12 يونيو 2025 - 09:18
مصدر: خاص أبنا
آية الله رمضاني: رسالة المبلغين اليوم؛ الرد على الشكوك، والحوار مع جيل الشباب، ومواجهة الجهل

أكد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) خلال مؤتمر "العلماء.. تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة" على أهمية الوعي بالعصر الحاضر والمهارة في التواصل مع الشباب والمعرفة الدقيقة بالإسلام الشامل واصفا الجهل بأنه أسوأ عدو.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ عُقد مؤتمر تحت عنوان "علماء الدين؛ تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة" في أكرا، عاصمة غانا، غرب أفريقيا، حضر فيه نخبة من المبلغين. وكان ضيف الشرف في هذا المؤتمر آية الله رضا رمضاني، الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، الذي زار غانا بدعوة من شخصيات دينية.

وأكد رمضاني في هذا المؤتمر: على المبلّغ أن يُعرّف الإسلام أولاً تعريفاً شاملاً ودقيقاً وعميقاً، ثانياً، عليه أن يُجيب على أسئلة الشباب بشكل صحيح، وثالثاً، وان يجيب على أسئلة المخالفين.

وأكد الشيخ رمضاني على ضرورة تركيز المبلغين في حواراتهم على القرآن الكريم بلغة أهل البيت (ع)، وأضاف: وصية النبي (صلى الله عليه وآله) هي أن القرآن الكريم بدون أهل البيت عليهم السلام، وأهل البيت (ع) بدون القرآن الكريم أبتر. 

وفي وصيته للمبلغين، قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام): "خذوا نهج البلاغة والصحيفة السجادية في بحوثكم". ومن جهة أخرى، تعلموا أساليب التبليغ مثل فن الخطابة، وتدريب معلمي القرآن الكريم، ومهارات إدارة الفصول الدراسية لمختلف المستويات، وتنظيم المعسكرات التدريبية.

وأشار إلى ضرورة معرفة المتلقين، قائلاً: «کلموا الناس علی قدر عقولهم». من الضروري التحدث بمستوى عقل المتلقي. اليوم، اليوم محور الاهتمام هم الشباب. هدف المخالفين هو سلب الإيمان من الشباب؛ لذلك، أنصحوا جميع الشباب بأن استقلال البلاد قائم على العلم والإيمان. العلم يصنع السيادة والقوة، والإيمان يضفي على البلاد معنوية.

وفيما يتعلق بضرورة تقوية أواصر الأسرة، قال آية الله رمضاني: "لقد شوه الأعداء مفهوم الأسرة، بينما نعتقد أن الأسرة الصالحة تتبع المجتمع الصالح. ركنا الأسرة هما الرجل والمرأة، ولا تتحقق الأسرة بدونهما". للأسف، في الغرب، لا يقتصر اعتبار الرجل والمرأة ركيزتي الأسرة، بل إذا تزوجت امرأة إمرأة وتزوج رجلٌ رجلاً، ويعتبرون ذلك على أنه عائلة! إذا تكلمت ضدهم، يمكنهم مقاضاتك! حتى إذا تزوج شخص ما حيوانًا، يعتبرونه العائلة، وهذا أسوأ تشويه للأسرة. اليوم، يُروّج لهذا في البلدان الإسلامية، ويجب أن نكون حذرين للغاية.

ولفت الى الإهتمام بالشباب، مستطردا: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في رسالة إلى الإمام الحسن (عليه السلام): «إِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ کَالْأَرْضِ الْخَالِیَةِ مَا أُلْقِیَ فِیهَا مِنْ شَیْءٍ قَبِلَتْهُ فَبَادَرْتُكَ بِالْأَدَبِ قَبْلَ أَنْ یَقْسُوَ قَلْبُكَ وَ یَشْتَغِلَ لُبُّكَ»؛ لذلك قبل ان يتعلق قلب الشاب بالفضاء الافتراضي ويتورط في مشكلة يجب تربيته.

وقال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) للمشاركين: أنشئوا المدارس الإسلامية ما استطعتم، واجعلوا المسجد أساسًا للتعريف بالإسلام الأصيل". ولماذا شدّدتُ على الإسلام الأصيل؟ لأن الإسلام الأموي والعباسي اليوم قد أصبح إسلامًا ليبراليًا وعلمانيًا، أو إسلامًا تكفيريًا؛ إسلام يقتصر على الظاهر فقط أو الباطن فقط، إسلام فردي أو اجتماعي فحسب. أما الإسلام الأصيل فهو إسلام شامل يشمل الظاهر والباطن، والفردي والاجتماعي؛ لذا، ينبغي تفسير القرآن الكريم بهذه الشمولية.

وتابع آية الله رمضاني موضحا ان والواجب على المبلغين معرفة تطورات العصر، وإلمامهم بالانحرافات والتحريفات في الفضاء الافتراضي قائلا: على المبلغين محاربة أشدّ الأعداء عداوة، يعني الجهل. مَن جَهٍلَ نفسه فهو ضال.

وفي ختام حديثه، أوضح آية الله رمضاني جوانب مختلفة للإسلام قائلا: يقوم الإسلام على أركانه الخمسة: الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، والولاية". وبالمثل، هناك خمس علاقات في الإسلام: علاقة الناس بالله، وعلاقة الناس بأنفسهم، وعلاقة الناس بالآخرين، وعلاقة الناس بالأمم الأخرى، وعلاقة الناس بالولاية. وفي هذا الصدد، تُعدّ الصلاة علاقة الإنسان بالله، والصيام علاقة الإنسان بنفسه، والزكاة علاقة الإنسان بالآخرين، والحج علاقة الإنسان بالأمم الأخرى، والولاية علاقة الإنسان بالأئمة المعصومين (عليهم السلام). والإمام الخامنئي، بصفته القائد الديني والسياسي في هذا العصر، ومُفكّرٌ حاذق ومُصلحٌ ديني، يُؤكّد على الاهتمام بأفريقيا لما فيها من مواهب وفيرة.

كما قدّم عدد من المبلغين من بلدان مُختلفة تقريرًا عن نشاطاتهم إلى الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) في هذا المؤتمر، وناقشوا التحديات والعقبات التي تعترض طريق العمل التبليغي في بلدانهم.

وفي ختام المؤتمر، أزيح الستار رسالة قائد الثورة الاسلامية باللغة الانجليزية خاصة بأحكام صلاة والصوم من قبل آية الله رضا رمضاني، الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، وقد تُرجمت هذه الرسالة إلى الإنجليزية لأول مرة.

.....................

انتهى  /  323 

تعليقك

You are replying to: .
captcha