8 نوفمبر 2025 - 16:53
قانون الصين الجديد ضد المعلومات المضللة ونهج الإسلام في التعامل مع الشائعات

تظهر التجربة الإسلامية أن تعزيز ثقافة الاستقصاء والدقة في نقل الأخبار والتشاور مع العلماء يمكن أن يكون الوسيلة الأكثر فعالية لمقاومة انتشار الشائعات والمعلومات المضللة.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ مع تزايد انتشار المعلومات المضللة والشائعات عبر الإنترنت، والذي أصبح أحد التحديات الاجتماعية الرئيسية اليوم، أصدرت الصين قانونًا جديدًا يهدف إلى الحد من هذه الظاهرة المتنامية.

وبموجب هذا القانون، الذي دخل حيز التنفيذ في 25 أكتوبر/تشرين الأول، يشترط على أي شخص يُعلق على مواضيع مثل الصحة أو القانون أو التعليم أو المالية أن يكون حاصلًا على شهادة أكاديمية معترف بها أو رخصة مهنية.

كما يُلزم التشريع المنصات الإلكترونية بالتحقق من بيانات المؤثرين، وتصنيف أو إزالة المحتوى الذي يُنتجه أفراد غير مؤهلين.

ويرى مؤيدو القانون أنه خطوة نحو مزيد من المساءلة والحد من نشر المعلومات الكاذبة. 

بينما تسعى دولٌ مثل الصين إلى تنظيم تدفق المعلومات عبر آليات قانونية ومؤسسية، عالج الإسلام على مر القرون قضية الشائعات والتضليل من خلال نهج أخلاقي قائم على الفرد.

ويؤكد القرآن الكريم مرارًا وتكرارًا على أهمية التحقق من المعلومات، ويحث المؤمنين على توخي الحذر وتجنب التسرع في نشر الأخبار.

تدعو الآية 44 من سورة النحل المؤمنين إلى استشارة أهل العلم عند الشك، مؤكدةً على ضرورة الاسترشاد بأهل العلم للوصول إلى الحقيقة. وبالمثل، تؤكد الآية 36 من سورة الإسراء على المسؤولية الشخصية عن أقوال وأفعال المرء، محذرة من التصرف بناءً على افتراضات أو معلومات غير مؤكدة.

في الآية السادسة من سورة الحجرات، يُطلب من المسلمين التحقق من الأخبار والتحقيق فيها قبل تصديقها أو العمل بها، حتى في ظروف حساسة كظروف الحرب، مما يُبرز خطورة الاعتماد على الشائعات.

في الواقع، تُركز التعاليم الإسلامية على المسؤولية الداخلية والالتزام الأخلاقي، لا على القوانين الخارجية أو الرقابة.

ومن خلال تشجيع البحث عن الحقيقة، والحذر في الحكم، وتجنب الكلام بغير علم، يُرسي الإسلام أساسًا أخلاقيًا لمكافحة انتشار المعلومات الكاذبة والمضللة. 

في المقابل، يُركز القانون الصيني الجديد على الرقابة الخارجية ومنع التضليل الإعلامي من خلال تقييد المصادر.

وبينما يشترك النهجان في الهدف النهائي نفسه، وهو منع انتشار الأكاذيب والحفاظ على سلامة المجتمع، إلا أن نقاط تركيزهما تختلف: فالإسلام يعتمد على الإصلاح الداخلي والوعي الفردي، بينما تستخدم الصين آليات مؤسسية لاحتواء مصادر المعلومات.

تُظهر التجربة الإسلامية أن تعزيز ثقافة الاستقصاء والدقة في نقل الأخبار واستشارة العلماء من أنجع الوسائل لمقاومة انتشار الشائعات والتضليل الإعلامي.

تعليقك

You are replying to: .
captcha