وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ مؤكدًا ما ورد في تقارير إعلامية حديثة، وصف بارسي الاضطهاد الديني والعرقي الواسع النطاق، بما في ذلك الإجبار على ممارسة الشعائر الدينية، وإهانة المعتقدات الشيعية، والضغط المستمر للامتثال لتفسير طالبان للإسلام.
كتب بارسي: "أؤكد أن الهزارة والشيعة يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة في سجون طالبان".
واستذكر تجربته في سجن بولي شرقي بأفغانستان، حيث شارك زنزانة مع طبيب شيعي.
وكتب: "كان رجلاً هادئًا ومحترمًا ومنطقيًا، قضى معظم حياته في إيران، ولم يكن على دراية بثقافة السجون الأفغانية".
وقال بارسي، المعروف بين السجناء باسم "الملا إمام"، إنه حافظ على علاقات ودية مع سجناء الأقليات من الهزارة والشيوعيين وغيرهم من الفئات المهمشة، الأمر الذي أثار انتقادات من بعض السجناء المتشددين.
وأضاف: "كانوا يتهمونني بالانحياز إلى الرافضة (مصطلح مهين للشيعة) والشيوعيين والمسلمين غير الملتزمين".
وفصّل بارسي الضغوط الدينية التي واجهها السجناء الشيعة: "أُجبر الهزارة على الصلاة خلفنا وربط أيديهم حتى لا يُستهزأ بهم أو يُهانوا".
وأكد إيمانه بحرية الدين، قائلاً: "لطالما أصررتُ على أن يتمتع كل فرد بحرية اعتناق دينه. كلنا مسلمون، حتى لو كنا ننتمي إلى مذاهب فكرية مختلفة".
قال بارسي إن إحدى الحوادث سلّطت الضوء على الكراهية الطائفية المتجذّرة في السجون: ركل عضو في حركة طالبان يُدعى حاجي شاه والي من ولاية خوست لوحة صلاة (تربة) لأحد السجناء الشيعة عبر الغرفة، مُلقيًا عليها إهانات بذيئة.
وروى بارسي قائلاً: "أثار ذلك ضجة كبيرة، واضطر قائد السجن للتدخل. ولحسن الحظ، حُلّ الأمر في النهاية لصالح الطبيب الشيعي".
كما أكّد التزامه بالتسامح الديني، مُضيفًا أنه كثيرًا ما كان يُخبر السجناء الشيعة بأنهم غير مُلزمين بالصلاة خلفه.
وقال: "لقد التزمتُ دائمًا بإيماني بالتعايش الديني".
واختتم بارسي حديثه مُشيرًا إلى أن السجناء الهزارة والشيعة يُعانون من "تمييز مزدوج" - عرقي وديني - في ظل احتجاز طالبان.
تعكس شهادته أكثر من مجرد تجربة شخصية؛ فهي تكشف عن نمط أوسع من الاضطهاد مُتجذّر في التطرف الطائفي.
إن التمييز ضد السجناء الشيعة والهزارة جزء من الأيديولوجية الإقصائية ذاتها التي لطالما قوضت العدالة والإنسانية في أفغانستان.
وكما أشار بارسي بتأثر، لا يمكن لأي حكومة مبنية على الكراهية الدينية أن تصمد - فالإيمان لا يُفرض بالقوة، واحترام معتقدات الآخرين المقدسة هو أساس الإنسانية الحقيقية.
وأضاف أنه إذا ادعت طالبان أنها تُعلي من شأن العدالة الإسلامية، فعليها أن تبدأ بتطبيقها داخل سجونها.
تعليقك