌ مِنْ وَلِیِّهِ. فَأَمَّا السُّنَّةُ مِنْ رَبِّهِ فَکِتْمَانُ السِّرِّ، وَأَمَّا السُّنَّةُ مِنْ نَبِیِّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَمُدَارَاةُ النَّاسِ، وَأَمَّا السُّنَّةُ مِنْ وَلِیِّهِ فَالصَّبْرُ فِی الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاء".

وفي قسم آخر من كلمته، أشار سماحته إلى آخر التطورات في الساحة الدولية وقال: نحن نعيش اليوم في عالم غريب؛ عالم مليء بالتحديات والتوترات حيث تُنتهك المبادئ الإنسانية وتداس قضايا حقوق الإنسان تحت الأقدام. ومن جهة أخرى، تم تأسيس المنظمات الدولية لتثبيت وتعزيز هيمنة الدول المستكبرة، ولا تسمح للشعوب بالنمو.

وأكد أستاذ درس البحث الخارج في الحوزة العلمية بمدينة قم: إنّ الإيمان وحده لا يكفي للإنسان، بل يجب أن يكون مصحوبا بالعلم، فمن نماذج العلم من دون إيمان هو ما نشاهده اليوم من جرائم في غزة، والعلم من دون إيمان يمثل تهديدا عالميا، كما أنّ نظام الهيمنة أيضا يسعى إلى استسلام الآخرين ويفرض ويملي عليهم ما يريده.

وتابع سماحته: إنّ التهديد العالمي بلغ مرحلة أصبحت فيها ثلاث كلمات "الإذلال، والتهديد، والاستسلام" هي الأكثر استخداما من أي وقت مضى في الخطاب اليوم، فنظام الهيمنة يريد أن يذل البشرية، ويهددها، حتى أنّه أصبح وهو يقول بصراحة: "يجب أن تستسلموا."

وأشار سماحته إلى ضرورة التشاور في الأعمال، مبينا على أن الجميع يجب أن يستفيدوا من المستشارين وأصحاب الرأي. وقال: إنّ التشاور مهم جدا لدرجة أن هناك سورة في القرآن تُسمى بالشورى، وقد أمر الله النبي (ص) بالتشاور مع المؤمنين. إذا كان هناك تشاور في الأعمال، فإنّه ينخفض نسبة الأخطاء والندم.

وبيّن الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) أن إصلاح الأمور يعتمد على تغيير وإصلاح السلوك التنظيمي تجاه بيئة العمل وأساسه، وتابع: علينا تغيير نظرتنا تجاه الزملاء والعمل، وما إذا تم إصلاح النظرة، فإن المجموعة ستنمو.

وأضاف سماحته: علينا أن لا نرى عملنا فحسب، كما يجب ألا نعتبر عملنا خاليا من العيب بينما نرى أعمال الآخرين ناقصة؛ فإنّه ورد عن الإمام الرضا (ع): " لا یَتِمُّ عَقْلُ امْرِء مُسْلِم حَتّی تَکُونَ فیهِ عَشْرُ خِصال: أَلْخَیْرُ مِنْهُ مَأمُولٌ. وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ. یَسْتَکْثِرُ قَلیلَ الْخَیْرِ مِنْ غَیْرِهِ، وَیَسْتَقِلُّ کَثیرَ الْخَیْرِ مِنْ نَفْسِهِ. لا یَسْأَمُ مِنْ طَلَبِ الْحَوائِجِ إِلَیْهِ، وَلا یَمَلُّ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ طُولَ دَهْرِهِ. أَلْفَقْرُ فِی اللّهِ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنَ الْغِنی. وَالذُّلُّ فیِ اللّهِ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنَ الْعِزِّ فی عَدُوِّهِ. وَالْخُمُولُ أَشْهی إِلَیْهِ مِنَ الشُّهْرَةِ"، وثم قال عليه السلام: "الْعاشِرَةُ وَمَا الْعاشِرَةُ؟ قیلَ لَهُ: ما هِیَ؟ قالَ علیه السلام: لا یَری أَحَدًا إِلاّ قالَ: هُوَ خَیْرٌ مِنّی وَأَتْقی". المهم أنّ يحظى عملنا بالإخلاص لله والحسن الفعلي والحسن الفاعلي، ما إذا كان العمل فيه إخلاص فإنّ الله ينموه، كالإمام الخميني (ره) يصبح إنسانا ذا صيت.

وفي ختام كلمته، أكد أستاذ درس البحث الخارج في الحوزة العلمية بقم أهمية اغتنام الفرص، قائلاً: قد نشعر بالندم فيما بعد، وذلك بسبب عدم انتهازنا للفرص، وعليه يجب أن نسأل الله تبارك وتعالى يعرفنا بواجباتنا، وأن يوفقنا لأدائها.

.........

انتهى/ 278

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha