18 أكتوبر 2025 - 11:12
مصدر: وكالات
باحث إیراني في الدراسات الدينية: يجب نقل الأخلاق من مجال الوعظ إلى ساحة الحياة اليومية

قال أستاذ مادة البحث الخارج في الفقه والأصول في الحوزات العلمية: "لا شك أننا نواجه قضية تُسمى أزمة الأخلاق أمام الإنسان والإنسانية، وهذه الأزمة، التي ربما لم يسبق لها مثيل بهذا الاتساع في التاريخ، قد أوجدت إلى جانب القوة التكنولوجية والعسكرية والأمنية، مخاوف وهواجس جدية بشأن مستقبل البشرية."

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ قال رئيس مركز تعميق الإيمان والمعتقدات الدينية في مكتب الدعوة الإسلامية لحوزة قم العلمية: "يجب نقل الأخلاق من مجال الوعظ إلى ساحة الحياة اليومية؛ ولا ينبغي توقع إحياء القيم الأخلاقية من القوى المعادية للأخلاق في العالم".

وأشار إلى ذلك، رئيس مركز تعميق الإيمان والمعتقدات الدينية في مكتب الدعوة الإسلامية لحوزة قم العلمية حجة الإسلام والمسلمين "الشيخ محمد تقي سبحاني" خلال الكلمة التي ألقاها في حفل اختتام المؤتمر الدولي الثاني للدراسات المقارنة في الأخلاق بين الإسلام والمسيحية في مدينة قم المقدسة(جنوب العاصمة الايرانية طهران).

وقال أستاذ مادة البحث الخارج في الفقه والأصول في الحوزات العلمية: "لا شك أننا نواجه قضية تُسمى أزمة الأخلاق أمام الإنسان والإنسانية، وهذه الأزمة، التي ربما لم يسبق لها مثيل بهذا الاتساع في التاريخ، قد أوجدت إلى جانب القوة التكنولوجية والعسكرية والأمنية، مخاوف وهواجس جدية بشأن مستقبل البشرية."

وأشار إلى أربعة محاور رئيسية في شرح العوامل التي أدت إلى تفاقم هذه الأزمة، مضيفًا: ظهور المدارس البشرية: هذه المدارس، من خلال طرح نظريات مختلفة، أضعفت الأسس النظرية للأخلاق وألحقت الضرر بأساسها. النظرة الغربية القائمة على الحقوق: في النظام العالمي الجديد بعد الحرب العالمية الثانية، تم نسيان عنصر الأخلاق وحلّ محله القانون الوضعي العلماني. الرأسمالية الجامحة: طبيعة الرأسمالية الساعية للربح دفعت الأخلاق إلى الهامش في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية. دور وسائل الإعلام الجديدة: ساهمت وسائل الإعلام، من خلال نشر نمط الحياة الاستهلاكي، في إضعاف الأخلاق في الأسرة والمجتمع.

وطرح رئيس مركز تعميق الإيمان والمعتقدات الدينية في مكتب الدعوة الإسلامية سؤالاً حول كيفية الخروج من هذا التحدي، مصرحاً: لا ينبغي توقع إحياء القيم الأخلاقية من القوى العالمية والنظام الجديد، لأنهم هم أنفسهم الفاعلون الرئيسيون ضد الأخلاق في العالم.

وأضاف: "إن هدف منظمي هذا المؤتمر هو أن أكبر قدرة لإحياء الأخلاق العالمية تكمن في التناغم والتكامل بين الأديان السماوية الكبرى، وخاصة الإسلام والمسيحية، إذا فكّر قادة الأديان في العودة إلى الأسس الأخلاقية وإحياء الأخلاق العالمية، يمكن أن نأمل في مستقبل أكثر إشراقاً للبشرية."

وأشار إلى ثلاث خطوات أساسية ضرورية للأديان السماوية، موضحاً: "الخطوة الأولى هي تنفيذ الأخلاق، إذ يجب أن تنتقل الأخلاق من مجال الوعظ النظري والعام إلى مجال الحياة اليومية والاجتماعية والفردية للإنسان، والخطوة الثانية هي تنظيم شبكة النخب، حيث يجب تشكيل شبكة قوية من النخب المؤمنة بالأخلاق في العالم لكي يطالبوا بالأخلاق بشكل منسق على مستوى العالم، والخطوة الثالثة هي الخطاب الفعّال والمطالب.

وأشار الى أنه "يجب أن يكون للخطاب الديني والأخلاقي نشاط حازم ومطالب، وأن يحضر في ميدان الدفاع عن الأخلاق بمقاربة هجومية ودون خوف في مواجهة الهجمات المعادية للأخلاق".

وفي الختام، أكد على الإنجازات العلمية والنشر الواسع لأعمال هذا المؤتمر في المؤسسات الدولية، وأعرب عن أمله في أن تتوسع هذه السلسلة من اللقاءات في مناطق مختلفة من العالم ليصبح صوت الأخلاق مطلبًا إنسانيًا وعالميًا عامًا.

...............

انتهاء / 232

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha