خلال زيارته إلى الفاتيكان، التقى معاون التعليم والبحوث في المؤسسة الدولية لعاشوراء، الشيخ هادي درويشي، بالعالم والمفكر المسيحي البارز البروفيسور كريستوفر باول كلوهسي، حيث عبّر عن تقديره لأعماله البحثية حول عاشوراء، وأعلن عن خطط لترجمة ونشر مؤلفاته إلى عدة لغات عالمية.
في يوم الخميس 17 أكتوبر 2052 الموافق لـ 17 مهر 1401، زار درويشي، برفقة حسن نيازي، معاون سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الفاتيكان، المؤسسة البابوية للدراسات الإسلامية والعربية، والتقى بالبروفيسور كلوهسي، الذي يُعد من أبرز الباحثين المسيحيين في مجال دراسات عاشوراء.
وخلال اللقاء الذي استمر عدة ساعات، نقل درويشي تحيات وتقدير آية الله محمد حسن أختري، رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) ورئيس المؤسسة الدولية لعاشوراء، للجهود العلمية التي بذلها كلوهسي في مؤلفاته عن شخصيات أهل البيت (ع)، لا سيما السيدة فاطمة الزهراء (س)، الإمام الحسين (ع)، السيدة زينب (س)، والعباس بن علي (ع).
وأعلن درويشي أن المؤسسة تخطط لترجمة مؤلفات كلوهسي العاشورائية إلى لغات الإسبانية والفرنسية والألمانية والروسية والفارسية، مبينًا أن هذه الترجمات ستُنشر قريبًا بشكلٍ مطبوع ورقمي لتكون متاحة للباحثين والمهتمين المسلمين وغير المسلمين حول العالم، كما أشار إلى أنه سيتم عرضها في مسيرة الأربعين الحسيني القادمة.
من جهته، عبّر البروفيسور كلوهسي عن سعادته بهذه المبادرة، ورحّب بدعوة المؤسسة لحضور حفل إطلاق هذه الأعمال في نصف شعبان المقبل في بغداد، وأبدى رغبته في زيارة مرقد الإمام الحسين (ع) في كربلاء.
وأكد كلوهسي خلال اللقاء أن عاشوراء خطاب إنساني عالمي يتجاوز الحدود الدينية والطائفية والقومية، ويحمل في طياته أبعادًا عرفانية وأخلاقية وسياسية عميقة، معتبرًا أن مكان هذا الخطاب يجب أن يكون حاضرًا في قسم حوار الأديان في الفاتيكان، ومشيرًا إلى قدرته على الإسهام في تعزيز العدالة ومواجهة الظلم ونشر الرحمة والتعايش بين الأديان.
كما اقترح البروفيسور إطلاق سلسلة من الحوارات المتبادلة بين المراكز العلمية الإسلامية والباحثين في الأديان الأخرى داخل المؤسسة البابوية للدراسات الإسلامية والعربية، لتعزيز التفاعل الثقافي والمعرفي على المستوى العالمي.
وأعرب عن سروره بمعرفة جهود المؤسسة الدولية لعاشوراء في ترجمة ونشر مؤلفات باحثين مسيحيين آخرين مثل البروفيسور جوليان غيلي والدكتور كريس هيور إلى لغات مختلفة، واعتبر ذلك خطوة مهمة نحو تطوير الحوار بين الأديان.
كما أعلن كلوهسي استعداده للتعاون الأكاديمي والمشورة العلمية في تعريف المفاهيم المشتركة لثورة الإمام الحسين (ع) والمشاركة في إنتاج أفلام وثائقية وفنية تتناول حياته ونهضته في أي مكان يُطلب منه ذلك.

وفي ختام اللقاء، قدّم الشيخ درويشي هدية رمزية من المؤسسة تضمنت تربة مقدسة وقطعًا من حجر المرقد الشريف للإمام الحسين (ع) وقطعة من سجاد حرم الإمام الحسين (ع) من مركز دراسات مؤسسة وارث الأنبياء التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، وقد لاقت هذه الهدية تأثرًا بالغًا واستقبالًا حارًا من كلوهسي.
كما تم إهداء مجموعة من الكتب العلمية والعاشورائية لعلماء الشيعة، من بينهم آيات الله مکارم شيرازي، صافي گلپايگاني، والراحل آية الله ريشهري، إلى مكتبة المؤسسة البابوية للدراسات الإسلامية والعربية في الفاتيكان، لتكون في متناول الباحثين والمتخصصين في هذا المركز العلمي.
تعليقك