8 ديسمبر 2025 - 10:08
مصدر: العهد
الشيخ قبلان: ما نريده هو لبنان بخلفية العائلة الواحدة لا الجاليات والجغرافيا الممزقة

قال الشيخ قبلان: "علینا أن لا نلجأ إلى سيناريوهات الفوضى والخراب، وهذا ما نريد حماية بلدنا منه من خلال أهم وأتمّ إدارة وطنية على الإطلاق. وما نريده الآن هو لبنان بصيغته الوطنية وروحيته التاريخية وواقع إدارته الجامعة بخلفية "لبنان العائلة الواحدة" لا لبنان الجاليات والجغرافيا الممزقة.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أنّ "تاريخنا بكلّ تعقيداته يؤكّد أننا نستطيع حماية لبنان من أخطر أزماته الدولية والإقليمية عبر وحدة وطنية ذات شراكة بينية كاملة".

وقال في بيان: "الأكيد أننا نمرّ بأخطر مرحلة داخلية لا خارجية، وعين اللحظة التاريخية على الإدارة الوطنية بعيدًا عن عقدة الزواريب والنعرات الطائفية والأنابيب الخارجية. وتاريخنا بكلّ تعقيداته يؤكّد أننا نستطيع حماية لبنان من أخطر أزماته الدولية والإقليمية عبر وحدة وطنية ذات شراكة بينية كاملة، وهنا تكمن المشكلة. وحلّها لا يحتاج إلى فلسفة روحية أو طائفية أو لائحة سياسية أو تحويل الإعلام إلى مدافع أحقاد، لأنّ تاريخ لبنان واضح، وواقع المظلوميات مكشوف، وكمية الأزمات وأسبابها وهياكلها وفساد الرؤية والمشاريع وعمليات النهب بسواتر وطنية وبرامج القتل بخلفيات سياسية ومالية وسلطوية وخارجية لا تحتاج إلى إعادة تظهير".

وأضاف الشيخ قبلان: "الأسباب كثيرة ولا أريد الاتهام، لكنّ الأكيد والمحسوم للأبد أنّ أحدًا لن يستطيع إلغاء أحد بهذا البلد، وأيّ خطأ في هذا المجال يمرّ بكارثة تطال صميم لبنان. لذلك قلنا مرارًا إنّ القوى السياسية يمكن أن تلعب ضمن حظوظ أرباحها السياسية، لكنّ ذلك غير ممكن للسلطة لأنها سلطة كلّ لبنان، لا سلطة زواريب أو طائفة أو نزعة دولية أو إقليمية. وواقع لبنان المحلي والإقليمي لا يتحمّل أيّ مغامرة تضعنا في قلب أزمات وجودية، ولهذا لا يمكننا إدارة ملفات لبنان دون بنية أفكار وطنية مرجعية وعلى قاعدة ما تحتاجه العدالة المواطنية التي تتسع لكل جغرافيا البلد، بما في ذلك الجغرافيا السياسية المحلية التي تعيش واقعًا مميتًا في ما يخصّ الأزمة السيادية والملفات الانتقائية للسلطة التي تعيش عقدة صراع يقسّم لبنان إلى قسمين".

وأشار إلى أنَّ "اللحظة الآن لتأكيد القيمة الوطنية بعقل السلطة ومشروع الدولة ورؤية الأشياء بواقعية شديدة بعيدًا عن نزعة الانتقام والتمزيق، لأنّ العالم والإقليم يعيشان على القوّة لا القانون، ولا محلّ للقيم في هذا العالم. وطبيعة المحاور التي تتقاسم العالم تتوثّب الفرص الانتهازية لإعادة رسم الخرائط ولعبة الاستيلاء والاحتلال والنهب والخراب، وما تقوم به واشنطن اتّجاه فنزويلا لا يختلف عن لعبة الصيد الأطلسية في الجغرافيا الأوكرانية - الروسية وبحر الصين والشرق الأوسط وبقية المناطق الحيوية في العالم، سوى أنّ أقدام هذه الإمبراطوريات يأكلها سوس الغطرسة الذي يكشف قصورها الشديد عن إعادة إنتاج العالم".

وختم الشيخ قبلان بالقول: "لذا تلجأ إلى سيناريوهات الفوضى والخراب، وهذا ما نريد حماية بلدنا منه من خلال أهم وأتمّ إدارة وطنية على الإطلاق. وما نريده الآن هو لبنان بصيغته الوطنية وروحيته التاريخية وواقع إدارته الجامعة بخلفية "لبنان العائلة الواحدة" لا لبنان الجاليات والجغرافيا الممزقة. واليوم، فإنّ "لبنان الحاضر والمستقبل" يتوقّف على طبيعة الخيارات الوطنية التي تضمن قدرة هذا البلد على تجاوز أخطر أزماته الداخلية لا الخارجية. وللتذكير، يوم احتلّ "الإسرائيلي"  العاصمة بيروت تحوّل إلى فريسة سهلة، إلا أنّ الصعوبة تكمن في الاحتلال السياسي الذي يضع أهل هذا البلد في وجه بعضهم البعض. وما نريده وحدة وطنية ذات مصداقية تعكس حقيقة الملفات التي تُدار على الأرض، بما فيها أرض الجنوب والبقاع والضاحية. ولبنان قام ويقوم بالوحدة الوطنية، ودون وحدة وطنية على الأرض سيظل لبنان ميدانًا للعبة العالم ومشاريع الخراب".

...............

انتهاء / 232

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha