دون أن يجذب أي من الفريقين جمهوراً كبيراً. وقد أصبح مشروع إقامة مركز ثقافي إسلامي يضم مسجداً على أرض، خاصة على بعد خطوتين من الموقع الرمزي لهذا الاعتداء الإرهابي في الولايات المتحدة، موضع جدل في الأسابيع الأخيرة. ويؤيد عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ هذا المشروع، الذي أقره مجلس البلدية، والذي برر الرئيس باراك أوباما دعمه له بحرية العقيدة التي يكفلها الدستور. إلا أن 61% من سكان المدينة يعارضونه، الأمر الذي لم تتوان المعارضة الجمهورية عن استغلاله.
ولم تلبِ التظاهرتان الصغيرتان، الأحد، توقعات المنظمين، ولم تتخللهما أي حوادث تذكر.وتحت أمطار خفيفة وعدسات كاميرات ومصورين من جميع أنحاء العالم، بدا المشاركون في كل من التظاهرتين الاتجاه إلى جنوب مانهاتن عند الظهر. وتجمع المعارضون عند تقاطع جادتي وست برودواي وبارك بالاس القريبتين من "غراوند زيرو"، حيث يمكن أن يقام "بيت قرطبة". فيما تجمع المؤيدون على بعد 100 متر منهم باتجاه الشمال. وكتب على لافتة رفعها أحد المعارضين "لا تنسوا أبداً 11 أيلول (سبتمبر)، ولا تسمحوا للإسلام بترسيخ انتصاره بمسجد"، في حين حمل نحو 50 شخصاً أتوا على دراجات نارية شعار رجال إطفاء نيويورك. وكان رجال الإنقاذ قد دفعوا حصة ثقيلة خلال اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) ضد برجي مركز التجارة العالمي "وورلد تريد سنتر" والتي أودت بحياة ثلاثة آلاف شخص. وكتب على لافتة أخرى "سيمكنكم بناء مسجدكم في غراوند زيرو عندما نستطيع بناء كنيس يهودي في مكة".وعلى بعد شارعين، دعت مجموعة متساوية العدد تقريباً من المتظاهرين إلى التسامح، وقد حملوا لافتات تدعو إلى الترحيب بالمهاجرين من كل الأديان وشعارات مثل "لتسقط العنصرية" و"ليسقط التمييز". وقال آندي بولاك (53 سنة) المؤيد للفلسطينيين إن "العنصريين معروفون، لكن السياسيين نسجوا أيضاً هذه الحالة الهستيرية حول القضية"، مضيفاً "كنت أعتقد أن أشخاصاً أكثر بكثير سيأتون اليوم في المعسكر الآخر، معسكر المعارضين. فالعنصرية المعادية للآسيويين خلال حرب فيتنام كانت أكثر حدة بكثير".وكان الرئيس أوباما أثار ضجة بتأييده إقامة مسجد في هذا المكان، ما حمله على الإثر إلى إجراء توضيح لموقفه، مشدداً على أن المسألة هي مسألة مبادئ.
انتهی/137