24 أكتوبر 2020 - 15:28
كاتب فلسطيني: على الحيدري ان يجسّد وحدة الأمة عملا بدلا من تمزيقها

في السنوات الأخيرة طُرحت مسائل كثيرة لا تزيد الأفهام إلا خلطاً وتخبطاً وللاسف كان السيد كمال الحيدري أحد أبرز من ترصد لهذه العُروض الإعلامية في صورة عروض علمية متجاوزاً مبادئ وعناوين وأصول كان السيد من الأعلام الذين تبنوها والتزموا بها سابقا ...

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ في هذا الزمان كثرت المسائل والشبهات التي تحتاج لجُهد العلماء والمفكرين لإماطة الجهالة عنها، ومجاميع الاعداء لا يتوقفون عن نسج خيوط خبثهم بغرض افساد النفوس وها نحن نعاين تزايد الهجوم على الأمة المحمدية طلبا لازالتها عن المشهد العالمي ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الإنصاف والصدق في القول صراط للمؤمنين وسبيل  المصلحين وآية الحقيقة لكل مريد أمين ..

في هذا الزمان كثرت المسائل والشبهات التي تحتاج لجُهد العلماء والمفكرين لإماطة الجهالة عنها، ومجاميع الاعداء لا يتوقفون عن نسج خيوط خبثهم بغرض افساد النفوس وها نحن نعاين تزايد الهجوم على الأمة المحمدية طلبا لازالتها عن المشهد العالمي ..

وللاسف امام كل هذه التحديات الجسام  هناك من يُصر على إشغال الناس بعيدا عن المطلوب الشرعي وإثارة واختلاق مواضيع لا ترجع على الأمة بخير لكونها تتجاوز الاولويات وبعض الاحيان تكون سلاحا بيد المترصدين للاسلام واهله.

في السنوات الأخيرة طُرحت مسائل كثيرة لا تزيد الأفهام إلا خلطاً وتخبطاً وللاسف كان السيد كمال الحيدري أحد أبرز من ترصد لهذه العُروض الإعلامية في صورة عروض علمية متجاوزاً مبادئ وعناوين وأصول كان السيد من الأعلام الذين تبنوها والتزموا بها سابقا ...

ووصولاً إلى ما قدمه السيد كمال الحيدري من عنوان جازماً به وكأنه من المسلمات المؤيدة بالدليل  !!!

اعلن السيد ان جميع علماء الشيعة يكفرون أهل السنة والمخالفين لهم مذهباً إما تكفيراً يشمل الظاهر والباطن او الباطن وحده....

وهذا الإعلان إضافة لكونه غير صحيح، فانه كذلك لا حجة عليه بل ان الدليل والشواهد حاضرة على خلافه، إلا أن أخطر ما فيه أنه ظالم وغير منصف لمراجع وعلماء عظام أوقفوا حياتهم على السعي حثيثاً لتحقيق وحدة الامة واحياء قيم الاسلام واقعا، وظالم كذلك  لشهداء  ومضحين بذلوا أرواحهم و أبدانهم خدمة لغاية الوحدة بين مذاهب الأمة .

جاء السيد بقول هدام لهذا الصرح العظيم الذي يُحاصره أعداء الأمة ويحاولون بشتى الطرق تخريبه وتوهينه .

السيد كمال الذي كان له دور مهم في مواجهة الفكر التكفيري لابن تيمية خرج ليقول أنّ كافة مراجع وعلماء مدرسة آل محمد على هيئة ابن تيمية مع أن هذا القول الفاسد لا يمكن إثباته اوالتدليل عليه وفحوى قول السيد يشير لذلك ، لذا فانه ذهب إلى أن من لا يكفر أهل السنة  ظاهرياً فإنه يكفرهم باطنياً وإن لم يعلن ذلك !!!

والسؤال المطروح بقوة هل السنوات التي كان يتصدى فيها السيد كمال لفكر ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب التكفيري عبر نشر جهد فريق من المؤمنين الباحثين الذين كشفوا عوار هذا المنهج التكفيري وفي قنوات مدعومة من اموال المراجع الذين شملهم بالاتهام الظالم لم يكن السيد وقتها يتبنى هذا الفهم  من كون ابن تيمية واتباعه ليسوا وحدهم من يكفر المسلمين وان كافة مراجع الشيعة ينتمون لذات المدرسة التكفيرية !!!

او ان السيد كان يتبنى هذا الفهم المغلوط و لم يعلن عنه لسنوات طوال سبقت وجاء اليوم فجأة ليخرج كل مخبوء من دون ان يبين ما هو  المرجح الشرعي للاعلان من عدمه  !!!!

السيد كمال اثار امرا لا اصل له وحتى لو وجُد ذلك في بطن احد الكتب التراثية فان تعميم ذلك جريمة ضد الحقيقة والانصاف وشهادة الصدق .

كفلسطيني منتمي للإسلام المحمدي ولدي اطلاع بما يجري في كل الجبهات المفتوحة في عالمنا الإسلامي فان السيد القائد الخامنئي و السيد السيستاني ومعهم كثير من مراجع وعلماء ومفكري الشيعة قديما وحديثا وحتى قبل الثورة الاسلامية في ايران فان علماء الشيعة كانوا سباقين للدفاع عن المسلمين ايا كان مذهبهم وكانوا يرون ان نصرة المسلمين واجبة ضد اعداء الامة .

ومن خلف المراجع والعلماء والتزاما بفتواهم أُسست منظومة المواجهة والمقاومة لتجابه الاستكبار وادواته وتصطف مع المسلمين دفاعا عن الاسلام وابناءه وقيمه وتعاليمه ..

وها نحن في هذا الزمان شهود على وقائع أكدت ان هؤلاء المراجع بمثابة الحصانة للامة وانه لم توقفهم المذاهب عن القيام بواجب الدفاع عن المسلمين سابقا والان ورفضهم التخلي عن أهل فلسطين وعن كل الشعوب المظلومة بعد ان تآمر عليهم من ادعى التسنن ورفع شعار الاسلام كذبا وخداعا ..
 
وفي إطار هذه المواجهة المستمرة مع اعداء الامة بُذلت الأرواح و الدماء الكثيرة لتؤكد وحدة الأمة والدين والمصير ..

هل يحتاج السيد كمال الحيدري وكل المشككين اكثر من هذا البرهان للتأكيد على ان مراجع الشيعة لم يقفوا عند حدود الكلمات و الفتاوى في تاكيد أواصر الدين مع المسلمين من غير الشيعة بل  سخروا كل الامكانات وتمترسوا بالحق في ساحات معارك مازالت مفتوحة ولولا ذلك لحقق الصهاينة والامريكان أهدافهم ولم يعد للإسلام صورة ولا حقيقة .

والوقائع في هذا الزمن شائكة ولكن المواجهة بين أبناء الأمة وأعدائها تستلزم التفريق بين من يدفع لوحدتها وبين من يشارك في جعل تشظيها أمراً واقعاً يجب الاستسلام له .

السيد كمال شارك في برامج تلفزيونية في اطار التصدي لعنوان الفرقة ورفض المنهج التكفيري لسنوات سبقت ولا يحق له الآن ان يأتي ليقول أنّ الجميع تكفيري وأنّ من واجه هذا المخطط التكفيري فكرياً و عملياً لا يختلف عن من صنع الموت ونشر الخراب والفرقة مكفرا اهل الملة !!!

واذا كان بالفعل هناك من قدم طرحا تكفيريا من علماء الشيعة في زمان ما فان هذا الطرح واقعا وثقافة لا وجود ولا اثر له في البنية التي ينتمي لها الاكثرية الساحقة للشيعة في العالم وطرح السيد كمال ليس بعقلائي لانه يستحضر ما ليس موجود او مع افتراض وجوده ليس مؤثر ومع افتراض اثره فانه محدود ضئيل  ويقدمه على انه اصيل ومحل اجماع وفي هذا تزييف للوعي وتعكير للوجدان ..

وكذلك فان طرح الضئيل وجودا واثرا في صورة انه مهم وعظيم لا يمكن ان يكون في مصلحة المسلمين الذين يرفض السيد كمال تكفيرهم !!!

فعلماء الشيعة ومراجعهم ونخبهم المثقفة وجمهورهم الواعي كانوا بحق جدار الامة الأخير الذي يدافع عن المسلمين جميعا في فلسطين و سوريا والعراق واليمن والبحرين وكل مناطق الصراع بل كانت هذه الجبهة تدافع عن الانسان من دون النظر لدينه وتوجهه الفكري .

انّ التفلتات التي تقف خلفها الأنا ويُسعرها الاغترار بالنفس لهي أشد خطراً من فتاوي وأقوال على افتراض وجودها مدفونة في بطون احد الكتب التي لا تشكل أساساً ولا أصلاً ينطلق منه كل منتمي ومخلص وصادق يكتب بعطائه وصبره وتضحياته وروحه أحداث عظام ينتصر فيها الحق واهله على الباطل وزبانيته.

فليطمئن السيد كمال وكل رافض للتكفير اكان صادقا او مغترا فالتكفير للمخالفين منحصر في الوهابية التيمية ومن شاكلهم من شيعة بريطانيا ..

والافضل ان يقوم السيد ونحن معه باداء الواجبات الاصيلة والتي في مقدمها تجسيد وحدة الامة عملا وعدم الوقوف عند حدود الكلام ملتحقاً بركب المراجع العظام الذين هم بمثابة حراس للعقيدة فعلاً وليس طرحاً نظرياً لا مصداق له في الواقع ..

مقال حول تصريحات كمال الحيدري للأستاذ محمد حرب من غزة فلسطين.

..................

انتهى / 232