..أصدرت حركة أنصار ثورة 14 فبراير بيانا هاما حثت جماهير الأمة الاسلامية وخصوصا الشباب المؤمن الرسالي في الأمة العربية والإسلامية لاقتفاء أثر الشهيد «السيد حميد تقوي فر» وطريقه ونهجه للدفاع عن محور المقاومة والعتبات المقدسة فهو كالعميد الشهيد «محمد علی الله دادي» و«جهاد مغنية» وبقية شهداء القنيطرة الذين إمتزجت دمائهم حيث إمتزج الدم اللبناني والايراني في سوريا ، وإمزج الدم العراقي والدم الايراني في العراق من أجل الدفاع عن مراقد أهل البيت (عليهم السلام) وإجتثاث جذور الارهاب الأنغلوامريكي الصهيوني وعملائهم الدواعش وحلفائهم من أيتام صدام المقبور..

٨ فبراير ٢٠١٥ - ١٥:٠٢
الشهيد العميد «تقوي» نموذج رسالي للقرن الواحد والعشرين وسلك طريقه إلى النهاية على خط الأنبياء والأئمة المعصومين (ع)

وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ بمناسبة أربعينية شهيد العالم الاسلامي وشهيد العتبات المقدسة والمدافع عن حرم الامامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء أقيمت مراسم تأبين الشهيد العميد «السيد حميد تقوي فر» مؤسس "سرايا الخراساني" الجناح العسكري لحزب الطليعة الإسلامي في العراق يوم الجمعة الماضية في مسقط رأسه في مدينة الأهواز بمحافظة خوزستان بحضور عائلته ورفاق دربه من مختلف مدن ايران الإسلامية، وكذلك رفاق دربه من قادة سرايا الخراساني الجناح العسكري لحزب "الطليعة الاسلامي" وفي طليعتهم أمين عام الحزب الأستاذ «علي الياسري» و«سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد حامد الجزائري» و«سماحة حجة الاسلام المسلمين الخطيب السيد علي الشوكي» مسئول الركن العقائدي لسرايا الخراساني.

وقد ألقى سماحة السيد حامد الجزائري كلمة في المسجد الأعظم المجاور للحوزة العلمية للإمام الخميني (قدس سره) في مدينة أهواز تحدث فيها عن شخصية الشهيد تقوي ودوره في الدفاع عن العتبات المقدسة والذوذ عن مراقد أجداده الطاهرين وتفانيه في الدفاع عن الشعب العراقي أمام الغزو الصهيوأمريكي الصليبي وكذلك دفاعه المستميت عن مراقد أهل البيت (ع) أمام الغزو الداعشي المدعوم أمريكيا ومن بقايا أيتام نظام صدام المقبور.

وقد حضر في مجلس التأبين في مدينة الأهواز أعضاء في مجلس الخبراء منهم «سماحة آية الله السيد الموسوي الجزائري» ممثل ولي الفقيه وإمام جمعة أهواز في محافظة خوزستان و«سماحة آية الله الدكتور الشيخ محسن الحيدري» وكذلك «سماحة آية الله عباس كعبي».

كذلك فقد أقام رفاق درب الشهيد في حرس الثورة الاسلامية وأبناء مدينة طهران وأبناء محافظة خوزستان المقيمين في العاصمة طهران مراسم تأبين يوم الخميس 5 فبراير 2015م في مسجد "ولي عصر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)" للخوزستانيين بحضور مسئولين كبار في الجمهورية الاسلامية في ايران وفي مقدمتهم رفيق دربه ونضاله وجهاده سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الأدميرال علي شمخاني.

وفي يوم الجمعة 6 فبراير 2015م أيضا أقيمت مراسم تأبين أخرى للشهيد تقوي في مسجد مدينة "الشهيد بروجردي" في طهران برعاية رفاق دربه في حرس الثورة الثورة والمسئولين في فيلق القدس وعلى رأسهم العميد «إسماعیل قاآنی» نائب الجنرال الحاج «قاسم سليماني» والعميد اللواء الحاج «ايرج مسجدي» والعميد اللواء الحاج «أحمد فروزنده»، بالاضافة الى قادة سرايا الخراساني في العراق (السيد علي الياسري ، السيد حامد الجزائري والسيد علي الشوكي) التي كان العميد تقوي يقودها عسكريا كمستشار من قبل الجمهورية الاسلامية للدفاع عن العتبات المقدسة ضد الدواعش التكفيريين عملاء الاستكبار العالمي وأمريكا والصهيونية حيث أستشهد على يد قناص داعشي في مدينة بلد التي تضم مرقد "السيد محمد" الملقب بـ(سبع الدجيل) إبن الامام علي الهادي عليه السلام.

وقد ألقى في مراسم التأبين «حجة الاسلام والمسلمين الشيخ شيرازي» ممثل ولي الفقيه في فيلق القدس وكذلك الاستاد علي الياسري أمين عام حزب الطليعة واحد قادة سرايا الخراساني كلمات تحدثوا فيها عن شخصية الشهيد الفذة ودفاعه عن الثورة الإسلامية أيام الحرب المفروضة من قبل الحكم الصدامي البائد الذي كان يحارب نيابة عن الإستكبار العالمي ، ودور الشهيد في الدفاع عن محور المقاومة والممانعة ودوره في مقاومة الإحتلال الأمريكي في العراق والتصدي لأياديهم وعملائهم الدواعش التكفيريين ، كما تحدثوا عن شخصيته الأخلاقية وتواضعه وزهده وإيمانه وتهجده المستمر في الليالي وخلوته مع الله سبحانه وتعالى حتى عند إحتدام المعارك وإشتباك الأسنة حيث كان دائم الصوم ودائم الإستمرار على صلاة الليل ، كما كان قائدا عسكريا شجاعا يتمنى الشهادة ويعشقها ولا يهاب الموت حتى رزقه الله الشهادة وشرفه بها كما شرف بها من قبل والده وأخيه في جبهات القتال ضد الباطل البعثي الصدامي.

هذا وسيقام للشهيد السعيد تقوي فر مجلسا تأبينيا كبيرا في العاصمة العراقية بغداد من قبل أبناء الشعب العراقي والحشد الشعبي برعاية سرايا الخراساني تكريما لجهاده ونضاله ودفاعه عن كرامة أبناء الشعب العراقي ودفاعه عن المراقد المقدسة والحرمين الشريفين في مدينة سامراء.

وبهذه المناسبة أصدرت حركة أنصار ثورة 14 فبراير بيانا هاما حثت جماهير الأمة الاسلامية وخصوصا الشباب المؤمن الرسالي في الأمة العربية والإسلامية لاقتفاء أثر الشهيد وطريقه ونهجه للدفاع عن محور المقاومة والعتبات المقدسة فهو كالعميد الشهيد «محمد علی الله دادي» و«جهاد مغنية» وبقية شهداء القنيطرة الذين إمتزجت دمائهم حيث إمتزج الدم اللبناني والايراني في سوريا ، وإمزج الدم  العراقي والدم الايراني في العراق من أجل الدفاع عن مراقد أهل البيت (عليهم السلام) وإجتثاث جذور الارهاب الأنغلوامريكي الصهيوني وعملائهم الدواعش وحلفائهم من أيتام صدام المقبور واليكم نص البيان:


بسم الله الرحمن الرحيم


 بسم الله قاصم الجبارين .. وبإسم رب الشهداء والصديقين

 قال تعالى عز وجل..

((وَ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۞ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)) صدق الله العلي العظيم.

يوم الجمعة 30 يناير 2015م الماضي كان يوم ذكرى أربعينية العميد الشهيد السعيد السيد حميد تقوي فر حيث أقيمت مراسم تأبينية لشهيد العتبات المقدسة في سامراء في مسقط رأسه في كوت عبد الله وقرية "أبودبس" جنوب مدينة أهواز في محافظة خوزستان الإيرانية بحضور عائلته ورفاق دربه وأهالي مدينة أهواز ومحافظة خوزستان وبحضور الآلاف من المؤمنين الإيرانيين الذين تقاطروا على منطقة كوت عبد الله من مختلف أنحاء إيران الإسلامية.

كما أقيمت مراسم أخرى له في العاصمة طهران من قبل عائلته ورفاق دربه وأهالي مدينة طهران تكريما له ولجهاده المرير من أجل الدفاع عن الإسلام والدفاع عن مراقد أجداده من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) حيث أستشهد كما أستشهد أبي الفضل العباس عليه السلام برصاصة قناص داعشي كان متسلقا نخلة في أرض المعركة ، أصابته ووقع شهيدا مضرجا بدمائه وهو يؤدي واجبه كقائدا عسكريا وميدانيا لسرايا الخراساني في منطقة بلد القريبة من سامراء ، التي تضم مرقد الإمامين العسكريين عليهم السلام.

اللواء الحاج السيد حميد تقوي فر أحد كبار قادة حرس الثورة الإسلامية في إيران ومن المناضلين والمجاهدين ضد الظلم والإستبداد الشاهنشاهي منذ نعومة أظفاره. إنه النموذج الرسالي للقرن الواحد والعشرين وبمثابة أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان مثالا للإنسان العابد والزاهد والمتواضع ، وكان دائم العبادة والتهجد والصيام طوال العام ، فهو إبن الشهيد وأخ الشهيد.

الشهيد الحاج حميد تقوي فر كان عاشقا للإمام الخميني ونهجه وخطه ورسالته في الحياة ، كما كان عاشقا لقائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي ومتمسكا بخط ونهج ولاية الفقيه وسعى دائما أن لا يحيد عن هذا الطريق وعن هذا الخط قيد أنمله ،وكان يعتقد إعتقادا راسخا بأن موفقية نظام الجمهورية الإسلامية تتمثل في التمسك بخط الولاية والسير بخطى مستقيمة وراسخة تحت بيرق الولاية الربانية لأهل البيت عليهم السلام وولاية الفقيه.

وفي عام 1980م ومنذ بداية تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية والبدء بتأسيس حرس الثورة الإسلامية كان من النواة الأولى الذين ساهموا بتأسيس حرس الثورة في محافظة خوزستان ومدينة الأهواز ، وبعد أن بدأت الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية من قبل نظام البعث البائد وصدام المقبور  بالنيابة عن الإستكبار العالمي وعملائه من الأنظمة الخليجية المستبدة، كان من المقاتلين الأوائل الذين شاركوا في صد العدوان البعثي الصهيوأمريكي وقد أستشهد والده وأخوه في تلك الحرب المفروضة ، وبقي الحاج حميد تقوي يواصل مسيرته وطريقه في حرس الثورة حتى النهاية إلى أن ختم حياته بالشهادة وفاز بالدرجات العلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

لقد كان العميد تقوي يتمنى الشهادة وينتظرها بفارغ من الصبر بعد أن ودع والده وأخيه شهيدا وبعد أن ودع عشرات الآلاف من رفاق دربه في ميادين الحرب المفروضة ، وإستمر في عمله ونضاله وجهاده للحفاظ على نظام الجمهورية الإسلامية بإقتدار تام وعزيمة راسخة ، إلى أن تقاعد عن عمله في حرس الثورة ليسافر إلى مسقط رأسه في قرية "أبودبس" في منطقة كوت عبد الله إحدى بلدات مدينة الأهواز بمحافظة خوزستان ويمارس مهنة الزراعة ولكنه كان يطلب من والدته ومن أهالي قريته بأن يدعون له بالفوز بالشهادة وأن لا يموت على الفراش بسبب مرض السكر أو الضغط أو أي مرض آخر ، وإنما كان يعشق الشهادة.
لقد كان للعميد تقوي دورا بارزا في إسقاط النظام البعثي الديكتاتوري بالتعاون مع قوى المعارضة الإسلامية العراقية التي كانت تجاهد وتقاتل ضد نظام البعث الكافر ، وقد ساهم بدور بارز بإسقاط الطغمة البعثية الحاكمة في بغداد.

ومنذ بداية الغزو الأمريكي الغربي للعراق وإحتلاله وإسقاط النظام البعثي الصدامي كان العميد تقوي يؤدي واجبه في مقاومة الإحتلال الأمريكي مع رفاق دربه في حركة المقاومة الإسلامية العراقية ، وقد أمر بفتح الحدود لأبناء الشعب الإيراني للسفر إلى العتبات المقدسة ، وأمر بفتح الحدود لأبناء الشعب العراقي للسفر لزيارة الإمام الرضا والسيدة فاطمة المعصومة وسائر المراقد المقدسة في إيران ، من أجل إزاحة الفواصل والحدود التي إصطنعها صدام المقبور بين الشعبين الشقيقين بأمر من الشيطان الأكبر أمريكا والأنظمة الصليبية والحكومات الطاغوتية في المنطقة.

ومنذ بداية سقوط صدام المقبور وحزبه الفاشي سعى العميد تقوي إلى إيجاد المؤسسات الثقافية والإجتماعية والإقتصادية والخيرية والحسينية في مدن الجنوب العراقي من البصرة حتى الناصرية والديوانية وغيرها ، وساهم مساهمة كبيرة في رفع مستوى الإقتصاد العراقي وإعادة البنية التحتية للإقتصاد العراقي ، وقد سعى لإزالة الهوة بين أبناء الشعب العراقي والإيراني ودعوة الجامعات العراقية للسفر إلى إيران والتوقيع على مذكرات تفاهم بين الجامعات وتبادل الأساتدة والطلبة بين الجانبين ، بالإضافة إلى مساهمات كبيرة أخرى يعجز الإنسان عن ذكرها.

وخلال أكثر من 10 أعوام إلتزم الإعداد لإنشاء سرايا الخراساني الذراع والجناح العسكري لحزب الطليعة الإسلامي في العراق لمقاومة الإحتلال الأنغلوأمريكي ومقاومة بقايا أيتام البعث البائد ، وبعد أن قامت قوى التكفير والإرهاب الداعشية الوهابية الصهيونية بتهديد مقام السيدة العقيلة زينب عليها السلام في دمشق أمر العميد تقوي سرايا الخراساني بالتوجه إلى سوريا والدفاع عن حرم العقيلة زينب لكي لا تسبى مرة أخرى ، وقد قدمت سرايا الخراساني في دفاعها عن مقام العقيلة الهاشمية زينب الكبرى العشرات من الشهداء والجرحى.

وعندما قامت القوى التكفيرية الظلامية الداعشية وحلفائهم من بقايا وأيتام النظام البعثي الصدامي المقبور بإحتلال المحافظات الغربية للعراق بما فيها الموصل والرمادي وديالى وغيرها وقاموا بتهديد مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء وسائر العتبات المقدسة في العراق ، فإنه أمر بعض قوات سرايا الخراساني بالعودة وتنظيم صفوفها وإعدادها لتحرير المناطق المحتلة من قبل هذه الزمر الإرهابية وحلفائهم البعثيين الصداميين ، فشارك في قيادة هذه السرايا وقوات الحشد الشعبي في تحرير جرف الصخر التي تعرف اليوم بـ "جرف النصر" ، وشارك مع سرايا الخراساني في تحرير منطقة آمرلي وجلولاء ومناطق من ديالى ، وبعدها عقد العزم لتحرير منطقة بلد وأطراف سامراء من القوى الداعشية البعثية ، حيث كانت هذه المنطقة والتي تضم مرقد السيد محمد إبن الإمام علي الهادي عليه السلام تتعرض يوما لصواريخ وهجوم مسلح من قبل الدواعش ويقتل يوميا العشرات من أبناء هذه المدينة ، وتهدد هذه الزمر الإرهابية مرقد سبع الدجيل ومدينة سامراء.

عقد الشهيد اللواء السيد حميد تقوي العزم لتطهير منطقة بلد وأطرافها وأطراف سامراء من لوث الإرهابيين الدواعش وأيتام صدام الذين أوعزت لهم أمريكا وحلفائها الغربيين وعملائها في دول المنطقة لإرباك المشهد السياسي وإبتزاز الحكومة العراقية ، فقاد سرايا الخراساني وحقق إنتصارات باهرة في بلد والضلوعية ، وقد أستشهد وجرح معه خلال المعارك التي قادها لسرايا الخراساني أكثر من 400 بين شهيد وجريح ، وفيما كان يؤدي واجبه الشرعي ويقدم إستشاراته العسكرية لسرايا الخراساني والحشد الشعبي في منطقة بلد ، فقد كمن له قناص داعشي من أعلى جدع نخلة وإستهدفه بالرصاص ليرديه شهيدا ، حيث كان وقتها يتمنى الشهادة ويعشها ليلتحق مع والديه وأجداده الأئمة الطاهرين ورسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم في مقعد صدق عند مليك مقتدر في جنان الخلد ، وكان قبلها يتحدث مع قادة سرايا الخراساني ومنهم السيد علي الياسري بعد أن طلبوا أن يلتقوا معه أثناء المعارك بأن الملتقى هذه المرة في الجنة إن شاء الله.

نعم لقد أستشهد العميد الحاج السيد حميد تقوي فر على يد قناص وأشقى الأشقياء من قوى الظلام الدواعش وحلفائهم أيتام صدام المقبور في منطقة بلد القريبة من مدينة سامراء الواقعة على بعد 110 كيلو مترا شمال العاصمة العراقية بغداد.
وبشهادته الدامية خسرت الجمهورية الإسلامية وخسرت الساحة العربية والإسلامية في العراق ولبنان والبحرين واليمن وسائر البلدان العربية والإسلامية أحد أبرز قادة الجهاد والنضال ضد الإستكبار العالمي والشيطان الأكبر أمريكا والصهيونية.

لقد شارك العميد تقوي قوى المقاومة الشعبية في العراق الجهاد والنضال والمقاومة ضد الإحتلال الأمريكي البريطاني الغربي بعد سقوط الصنم صدام في العراق وإحتلاله من قبل قوات التحالف الغربي، وكان مطلوبا من قبل الأمريكان وكانوا يطلقون عليه الجنرال سليماني الثاني ، وقد تم إعتقاله مرة في العراق على يد القوات الأمريكية ولكنهم لم يتعرفوا عليه ومن ثم تم إطلاق سراحه بوساطة أحد الشخصيات الإسلامية العراقية ، وبعدما عرف الأمريكان بذلك فقد أعلنوا بأنهم خسروا صيدا ثمينا.

إستمر اللواء تقوي في مهام عمله يومها حتى إستطاعت المقاومة العراقية أن تخرج قوات الإحتلال الأنغلوأمريكي الغربي من العراق ، ولذلك فإن الأمريكان والغربيين دعموا عملائهم البعثيين وحلفائهم من الدواعش مرة أخرى من أجل إحتلال مساحات شاسعة من العراق وتهديد العاصمة بغداد ومحافظات الفرات الأوسط والجنوب ليهيئوا لعودة الامريكان من جديد إلى العراق بإحتلال جديد وبأجندات جديدة وإبتزاز سياسي للحكومة العراقية ، ولكن اللواء السيد حميد تقوي ورفاق دربه في حرس الثورة الإسلامية وفيلق القدس وبالتعاون مع قوات الحشد الشعبي وقوات الجيش العراقي الباسل وقوات سرايا الخراساني التي تحت إمرته وبعد فتوى المرجعية العليا لسماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي السيستاني وسائر علماء ومراجع العراق فقد أفشلوا مخططات الصهاينة والأمريكان والحكومات القبلية الديكتاتورية المستبدة في المنطقة ، وأستشهد العميد تقوي ولكن لا زالت قوات سرايا الخراساني وقوات الحشد الشعبي وقوات الجيش العراقي تواصل الإنتصارات المتلاحقة على قوى الشر والظلام وتحرر المدن العراقية المحتلة الواحدة تلوى الأخرى.

إن العميد تقوي كان مثالا للإنسان القائد الرسالي المتدين المتواضع الزاهد والعابد والمتهجد، وكان يتمنى الشهادة وكان ينتظر بدء المعركة لكي ينال الشهادة ، وعندما يتأخر موعد الهجوم والمعركة في أحد القواطع والمحاور أيام الحرب البعثية المفروضة على إيران فإنه يبدي عدم إرتياحه ويقول لرفاقه وقادة المعركة لماذا تأخرون وقت شهادتي ليوم آخر؟؟!!. وحتى وهو يقدم إستشاراته العسكرية لقوات الحشد الشعبي  وسرايا الخراساني كان دائم الإبتسامة وكان ينتظر الشهادة بفارغ من الصبر لكي يلتحق بشهداء دربه وشهداء كربلاء ويلتحق بوالده وأخيه في الجنة عند جده رسول الله وجدته فاطمة الزهراء وجده أمير المؤمنين والإمام الحسن المجتبى وجده سيد الشهداء الإمام الحسين وسائر الأئمة المعصومين عليهم السلام.

لقد كان الشهيد السيد حميد تقوي فر يتمتع بروحية فدائية رسالية ثورية حسينية كصحابة الرسول الأعظم وجده الإمام علي بن أبي طالب وجده سيد الشهداء الإمام الحسين عليهما السلام ، وكانت كل حركاته وسكناته وقيامه وقعوده مليئة بالإخلاص والتقوى ، فكان زاهدا عابدا قائما ومصليا وصائما وشجاعا كجده أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في المعارك وجبهات القتال ، وكان لا يأبه بوابل المطر من الرصاص والقصف المدفعي والصاروخي الذي يأتيه مباشرة وهو في منطقة بلد ، ولم يكن ليتحرك من مكانه وإنما ينزل رأسه شيئا والإبتسامة تملأ فمه ووجناته لأنه كان ينتظر الشهادة بفارغ الصبر ليلتحق مع والده وأخيه في جنان الخلد مع جدهم رسول الله والأئمة المعصومين الأطهار عليهم السلام.

ومن صفات اللواء العميد الحاج حميد تقوي فر أنه كان نعم الصديق المخلص لرفاقه وصادق الكلام والوعد في حياته النضالية التي إمتدت لأكثر من 40 عاما من عمره الشريف والمبارك ، وكان يمقت الغيبة والنميمة ويمقت مجالس اللهو واللعب ومجالس البطالين ، وكان مثابرا على الخدمة لدينه وقيمه ومبادئه وكان يؤدي مسئولياته الدينية والرسالية والعسكرية بإخلاص وأمانة ، وكان يذلل كل الصعاب من أجل تحقيق أهداف الثورة ، فكان نعم المسئول والقائد في نظام الجمهورية الإسلامية الذي كان يؤدي واجباته على أحسن وجه وكان يتمنى الشهادة ويعشقها حتى رزقه الله وسام الشهادة وهو في عمر الــ 61 عاما ، فأصبح شهيدا مدافعا عن حرم أجداده الطاهرين في سامراء و"الشهداء أمراء أهل الجنة".

في عام 1983م الموافق 1362ش أستشهد والده في عمليات خيبر ، ومن ثم في عام 1984م الموافق 1364 ش أستشهد أخيه في عمليات الفاو داخل العراق ، وكان العميد تقوي ومنذ اليوم الذي تم تشييع والده وإلى اليوم الذي أستشهد في منطقة "بلد" في العراق كان يقضي لياليه والأسحار بالدعاء والصلاة والمناجات طالبا ومتمنيا للشهادة ، ولذلك فالأمة الإسلامية والعالم الإسلامي والشعب الإيراني والعراقي وسرايا الخراساني قد إفتقدوا شخصية رسالية ثورية عسكرية شجاعة لا يمكن أن تعوض بسهولة.
لقد كان العميد تقوي يتحاشى الظهور في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة أو التحدث عن نشاطاته وأعماله ونضاله وجهاده ، وبعد شهادته فقد عرف أقرب المقربين منه ومن رفاق عمله بأنه وعلى إمتداد أكثر من ثلاثين عاما كان دائم الصوم والتهجد والعبادة والدعاء والتضرع وكان يصوم أكثر أيام السنة ولم يشارك رفاقه في مقر عمله في سفرة الطعام متذرعا بأنه ليس بجوعان ، فكان لا يحب أن يطلع عليه أحد من رفاقه وزملائه بأنه صائما.

ولذلك وفي ذكرى أربعينية العميد الشهيد الحاج حميد تقوي فإن موقع ثورة 14 فبراير وحركة أنصار ثورة 14 فبراير يطالبون شباب ثورة شعب البحرين والنخب الدينية والسياسية والفكرية أن تحتذي بشخصية هذا القائد العسكري الرسالي الحسيني الذي دافع عن حرم أجداده في سامراء لينال الشهادة.

كما ونتمنى على المناضلين والمجاهدين في حركات المقاومة في العراق واليمن وسوريا ولبنان وغزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة وسائر البلاد الإسلامية والعالم أن يدرسوا شخصية اللواء الحاج السيد حميد تقوي فر لكي تكون حياته وتاريخ نضاله وجهاده ضد الإستكبار العالمي وعملائهم من البعثيين الصداميين والزمر الإرهابية الداعشية لهم نبراسا ودروسا وعبرا يحتذوا به في جهادهم ومقاومتهم ضد القوى الظلامية الداعشية وضد الكيان الصهيوني والإحتلال الأنغلوأمريكي في البلاد الإسلامية.

إن تاريخ نضال وجهاد العميد تقوي خصوصا إخلاصه وتفانيه للدفاع عن العتبات المقدسة في سامراء وفي العراق وسوريا يجب أن يكون مثالا يحتذى به ، فالعتبات المقدسة في سوريا وحرم السيدة العقيلة زينب في دمشق وكذلك العتبات المقدسة في كربلاء والنجف الأشرف والكاظمين والعسكريين في العراق خط أحمر والدفاع عنه واجب ديني وشرعي لا يختص بالعراقيين أو الإيرانيين واللبنانيين والأفغانيين فقط ، وإنما واجب يتحمله جميع القادرين على الدفاع عنها في مختلف البلدان الإسلامية.

كما نتمنى على رفاق نضاله وجهاده الذين إمتدت حياتهم ورفاقتهم لأكثر من ثلاثين عاما في مختلف سوح النضال والجهاد والقتال وخصوصا ممن عاصروه من قادة وأفراد المقاومة الإسلامية في سرايا الخراساني أن يبينوا أبعاد غائبة عن شخصية هذا اللواء المدافع عن العتبات المقدسة لكي تكون شخصيته وتاريخ حياته منارا ونبراسا لسائر القادة العسكريين والميدانيين الذين لا زالوا يواصلون النضال والجهاد ضد قوى الإستكبار العالمي والشيطان الأكبر أمريكا وضد الإستعمار الصهيوصليبي وحلفائهم الدواعش وعملائهم من الحكومات القبلية الديكتاتورية في المنطقة.

((وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا)).

لقد سلك الشهيد تقوي طريقه إلى النهاية على خط الأنبياء والأئمة المعصومين (ع) وعلى طريق الأنبياء والرسل والأئمة المعصومين وعلى طريق نهضة وثورة جده سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وخط ولاية الفقيه خاتما حياته بالشهادة الدامية كما والده وأخيه مدافعا عن العتبات المقدسة من دنس العابثين الدواعش وحلفائهم البعثيين الصداميين ، فقد أراد اللواء تقوي الآخرة وسعى لها سعيها بإيمان راسخ فكان سعيه مشكورا ، حملته الجماهير الإيرانية في طهران على الأكف وشيعته جماهير خوزستان ومدينة الأهواز إلى مثواه الأخير في بلدته في مقبرة "جنة الشهداء في بهشت آباد" في منطقة كوت عبد الله وبلدته "أبودبس" وحضر تشييعه والصلاة عليه ومواراة جثمانه الطاهر الثرى ممثل ولي الفقيه وإمام جمعة مدينة أهواز سماحة آية الله السيد محمد علي موسوي الجزائري والجنرال الحاج قاسم سليماني قائد فيلق القدس والحاج صادق آهنگران وسائر رفاق دربه ونضاله وجهاده في حرس الثورة الإسلامية ورفاق نضاله من مختلف أنحاء إيران ومن أبناء بلدته وأبناء محافظة خوزستان ، كما أقيمت له مجالس تأبيين في مختلف أنحاء إيران من طهران إلى محافظة خوزستان ومدينة أهواز وبلدته ومسقط رأسه.

 وفيما نحن نحيي ذكرى أربعينية الشهيد العميد الحاج حميد تقوي هذه الأيام بهذه الكلمات ، فقد قامت قوى التكفير من الدواعش وحلفائهم البعثيين يوم الجمعة 30 يناير 2015م بعملية إنتحارية إجرامية إستهدفت قوى الحشد الشعبي في شمال سامراء ، سقط على أثرها أكثر من 20 عسكري من الحشد الشعبي بين قتيل وجريح ، حيث قالت الإستطلاعات الأولية بسقوط 5 شهداء، وهكذا إستمرت قوى التكفير بتهديد منطقة بلد وسامراء التي تحتضن مرقد الإمامين العسكريين ومرقد السيد محمد "سبع الدجيل" لتستمر قوافل الشهداء من أجل الدفاع عن حرم الإمامين العسكريين ، فالدواعش والوهابيين التكفيريين وحلفائهم البعثيين الصداميين يريدون تسوية مراقد الأئمة المعصومين الأطهار (ع) بالأرض ، ولكن يأبى المؤمنون الرساليون وشجعان الحشد الشعبي وسرايا الخراساني وسائر أبناء الشعب العراقي المؤمن الأبي والحسيني إلا أن يدافعوا عن العتبات المقدسة ومراقد الأئمة الأطهار حتى إقتلاع جذور الإرهاب من أرض العراق فلن تسبى العقيلة زينب مرة أخرى ولن تستطع قوى الإستكبار العالمي وعملائهم الوهابيين الدواعش والحكومات القبلية العميلة المساس بالعتبات المقدسة ، وإن دماء الشهيد تقوي فر وسائر الدماء التي سالت على أرض الرافدين وفي سامراء والكاظمية وكربلاء والنجف الأشرف والكوفة وسوريا ولبنان والقنيطرة ستكون الدافع لقوى المقاومة والحشد الشعبي وسائر أبناء الأمة الإسلامية في محور المقاومة وتيار الممانعة للثأر لدمائه ولدماء شهداء القنيطرة ولدماء الشهداء السعداء الذين يدافعون عن العتبات المقدسة في سوريا والعراق..

((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)).

((«يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)).


حركة أنصار ثورة 14 فبراير


المنامة – البحرين


8 شباطـ/فبراير 2015م

...............

انتهى/212

سمات