وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال الأمين العام لجمعية "الوفاق الوطني الإسلامية" في البحرين «الشيخ علي سلمان» في حديث الجمعة أن المعارضة البحرينية و"من منطلق إيمانها بعدالة مطالبها ومطالب شعبها ومن منطلق واجبها الوطني والإنساني وقبل ذلك ومن انتمائها الديني والإسلامي لن ترضخ لهذه العقلية ولا هذا التفكير والمقاييس الغير سوية وستبقى متمسكة بحقوق شعبها وكون الشعب مصدر السلطات جميعا، وبحق الإنسان البحريني وبحلمه بالكرامة والحرية والمساواة لم تتنازل المعارضة عن أحلام البحرينيين التي عاشوها جيلاً بعد جيل مهما كلف الأمر".
واضاف الشيخ سلمان: "يريد النظام مما يسمى بالحوار أن يفضي إلى أن لا حراك وثورة شعبية في البحرين، وإنما هي مجموعات إرهابية تستحق القتل والاعتقال والتعذيب والفصل والنفي وسائر ما وثقها السيد «بسيوني» وجنيف من انتهاكات حقوق الإنسان وهي إجراءات –حسب وجهة نظر النظام- جيدة وحسنة ويجب على العالم أن يصفق لها".
وفيما يلي نص حديث الجمعة لسماحة الشيخ علي سلمان:
الجمعة 16 مايو 2014 الموافق 16 رجب 1435 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد
الموضوع الأول : أسباب فشل ما يسمى بالحوار
من خلال ما يسمى بالحوار يريد النظام أن يفضي إلى مجموعة من النقاط فإليها:
- يريد النظام مما يسمى بالحوار أن يفضي إلى أن لا حراك وثورة شعبية في البحرين، وانما هي مجموعات ارهابية تستحق القتل والاعتقال والتعذيب والفصل والنفي وسائر ما وثقها السيد بسيوني وجنيف من انتهاكات حقوق الإنسان وهي اجراءات –حسب وجهة نظر النظام- جيدة وحسنة ويجب على العالم أن يصفق لها.
- إننا نعيش منذ 2002 وما تم في 2011 من تغييرات شكلية على الصيغة الدستورية المفروضة على الشعب في 2002 هي أفضل ما يكون وأنه لم يعد حاجة إلى تغييرات دستورية لمعالجة القضايا الأساسية، فالتغييرات الشكلية التي اجريت والتي أبقت السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية والأمنية وغيرها في يد ملك البلاد وهي تغييرات كافية وتحقق ديمقراطية حديثة ومتطورة ولا حاجة لمزيد من الإصلاح.
- إن مسمى الإصلاح المستقبلي يجب أن يدرس عبر الأطر المؤسساتية ويقصد بقمة الأطر المؤسساتية هو مجلس الشورى فما يقرره مجلس الشورى من تشريع أو غيره فضلا عن التعديلات الدستورية التي تحتاج لثلثي المجلس، وفي جميع العالم المجالس المعينة تتبع من عينها. فالمراد من الإصلاح المستقبلي يجب ان يدرس عبر المؤسسات المنزوعة الصلاحية بحيث يمكن التحكم بها من الألف حتى الياء.
- علينا أن نسمي تهميش الشعب –الواقع القائم الآن- من القرار السياسي بالمشاركة الشعبية الفاعلة.
- علينا أن نسمي الاستبداد والديكتاتورية السياسية بالديمقراطية المتقدمة (الديمقراطية الاستثنائية بالبحرين) وأن العالم يحسدنا على هذه الديمقراطية كفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول المتقدمة فضلا عن دول العالم الثالث، وعلى العالم أن يقتدي بهذه الديمقراطية والتي يعين فيها رئيس وزرائها مدة 43 سنة.
- كما تشمل نتائج ما يسمى بالحوار الحديث عن التمييز في الدوائر الانتخابية هو النظام الانتخابي المناسب للبحرين، فالمساواة بين المواطنين بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، والمساواة بين الحقوق والواجبات لا تتناسب مع خصوصية البحرين.
- ان الاشراف على الانتخابات يجب أن يتم من جهة وحيدة فقط وهي الجهة الرسمية فقط سواء الداخلية أو العدل، وأن تلك الأفكار الضلالية التي تتحدث عن لجنة محايدة للإشراف على الانتخابات فهي باطلة وتعد طريقة جاهلية ولا تتناسب مع البحرين ولا تتناسب مع ديمقراطيتنا العريقة.
- ان مجلس الشورى والذي لا علاقة له بالإرادة الشعبية لا من قريب أو بعيد، يجب أن يلعب الدور التشريعي الرئيسي كما هو الآن، بحيث يتحكم بالتشريع تحت عنوان صمام أمان لمن عين مجلس الشورى وتحت عناوين مفرغة مثل حفظ التوازن أو غيرها من العناوين، ويجب أن يبقى تحكم مجلس الشورى في المفرز التشريعي تحكم كاملا .. هذه خصوصية البحرين يجب أن يسلب فيها ارادة المجلس المنتخب تحت إرادة مجلس الشورى
- إن رئيس الوزراء ووزراء السيادة – الدفاع والداخلية والخارجية- وتوضع بعد وزراء السيادة وزارة المالية وهي من مختصات الملك ولا يجب أن تخضع من قريب أو بعيد للتصويت أو مسائلات حقيقية.
- إن حكومة التعيين لا تحتاج إلى ثقة المجلس المنتخب –وهو الحد الأدنى لصيغ الديمقراطية- فضلا على أن تكون حكومة الانتخاب البرلماني، وأن اقصى هذه الديمقراطية أن يصوت على برنامج الحكومة بالطريقة التي تمت في التغييرات الدستورية في عام 2011م.
النتيجة: إن تمسك بعض أطراف الحكم المتشددة بهذه المقاييس الجاهلية مما يقوده إلى عقم الحوارات أو ما يسمى بالحوار حتى هذه اللحظة، ومع استمرار هذه العقلية والابتعاد عن عقلية البحث عن مصلحة هذا الوطن والشعب سيستمر مسمى الحوار من عدم الانتاج.
إن المعارضة الوطنية الديمقراطية ومن منطلق ايمانها بعدالة مطالبها ومطالب شعبها ومن منطلق واجبها الوطني والانساني وقبل ذلك ومن انتمائها الديني والإسلامي لن ترضخ لهذه العقلية ولا هذا التفكير والمقاييس الغير سوية وستبقى متمسكة بحقوق شعبها وكون الشعب مصدر السلطات جميعا، وبحق الإنسان البحريني وبحلمه بالكرامة والحرية والمساواة لم تتنازل المعارضة عن أحلام البحرينيين التي عاشوها جيلا بعد جيل مهما كلف الأمر.
والختام .. التعويل على الله سبحانه وتعالى ثم على ثبات شعبنا ووعيه واستمراره في المطالبة بحقه وحقوقه المشروعة في انتخاب حكومته وسلطة التشريعية والقضائية عبر انتخابات حرة نزيهة تمثل الإرادة الشعبية، ورفض التطبيع من الوضع القائم بالإكراه ومقاومته مقاومة دائمة وتصعيد هذه المقاومة بطريقة سلمية يوما بعد يوم. نحن مع الحوار والحوار الجاد والذي يعتمد مصلحة هذا الوطن ومعايير انسانية، فلا يمكن القبول تحت أي ظرف من الظروف بالتمييز وتهميش المواطنين تحت أي عنوان أو خصوصية، فنحن كمعارضة لن نصادق على أي واقع وانه يمثلنا ويملك شرعية شعبية
الموضوع الثاني : ازدواج المعايير لدى المجتمع الدولي
على المجتمع الدولي السياسي أن يحترم عقل الإنسان وان يستخدم معيار واحد في الحكم على الأمور الدولية المتشابهة، فلا يجوز أن تكون حركة شعب ما ومطالبته بالحرية والديمقراطية مقبول وشعب آخر مرفوضة ومحاربة. فإذا تحركت شعوب من أجل الديمقراطية وتنفيذ حقوق الإنسان والمطالبة بتطبيق مقولة الشعب مصدر السلطات، فيجب أن يكون كلام المجتمع الدولي وتعبيره وموقفه واحد من هذه الشعوب. فلا يجوز دعم شعب لأن النظام الذي يتحرك ضد شعبه لا ينسجم مع هواء المجتمع الدولي والوقوف في وجه شعب آخر لان النظام الذي يتحرك هذا الشعب قباله هو نظام حليف. لتكن الكلمة واحدة لنصرة الشعوب المتطلعة للديمقراطية.
على المجتمع الدولي الذي يقول لهذا النظام أنه غير شرعي عليه أن يرحل، عليه أن يقول للأنظمة التي تمارس نفس ما يمارسه هذا النظام أو ذاك أنها غير شرعية ويجب أن ترحل بغض النظر كون هذا النظام حليف أو غير حليف.
وعلى المجتمع الدولي اذا حكم على انتخابات جرت او ستجري أنها مهزلة ولانعترف بنتائجها في بلد ما، فعلى المجتمع أن يقول لنفس الانتخابات التي جرت أو ستجري في بلدان لها نفس الظروف أنها مهزلة ولا نعترف بنتائجها.
فهل يمكن أن نعتمد مقياس واحد يقول أن كل انتخابات لا تمثل الإرادة الشعبية وغير نزيهة فهي مهزلة وغير مقبولة ولا نعترف بنتائجها .. أم أنها مهزلة في سوريا ومقبولة في البحرين.
إن الشعوب تمتلك من الوعي والإدراك وتتابع عن كثب وتتكشف ازدواجية المعايير في الخطاب والمواقف، وهذا النوع من السياسة يضرر على البلدان التي تتبناها على المدى المتوسط والبعيد وربما أيضا على المدى القريب.
الموضوع الثالث : ضرورة الأخلاق في العمل السياسي والاجتماعي
حسن الخلق ممدوح بذاته فعلى الإنسان أن يتمسك بحسن خلقه سواء كان حاكم أو معارضة، فهناك أمور يجب أن لا تنفك عن الإنسان أي لحظة من اللحظات مثل تمسك الإنسان بعزته .. فالإنسان قد يكون ضعيف ماديا ولكن لا يجب أن يتخلى عن عزته حتى لو تعرض للسجن أو التعذيب.
العمل الأخلاقي سواء في السلطة أو المعارضة لا يمكن تجاوزه ولو بالحد القليل من أجل كسب نقطة هنا او هناك، ولا يمكن أن تجد في سيرة قدوتنا من رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- وأهل بيته هذا الأمر، فالعمل الأخلاقي ثابت ملازم في أي مرحلة من مراحل الإنسان، ولأهمية هذا الموضوع نجد وصف الله سبحانه وتعالى لخاتم الأنبياء والرسل بقوله (وإنك لعلى خلقٍ عظيم) .. ففي جميع أوقات سيرة النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- على خلق عظيم.
ونحن على أعتاب الشهر الفضيل شهر رمضان الكريم وسنقرأ خطبته في استقبال الشهر الفضيل ونجد أفضل عمل بهذا الشهر الورع عن محارم الله وحسن الخلق .. فرسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- كان على حسن الخلق مع الأصدقاء والأعداء وهناك ألف موقف يدلل على حسن خلقه مع من يختلف منه.
في معركة صفين وجدنا كيف سطر أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب –عليه السلام- معنى حسن الخلق مع أعدائه، كذلك الإمام الحسين –عليه السلام- في واقعة كربلاء وكيف تعامل مع أعدائه عندما استقبل جيش الحر وأمر أصحابه بترشيف خيل الأعداء، كذلك من أخلاق الإمام الحسين –عليه السلام- عندما بكى على أعدائه.
فمن الواجب علينا أيها الأحبة ونحن نناضل في سبيل قضية عادلة أن توسل بحسن الخلق مع أهلنا من أمهاتنا وآبائنا وبقية أسرتنا فالجهاد والنضال يوجب علينا مراعاة هذا الأمر لا ينقص، ومع جيراننا وأهل قريتنا ونحاسب لهم ونأخذ برأيهم ونتحاور معهم ونتفهم وجهة نظرهم ولا نكون حادين معهم ويجب أن يروا معنا الأخلاق لأنهم حاضنين الثورة والحركة ويجب أن يتوسل إليه بالإقناع وشرح وجهة نظرنا .. احترام رفاقنا في النضال واحترام بعضهم لبعض واستيعاب بعضهم لبعض وحمل الأعذار ما أمكن والعمل على انجاح برامج بعضهم البعض على قاعدة التكامل السياسي الثوري النضالي السلمي وأُأكد على الإطار السلمي، نحن مع تكامل العمل السلمي ونحترم جميع القوى التي تنطلق من الإطار السلمي.
ومن جملة الأخلاق التي يتطلبها عملنا .. الدعاء الخالص من القلب لكل من يناضل من أجل الخير وان اختلف معك في جزئية هنا أو هناك في سقف أو أسلوب، فالدعاء الصادق بظهر غيب للمؤمنين المناضلين هو واجبٌ على كل واحد منا.
كذلك تجاوز عما نعتقد انه اساءة من مناضل لك فعندما تمتلك حسن الخلق وشعرت بإساءة هنا أو هناك فهل ترد الإساءة بمثلها؟ فليس مثل لهؤلاء أن تدعو لهم وتتجاوز عما تعتقد أنه سلبية أو نقص في اسلوب أو موقف.
إن الله سبحانه وتعالى ينظر إلى قلوبنا وعقولنا .. وقد يكون أسباب تأخير أو تأجيل عنوان النصر المادي هو تكامل الظروف التي تؤدي إلى نصر ناجح، نصرٌ يؤدي إلى أن لا يؤكل بعضه بعض وأن لا يفعل إلا الخير.
إن العمل النابع لله سبحانه وتعالى من المفترض أن ينسجم مع الأخلاق العالية ويبتعد عن الغلظة والشدة مع الذات والمؤمنين وإن قيل فيهم أشداء على الكفار رحماء بينهم.
وأود أن أشير إلى أن مصدر وسبب هذا الكلام ما نقله لي الأخ العزيز علي الجبل قبل أسبوعين حول موضوع التعليم وقد تحدثت عن التعليم الأسبوع الماضي، وما يعانيه بعض الأهالي من غلظة وشدة تعامل أبنائهم معهم فكتبت بعض هذه الكلمات منذ تلك اللحظة.
اللهم فرج عن معتقلينا .. شافي جرحانا .. أرحم شهدائنا .. اعد مغيبينا .. اللهم اجعل هذا البلد آمن وارزق أهله من الثمرات وألف بين قلوبهم واجمعهم على الخير والهدى،
غفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................
انتهى/212