ابنا: أقام "منتدى رؤى الثقافي" بمدينة الأحساء ذات الغالبية الشيعية في المنطقة الشرقية السعودية مساء الجمعة الماضي ندوة علمية حول فكر «العلامة الدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي» ومسيرته العلمية وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله.
وشارك في اللقاء «الشيخ محمد العباد» والدكتور «محمد الخرس» بالإضافة إلى مداخلات عدة كان من ضمنها المهندس «فؤاد الفضلي» والدكتور «عادل الحسين» و«الشيخ على العساكر»، وادار اللقاء عضو المنتدى الأستاذ «عيسى الربيح».
كما حضر اللقاء الذي اقيم في مجلس الغانم ببلدة "القارة" بالأحساء العديد من رجال الدين والفكر والمهتمين بالشأن الثقافي من أهالي المنطقة.
وافرد المنتدى ضمن فعاليات اللقاء ركن خاص يحوي مؤلفات العلامة الفضلي وما كتب عنه، وذلك للتعريف بقيمته العلمية وطريقته في الكتابة والبحث.
وحول التفكير الاستراتيجي للعلامة الفضلي أشار الدكتور محمد الخرس في مشاركته إلى وضوح عمق المعرفة الملازمة له منذ انطلاقته، والتي تتجلى بشكل واضح في المدخلات والمخرجات التي تميز بها على مدى سنوات طويلة، والتي اكسبته بمرور الوقت مكانه مرموقة اجتذبت الناجحين والمميزين من حوله.
وأضاف الخرس بأن الدكتور الفضلي لعب عدة ادوار اسهمت في تكوين شخصيته الفكرية، التي استطاع من خلالها بناء منهجية جديدة في الفكر والمعرفة جسدها في مؤلفاته وكتاباته ومحاضراته المتعددة.
وأشار الدكتور الخرس إلى أنّ صفة النجاح كانت سمة ملازمة في شخصية العلامة الفضلي منذ باكورة انطلاقته العلمية، كما انه كان رائداً من رواد تسرية النجاح إلى الآخرين واحترفها بكل قوة خلال عمره المديد.
وذكر الخرس بأن حشد الطاقات محطة من محطات قراءتنا لشخصية أي ناجح والتي تتسم بالحيوية وتتحرك بتناغم جميل كتحرك التروس بين بعضها البعض، وهي الحالة التي يستند عليها الشخص الاستراتيجي في منهجيته، وهذا ما كان يصبو إليه العلامة الفضلي في حشد طاقاته الذهنية والفكرية والمالية والوقتية بالإضافة إلى علاقاته الواسعة من اجل تحقيق الرؤيا التي بناها في وسطين حوزويين "الحوزة والجامعة" بكل ما لديه من طاقة وتركيز.
من جهته قال الشيخ محمد العباد بأن العلامة الفضلي امتلك موسوعة شاملة في مجالات متعددة من العلم كان لها الدور الفعّال في دفع الأخرين الى ترميز شخصيته الاستثنائية واتخاذها كقدوة في الحياة.
واكد الشيخ العباد بأن الدكتور الفضلي امتاز بأفق واسع، واستطاع الوصول إلى الكثير من الحقائق العلمية في جوانب متعددة كاللغة والشعر والأدب والتاريخ والقرآن الكريم بالإضافة إلى الاصول والفقه والقضايا الاجتماعية المختلفة.
وتناول العباد في ذات السياق الموضوعية والانسيابية في الطرح الفكري والعلمي، والتي كانت سمة من سمات الدكتور الفضلي في نقاشاته وكتاباته وبحوثه، حتى يصل من خلالها إلى النتيجة التي يراها بعد مقارنة الآراء والأفكار مع بعضها البعض، وهذا ما يلحظه طلابه وزواره مما اكسب مؤلفاته واطروحاته رؤية واضحة تتناسب مع جميع الأفكار والمستويات.
وارجع الشيخ العباد بروز عالمية الفكر لدى الدكتور الفضلي إلى عدة عوامل، فهو إلى جانب تفوقه على المستوى العلمي، فهو الفقيه وهو الأستاذ الجامعي المربي، والمشرف على الكثير من الأطروحات الجامعية والتي اسس جوانب متعددة منها، وهو إلى ذلك يعتبر المثقف الموسوعي الذي يجد رواد العلم والباحثون في العالم الإسلامي بغيتهم لديه.
من جهته تحدث المهندس فؤاد الفضلي نجل الراحل عن لجنة مؤلفات الدكتور الفضلي وجمع تراثه العلمي التي تأسست عام 2006م بمباركة وإشراف مباشر من الدكتور نفسه، والتي تجمع وتحفظ كل ما يعود إليه من صلة بلغة تجديدية معاصرة تتناسب مع موقعية الدكتور الفكرية والعلمية. بالإضافة إلى إعادة طباعة وكتابة مجموعة من المؤلفات والبحوث التي تحتاج إلى نشر ومتابعة بلغة موضوعية.
إلى جانب ذلك أعرب الدكتور السيد عادل الحسين في مداخلته عن مدى إعجابه بسر وابداع وتميز العلامة الفضلي والتي لمسها من خلال مجالسته للدكتور في مدينة جدة والدمام وقراءاته لبعض مؤلفاته، وهذا ما جعل هذه السمة البارزة السر المتميز في شخصية الدكتور الفضلي بادية في مسيرة حياته المتنقلة.
في نهاية اللقاء أشاد الشيخ علي العساكر بمكانة الدكتور الفضلي التربوية وحضوره الفكري الواسع على أكثر من صعيد، واضاف بأن للدكتور وقفات كثيرة يصعب حصرها في مفردات قليلة، مقدماً شكره للدكتور الفضلي على تقديم مجموعة من كتاباته ومؤلفاته التي كتبها في فترات سابقة من حياته.
..................
انتهى/212