في البداية تنطلق طلقة واحدة يفرغ على أثرها المقاتلون الليبيون المتناحرون مدافعهم المضادة للطائرات بينما يحتمي الآخرون وهم يجلسون القرفصاء في مطار طرابلس الدولي .

١٦ يوليو ٢٠١٤ - ١٠:٣٦
معارك عنيفة بين الفصائل المسلحة في مطار طرابلس

ابنا:حتى ليل السبت كان المطار يستقبل الليبيين العائدين إلى الوطن لتمضية شهر رمضان والعمال الأجانب المغادرين لقضاء عطلاتهم لكن يوم الاربعاء تحول المطار الرئيسي إلى ساحة قتال بين الميليشيات المتصارعة وهو مؤشر على الفوضى التي تعيشها الدولة المصدرة للنفط .

وتناشد الحكومة المركزية الضعيفة بجيشها غير الموجود تقريبا على الارض المقاتلين للتهدئة ولكن الطرفين لا يظهران بادرة على التراجع في أسوأ اشتباكات بين فصائل المقاتلين في العاصمة طرابلس منذ نوفمبر تشرين الثاني.

وأبدى المقاتلون من منطقة الزنتان في شمال غرب البلاد استعدادهم للدفاع عن المطار الذي حموه في غياب القوات الحكومية عندما شاركوا في السيطرة على طرابلس في أغسطس آب عام 2011 عند الإطاحة بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي.

وقال محمد رمضان رئيس المجلس المحلي في الزنتان التي تملك الحصة الأكبر من المقاتلين إن الطرف الآخر قرر للأسف استخدام لغة السلاح.

و"الطرف الآخر" في النزاع والمتهم من الحكومة بمهاجمة منطقة المطار يوم الأحد هم فصائل جاءت بشكل رئيسي من مدينة مصراتة الساحلية وهم منافسون لمقاتلي الزنتان. ولا تزال الخلافات الاقليمية والقبلية تمزق ليبيا.

وتزعم كل من الميليشيات المتنافسة أنها تعمل من أجل استقرار البلاد وتتهم بعضها بعضا بالتخلي عن مبادئ الثورة التي أطاحت بالقذافي.

داخل المطار تصطف ذخيرة الدبابات إلى جانب شاحنات صغيرة عليها مدافع مورتر أو رشاشات في حين تتحرك دبابة روسية الصنع حول محطة الركاب ويتحرك برجها في كل الاتجاهات.

ومع استمرار القتال حتى ساعة الافطار عند الغروب يتبادل المقاتلون الأدوار لأخذ استراحة داخل محطة الركاب المكيفة فيجلسون على المقاعد وعربات نقل الحقائب بالقرب من مكاتب تسجيل إجراءات الوصول بينما يستأنف زملاؤهم إطلاق النار على الجبهة على بعد نحو كيلومتر واحد عند الطرف الآخر من المطار.

وقالت الحكومة إن 90 في المئة من مباني المطار والطائرات الرابضة هناك تضررت ولكن من المستحيل تقييم حجم الأضرار بينما يتطاير الرصاص في الاجواء.

واضطر وزير النقل إلى الغاء جولة تفقدية داخل المطار في وقت متأخر من يوم الاثنين بعد تعرض محيط المطار للقصف بصواريخ جراد.

وشاهد مراسل رويترز حوالي ست طائرات لحقت بها أضرار تركتها شركاتها الليبية أمام محطة الركاب في وقت متأخر من يوم السبت مشيرا إلى أن احداها احترقت بالكامل في حين أصيبت الاخريات بفجوات كبيرة في الأجنحة أو الهيكل جراء زخات القذائف المضادة للطائرات. وعلى الرغم من إصابة برج المراقبة لا يزال مصعده يعمل.

لم تصب الحافلات المتوقفة عند جانب المدرج بأذى غير أنها كانت محاطة بالدخان المتصاعد من احتراق العشب في المناطق المتاخمة للمدرج حيث انفجرت القذائف.

وقال رمضان وهو يجلس على مقعد وراء مكاتب المبيعات لشركتي لوفتهانزا وأليتاليا الأوروبيتين ان المدرج اصيب بالصواريخ ويجب ان تصلحه شركة صيانة. كان مقاتلون يجلسون على مقاعد بالقرب من مقهى ومتجر للحقائب لم تمس بضائعه.

...................

انتهى / 232

سمات