وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ طلب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من البلدان العربیة والإسلامیة السعي لنجاة أبناء غزة المحاصرین تحت هجوم الکیان الصهیوني الشرس من الإبادة.
وهذه البیانات تلیکم فیما یلی:
البیان الأول:
السبت: 22 ربيع الأول 1445هـ /الموافق: 7 أكتوبر 2023
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يؤكد على أن مقاومة المحتل فريضة شرعية ويقررها القانون الدولي، وأن واجب الأمة الإسلامية تحرير قبلتها الأولى والأراضي المباركة المحتلة. ويبين للعالم بأن اعتداء الصهاينة المحتلين على الأقصى وعلى الشعب الفلسطيني بالقتل والتدمير والأسر تجاوز كل الحدود، وسكت عنه المجتمع الدولي مع الأسف الشديد.
ولذلك فإن حكومة الاحتلال ووقوفها مع المستوطنين المعتدين، وتأمين الأمن لهم للعدوان على الأقصى والعاكفين فيه والعاكفات هي التي تتحمل كل الآثار الناجمة من ذلك.وأن "طوفان الأقصى" هو تطوير فعال للمقاومة المشروعة، بل الواجبة، وان واجب الأمة الوقوف معها بكل إمكانياتها كلٌ في موقعه وبمقدار قدرته -وأنه لا يجوز أبداً ترك إخواننا في فلسطين كلها، وبخاصة في الأقصى، والقدس الشريف، وغزة العزة، بل يجب مناصرتهم.وما ذكرناه آنفاً هو محل الإجماع بين علماء المسلمين سلفاً وخلفاً، وعليه الأدلة القطعية من الكتاب والسنة، كما أنه هو مقتضى الفطرة السليمة والعقل المستقيم، فجسد الإنسان لا يقبل شيئاً أجنبياً، وأن الدفاع عن الأرض ودفع الصائل من أي طائفة كانت من مقتضيات الفطرة والعقول المستقيمة، فمن يقبل باحتلال بلده -ناهيك عن قبلته الأولى ومسرى رسوله صلى الله عليه وسلم-
فقال تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: 39].
البیان الثاني:
الأحد: 23 ربيع الأول 1445 هـ/الموافق: 08 أكتوبر 2023م
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يندد بشدة قيام الاحتلال برده الانتقامي، وهدم البنية التحتية في غزة وقتل النساء والأطفال دون رحمة، وبسكوت معظم العالم والمنظمات الدولية والحقوقية عن هذه الجريمة، واعتبارها دفاعاً عن النفس.
نصّ البيان:
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمنتهى الألم والقلق ما تقوم به حكومة الاحتلال من تدمير شامل للأبراج والمباني والمنازل، وقتل النساء والأطفال والشيوخ دون رحمة، ولا اعتبار لأي قانون دولي إنساني. ويزداد الألم عندما يُرى سكوت معظم العالم والأمم المتحدة، والمؤسسات الحقوقية في العالم، في حين ثارت جميعاً ضد ما قام به أهل غزة من الدفاع ورد العدوان، وقتل المحاربين المحتلين في عملية نوعية لم يسبق لها مثيل، والأغرب أن بعض الدول الكبرى تعتبر كل ما تفعله دولة الاحتلال بمثابة الدفاع عن النفس، دون النظر إلى أسباب المشكلة التي تكمن في الاحتلال لقبلتنا الأولى ولأرضنا المباركة، وفي الانتهاكات المستفزة والعدوان الغاشم على المسجد الأقصى وبخاصة من الحكومة العنصرية المتطرفة الحالية.
أمام ما يحدث فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يؤكد مرات ومرات ما يأتي:-
أولاً: إن مقاومة المحتلين من قبل أهلنا في فلسطين -بما فيها مقاومة غزة العزة الأخيرة- مشروعة في جميع الشرائع السماوية، والقوانين الدولية، بل واجبة وفريضة شرعية في الإسلام، فقال تعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) [سورة النساء: 75].
ثانياً: يندد الاتحاد بشدة قيام دولة الاحتلال بهدم البنية التحتية، وقتل المدنيين من الأطفال، والنساء والشيوخ ونحوهم دون رحمة، وردها الانتقامي ضد المستضعفين.
ثالثاً: يستنكر الاتحاد بشدة ازدواجية المعايير التي تعتمدها أمريكا ونحوها في اعتبار ما تفعله دولة الاحتلال من الجرائم "دفاعاً عن النفس!!!".
رابعاً: يناشد الاتحاد الأمة الإسلامية -قادة وعلماء ومفكرين وأصحاب الأموال- بالوقوف مع الحق ودعمه، والمقاومة المشروعة بكل الإمكانيات المتاحة، وردع الاحتلال وطرده من المسجد الأقصى، والأرض المباركة المحتلة.
خامساً: يدعو الاتحاد الأمم المتحدة والأمة الإنسانية والمنظمات الحقوقية إلى الوقوف مع الحق الفلسطيني والإسلامي، وبحماية الفلسطينيين من العدوان المستمر، وبحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من العدوان والانتهاكات الخطيرة -كما شهدنا ذلك في المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي الختام؛ فإن سنة الله تعالى قاضية بأن الحق منتصر، والظلم مندحر، والاحتلال زائل ومنهار.
قال تعالى: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) [الأنبياء: 105].
البیان الثالث:
الثلاثاء: ٢ ربيع الآخر ١٤٤٥ هـ/الموافق: 14 أكتوبر 2023م
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو إلى حلفٍ عربي إسلامي إنساني دولي لمنع إبادة غزة، وترحيل أهلها على غرار عام ١٩٤٧م. في مقابل الحلف الأمريكي الغربي الإسرائيلي لتمكين الاحتلال من أهدافه الشريرة، المخالفة للشرائع السماوية، والمواثيق الدولية.
نصّ البيان:
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببالغ القلق ما يحدث في غزة العزة، والحلف الأمريكي الغربي ومن يتبعه بسبب الخوف، أو للحصول على المال، أو نحو ذلك تقوده أمريكا بكل ثقلها وإمكانياتها، حتى بأساطيلها وطائراتها وبدبلوماسيتها وإعلامها.. بل إن وزير خارجيتها (بلينكن) شارك في مجلس الحرب مرتين -حسب التقارير الموثقة- وقال في زيارته لنتنياهو: «لم يأت لإسرائيل كونه وزيراً لخارجية الولايات المتحدة فقط، ولكن بصفته يهودياً فرَّ جدُّه من القتل».
واتفق الغرب ومؤسسته العسكرية (ناتو)على الحلف الجديد مع دولة الاحتلال لإبادة غزة العزة، والقضاء على حماس وبقية فصائل المقاومة الباسلة، وتهجير الغزاويين على غرار تهجير الفلسطينيين في عام ١٩٤٧م وقبلها. لذلك تضرب إسرائيل بدون أي اعتبار للقواسم الدولية، وتقتل وتبيد أهل غزة، ولا أعتقد أننا بحاجة إلى دليل على هذه الحرب الهمجية والإبادة الجماعية، والجرائم التي تدخل ضمن "الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية". وأمام هذا الحلف -وهو حلف الطغاة المستكبرين-يدعو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قادة أمته الإسلامية أولا ثم بقية الدول التي وقفت مع قضيتنا إلى : "حلف عربي إسلامي إنساني دولي" على غرار حلف الفضول الذي قامت به قريش في الجاهلية لمنع الظلم وحماية المستضعفين في الجاهلية من المستكبرين. ويرى الاتحاد أن تتبنى الدول العربية والإسلامية هذا الحلف، وتدعو الدول المساندة في العالم وعلى رأسها -روسيا، والصين، ودول أمريكا الجنوبية، وإفريقيا- بل بعض الدول الأوربية، والمؤسسات الحقوقية التي لها مواقف مساندة لحقوقنا، وتقف ضد المشروع الأمريكي الغربي الذي لا يقف دوره على دعم الاحتلال، بل تقوم أمريكا بإدارة الحرب، والتمويل ونحوهما. وهذا الحلف فريضة الوقت، وواجب إنساني في مقابل الحلف الظالم الطاغي. فقد أمرنا لله تعالى بالتعاون مع كل من يتعاون على البر والعدل ومنع الظلم والطغيان والتقوى، وحرّم علينا التعاون مع أي شخص.-مسلماً أو غيره- على الظلم والطغيان، والإثم والعدوان فقال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ..} (سورة المائدة: 2).
ونحن في الأخير واثقون من خلال سنن الله تعالى، وسنن التاريخ والسنن القاضية في الطغاة -أن الظلم مندحر والاحتلال زائل، والطغيان منته منهار- قال تعالى: [أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ] (سورة الفجر: 6-14). صدق الله العظيم
البیان الرابع:
الأربعاء 3 ربيع الثاني 1445ه /الموافق 18 أكتوبر 2023 م
أصدر مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين البيان الختامي للاجتماع الطارئ للمجلس في دورته الخامسة المنعقدة في مقر الاتحاد بالدوحة، مساء اليوم الأربعاء 3 ربيع الثاني 1445ه الموافق 18 أكتوبر 2023م
وبحث الاجتماع الاستثنائي للمجلس "العدوان الصهيوني على غزة العزة" بمشاركة 9 أعضاء حضورياً و21 عضو عبر تقنية الزووم.
وإليكم البيان كاملاً:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد
فقد انعقد بفضل الله تعالى الاجتماع الطارئ لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في دورته الخامسة بالدوحة يوم الاربعاء بتاريخ 3 ربيع الثاني 1445ه الموافق 18 أكتوبر 2023 م برئاسة رئيس الاتحاد فضيلة الدكتور حبيب سالم سقاف الجفري، وحضور نوابه، وفضيلة الأمين العام ومساعديه، وأعضائه، وقد تدارس المجلس العدوان الصهيوني على غزة العزة، وبعد المداولة توصل المجلس إلى ما يلي:
1- يعتبر الاتحاد أن قصف المستشفى المعمداني من قبل الكيان الصهيوني المحتل جريمة حرب وضد الإنسانية وأن على المجتمع الدولي معاقبة مرتكبيها حسب القانون الدولي.
2- يؤكد الاتحاد أن التطبيع مع الاحتلال الصهيوني بكل صوره وأشكاله محرم شرعاً، وخيانة للقضية وللأمة، ويجب على الدول الإسلامية التي لها علاقة مع الكيان الصهيوني قطع علاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية مع هذا الكيان.
3- يؤكد الاتحاد ضرورة مقاطعة إسرائيل مقاطعة شاملة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ومقاطعة الشركات التجارية بكافة أنواعها، التي أعلنت تأييدها ودعمها المالي أو المعنوي للكيان المحتل في عدوانه على فلسطين.
4- يؤكد الاتحاد على حرمة التجنيد في جيش الاحتلال أو الاشتراك معه في الحرب، وكذلك حرمة اشتراك المسلمين المجندين في جيوش البلاد التي تشارك في هذه الحرب.
5- يدعو الاتحاد إلى وجوب مساندة الجهاد في فلسطين، وتجاوز الكلمات والخطب والتصريحات إلى الأفعال التي هي بطبيعة عصرنا لا تملكها إلا الحكومات، مثل التحركات العسكرية والاقتصادية والسياسية، كل حسب موقعه وموارده، وأن مقاومة المحتلين فريضة شرعية وضرورة وطنية.
6- يدعو الاتحاد الدول ذات الحدود المشتركة مع فلسطين إلى الوقوف العملي مع إخوانهم في فلسطين، ويطالب السلطات المعنية بفتح الحدود من أجل مساندة أهلنا في فلسطين.
7- يحيي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحكومات التي وقفت مع الشعب الفلسطيني في محنته واستنكرت جرائم الاحتلال، وكذلك الدول التي طالبت رسميًا بوقف تلك الجرائم المرتكبة بحق المدنيين .
8- يدعو الاتحاد المنظمات الأممية والحقوقية والإنسانية إلى المطالبة بكسر الحصار عن غزة، وذلك بإرسال القوافل البرية والبحرية إليها.
9- يدعو الاتحاد إلى استمرار كل التظاهرات السلمية والاعتصامات الممكنة في أنحاء العالم الإسلامي وخارجه، وذلك لدعم أهلنا في فلسطين.
10- يدعو الاتحاد حكام دول المسلمين والهيئات الحقوقية إلى مقاضاة الحكومات التي اشتركت في هذا العدوان السافر على المدنيين أمام محكمة العدل الدولية.
11- يدعو الاتحاد الأفراد والمؤسسات الحقوقية لمقاضاة الحكومات التي اشتركت في هذا العدوان السافر على المدنيين أمام المحاكم المختصة كل في بلده، أملًا في أن يقوم القضاء في تلك البلدان بدوره المنوط به في الحفاظ على حقوق الإنسان المكفولة بالدستور والقانون من أن تنتهكها الحكومات التنفيذية، ويدعو المسلمين في تلك البلاد إلى الإسهام في هذه القضايا بأموالهم وخبراتهم القانونية.
12- يؤكد الاتحاد على أن الإسلام يوجب إكرام الأسرى كما في قوله تعالى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) (الإنسان: 8) ولذلك التزم به الأخوة المقاومون كما ظهر ذلك في وسائل الإعلام ، ولكن المحتل لا يجرم أي شيء في فلسطين لا الأنسان، ولا الأطفال ، ولا النساء ، ولا المستشفيات ، ودور العبادات ، كما رأينا ذلك في الهجمة العنصرية الحالية .
13- يدعو الاتحاد أمته إلى التضرع إلى الله تعالى بالدعاء، والقنوت، وتخصيص خطب الجمعة لدعم أهلنا في فلسطين والدعوة إلى إقامة صلاة الغائب على الشهداء بعد صلاة الجمعة في مساجد العالم كلها.
البیان الخامس:
الثلاثاء: 9 ربيع الآخر ١٤٤٥ هـ/ الموافق: 24 أكتوبر 2023م
رسالة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى:
قادة الأمة الإسلامية/ أصحاب الجلالة والفخامة والسمو المحترمين
وفقكم الله وسدد خطاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد،
فلا يخفى على حضراتكم الجرائم الفظيعة، والإبادة الجماعية لإخوانكم وأخواتكم وللأطفال والنساء، والشيوخ في غزة، وتدمير المستشفيات، والمساجد، والكنائس، وقطع الماء والكهرباء، ومنع تدفق المياه، والغذاء والدواء، والقصف المتعمد بجميع الأسلحة الفتاكة الذي أدى إلى استشهاد ما يقرب من ستة آلاف شهيد أكثرهم من الأطفال والنساء والمرضى والجرحى، وأكثر من 15الف من الجرحى، ونحوها من الجرائم التي يدخل كلها في حرب الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية.
وأمام هذا الوضع الكارثي المأساوي، يتعامل معه معظم قادة الغرب بازدواجية غريبة، بل بتأييد واضح لكل هذه الجرائم بحجة الدفاع عن النفس، مع أن جميع الشرائع السماوية والقوانين الأممية تجيز مقاومة المحتلين بجميع الوسائل المشروعة، وأن ما فعلته المقاومة داخل غلاف غزة كان داخلاً في هذه الشرائع والقوانين، كما أنه كان ضد فرقة غزة العسكرية، في حين أن الحرب غير المشروعة من قبل دولة الاحتلال موجهة أساساً نحو المدنيين وإبادتهم، وترحيلهم، وتخويفهم، ومنع كل أمكنه منهم.
أمام هذه المآسي الكارثية والمواقف المزدوجة يتجه علماء المسلمين إلى أصحاب الجلالة، والفخامة والسمو بما يفرضه عليكم عقيدتكم وأخوتكم، وضميركم أمام هذه المظالم..
وبناءً عليه نطلب من حضراتكم تحقيق ما يأتي:
أولاً: البدء بالإجراءات العملية المناسبة مع حجم الكارثة للضغط العملي لوقف القتال فورا.
ومن أهم الإجراءات قطع العلاقات الدبلوماسية، والاقتصادية مع دولة الاحتلال من الدول ذات العلاقة.
وإذا لم يتم وقف القتال فوراً فيجب على الدول الإسلامية موقف آخر من الحرب، من توسيع دائرة الحرب، والمقاطعة الاقتصادية للدول المساندة للاحتلال، ونحوها مما يملكه السادة الحكام.
ولو اتخذ مثل هذه القرارات لارتدع المحتل الغاشم، ولأنسجم الشارع العربي والإسلامي مع قادتهم، ولتحقق الخير الكثير، وقضي على الأفكار المتطرفة، والشقاق والخلاف.
ثانياً: وفي هذا الصدد ندعو القادة الكرام إلى تحقيق حلف إنساني من الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في آسيا وأوروبا، وأمريكا، الجنوبية، وأفريقيا، ومن المؤسسات الحقوقية والإنسانية، على مستوى العالم الحر.
فما يحدث يعد جريمة العصر، وعنصرية نازية، وهولوكوست ضد أهلنا في غزة.
ثالثاً: القيام بترتيب جسر جوي، وبري من المساعدات اللازمة لكل ما يحتاجه أهل غزة، فكيف يكون جوابنا أمام رب العالمين عن أهل غزة، ومرضاهم بدون وقود لتشغيل مستشفياتهم وحوالي 50% من بترول العالم في الدول الإسلامية، وإذا لم يستجب المحتل لهذا الطلب فالمطلوب الدعوة إلى مقاطعة شاملة، ومنع تصدير البترول والغاز لجميع الدول التي تقف مع الظلم والعدوان على غرار المقاطعة التي دعا إليها الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله.
رابعاً: بذل كل الجهود الممكنة لمنع ترحيل أهل غزة، لأن العدو المحتل يريد ذلك من خلال تدمير غزة على رؤوس أهلها، وعندما يتحقق له ذلك ستكون المرحلة الثانية ترحيل أهل الضفة الغربية، وعندئذ يحقق اليمين المتطرف الصهيوني أحلامه في دولة يهودية على فلسطين كلها.
خامساً: التبرع بسخاء لأهلنا بغزة، والسماح بجمع التبرعات لصالحهم من خلال الجمعيات الرسمية.
سادساً: إن أرواح هؤلاء المستضعفين وأعراضهم أمانة في أعناقكم، حفظكم الله، فإن حمايتهم، والدفاع عنهم فريضة شرعية، وضرورة وطنية وإنسانية، فلا يجوز التخلي عنهم، وأن الولاء والوقوف مع المحتل لقبلتنا الأولى ومسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم والقائم بحرب الإبادة لا شك أنه محرم، وخيانة لقضيتنا الأولى وتأباه الفطرة السليمة، والشهامة والمروة.
سابعاً: إن مع المسلمين وعد الله الحق، وسنن الله تعالى في المجرمين المحتلين: أنهم إلى الزوال، فالحق منتصر في النهاية، والظلم مندحر في آخر المطاف، والاحتلال زائل لا محالة، فقال تعالى: [وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ] (سورة الصافات:171\ 173)
يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:
إن أمتكم الإسلامية تنتظر من قادتها النصرة والوقوف بكل إمكانياتهم مع إخوانهم في غزة للحفاظ عليهم، ومنع الظلم والعدوان، والإبادة الجماعية لأهل غزة.
وفقكم الله تعالى لتحقيق الخير والنصر، وجعلكم مفاتيح للخير ومغاليق للشر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته