1 يوليو 2025 - 18:39
"لو موند": من الزراعة إلى صيد الأسماك.. "إسرائيل" تدمّر سبل عيش سكان غزة

أكثر من 95% من الأراضي الزراعية تضررت أو تقع في مناطق لا يستطيع المزارعون الوصول إليها، في حين يعاني القطاع الفلسطيني من المجاعة.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ صحيفة "لوموند" الفرنسية تنشر تقريراً يتناول الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع الزراعي والصيد في غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية، ويُظهر كيف شكّلت هذه الحرب ضربة قاصمة لنظام الغذاء المحلي وسُبل العيش في القطاع، مما أدّى إلى الانهيار الشامل للاقتصاد الزراعي والغذائي، وفاقم خطر المجاعة، خصوصاً في ظل ممع المساعدات.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

في نهاية فصل الشتاء، وبينما كان موسم الفراولة في ذروته في قطاع غزة، كانت مزرعة أكرم أبو خوصة وإخوته وجهة سياحية شهيرة. كانت أرضهم، التي تبلغ مساحتها هكتاراً ونصف في بلدة بيت لاهيا في أقصى شمال غزة، تُشعرك وكأنك في جنة ريفية، بعيداً عن الزحف العمراني الكثيف لغزة. قبل هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت العائلات تأتي لاحتساء عصير الفراولة أو للتنزه في الحقول. كانت العائلة تزرع الخيار والطماطم والبطيخ والشمام والبطاطس، لكن معظم دخلها كان من الفراولة. كانت خوصة تُنتج نحو 40 طناً سنوياً، وتبيعها بسعر يصل إلى 30 شيكلاً شيكل (نحو 7.50 يورو) للكيلوغرام خارج السوق المحلية في ذروة الموسم. منذ عام 2015، أصبحت الفراولة من الفواكه القليلة المسموح بتصديرها من القطاع الفلسطيني المحاصر تحت الحصار الإسرائيلي الصارم. غمرت الفراولة أكشاك الضفة الغربية، حيث خُصصت مساحة 185 هكتاراً في غزة لزراعتها، معظمها في بيت لاهيا.

قال خوصة، الذي تواصلت معه صحيفة "لوموند" هاتفياً من وسط غزة، حيث أُجبر على الإخلاء مع عائلته: "عشنا حياةً هانئة. لم ينفد مخزوننا من الفراولة قط، بل جمّدنا بعضها". وأضاف: "في بداية الحرب، دُمّرت المزرعة والحقول، منزلي ومنازل إخوتي".

فرّ المزارع البالغ من العمر 58 عاماً مع عائلته في الأيام التي تلت 7 أكتوبر. كانت أرضه، التي تبعد أقل من كيلومترين عن الأراضي الإسرائيلية، مكشوفة بشكل خاص. أُفرغت بلدة بيت لاهيا، التي يقل عدد سكانها عن 100 ألف نسمة، من سكانها بشكل ممنهج، ودمرها "الجيش" الإسرائيلي بشكل كبير. تُظهر صور الأقمار الصناعية أحياءً بأكملها مُسوّاة بالأرض. اختفت الحقول الخضراء على مشارف غزة، والمنطقة بأكملها أصبحت رمادية اللون، بلون الأنقاض.

بفضل الهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، عاد خوصة إلى منزله. ورغم الدمار، قام بتنظيف حقوله وإعدادها للزراعة. وبعد بضعة أسابيع، في 18 آذار/مارس، "عادت الحرب، أشد من ذي قبل"، كما روى. انتهكت "إسرائيل" الهدنة من جانب واحد بسلسلة من القصف المميت. أصبحت بيت لاهيا الآن "منطقة قتال خطرة"، وفقاً لخريطة "الجيش" الإسرائيلي. عاد خوصة إلى وسط غزة. لم يذق طعم الفراولة منذ عامين.

قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، كانت الزراعة تُشكّل 10% من اقتصاد غزة. وكان أكثر من 500 ألف فلسطيني يعتمدون كلياً على الزراعة وتربية الماشية وصيد الأسماك. وفي نيسان/أبريل، لم يبقَ سوى 4.6% من إجمالي الأراضي الزراعية (688 هكتاراً) صالحة للزراعة ومتاحة، وفقاً لتحليل أجرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ومركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات) ونُشر في 26 أيار/مايو. وصرّحت بيث بيكدول، نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، قائلةً: "هذا المستوى من الدمار لا يقتصر على فقدان البنية التحتية، بل يُمثّل انهياراً لنظام الأغذية الزراعية في غزة وشريان الحياة". وأضافت: "مع تدمير الأراضي الزراعية والصوبات الزراعية والآبار، توقف الإنتاج الغذائي المحلي تماماً".

تعليقك

You are replying to: .
captcha