حذر عاصم البرقاوي، المعروف بأبو محمد المقدسي، أحد أبرز المراجع للجماعات السلفية في العالم، السبت، المسلمين في العالم من الاستجابة إلى دعوات تقديم البيعة للدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" مبينا أن هذه البيعة مستكرهة غير ملزمة مستشهدا بما قاله أبو محمد العدناني، الناطق باسم داعش وكيف "أبطل جهاد الجماعات الأخرى غير المبايعة لهم".

١٣ يوليو ٢٠١٤ - ١٠:٤٠
المقدسي يبطل "الخلافة" داعش ويحذر المسلمين من استجابة دعوات البيعة له

ابنا: وقال المقدسي: "أن تأتي جماعة يغلب عليها الخطاب المغالي، والنهج الإقصائي الإستئصالي لكل مخالف، وعدم الاعتبار لعلماء الأمة وكبرائها، وتدعي رغبتها بتحكيم الشرع على الأمة ولما تقبل هي بالتحاكم إليه في الخصومات والدماء والأموال مع الآخرين! ثم تتغلب على بعض النواحي من ديار المسلمين، وقبل أن تستتب لها الأمور ويجتمع عليها الناس والعلماء الفضلاء حتى في تلك البلاد تعلن وجوب بيعة خليفتها الذي سمته على المسلمين في كافة أنحاء العالم ووجوب هجرة المسلمين إليه وإثم من لم يفعل ذلك.. حتى برزت عندنا الحاجة إلى فتاوى كنحو فتوى الإمام مالك في بطلان طلاق المكره وبيعته، فقد وردت إلي أسئلة من نساء خيرهن أزواجهن بين بيعة هذا الخليفة أو الطلاق، فقلت بايعن إن كنتن تكرهن الطلاق، وهذه بيعة مستكره غير ملزمة، فمعلوم كلام الإمام أحمد في حد الإكراه للمرأة من قبل زوجها بأنه يصح لو هددها زوجها بالطلاق.. وإنما أفرز مثل هذه الأسئلة والفتاوى تعنت المتعنتين وتضييقهم على المسلمين وترهيبهم بسيف التأثيم والتكفير وزادوا مع النساء التهديد بالتطليق".

وتابع قائلا: "الخلافة يجب أن تكون ملاذا وأمنا لكل مسلم.. لا تهديدا ووعيدا وتخويفا وفلقا للرؤوس".

وخلص المقدسي "نحن نحذر عامة المسلمين وخاصتهم من الاستجابة لدعوات شق الصفوف وزعزعة البنيان وشرذمة المجاهدين وندعوهم بأن لا يتضرروا بالترهيب الفكري أو المعنوي أو الحسي الذي يبثه دعاة التشرذم وأن يبقوا على العهد ثابتين وحول قياداتهم ملتفين ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله".

وقال: "إنها مؤامرة أخرى على هذا التيار المبارك وجماعاته المخلصة؛ ملخصها: إما أن تكونوا معنا وإما أن نبث الفرقة في صفوفكم؛ ونعمل على تشتيت صفكم؛ وهي طريقة يستعملها الفوضويون في بلادنا حين يفرضون أنفسهم على الآخرين في اللعب فتجد أحدهم يقول: (لعّييب أو خرّيب)؛ يعني إما أن يفرض نفسه ويقبل لاعبا أساسيا أو أنه سيخرّب اللعبة؛ هذه الأخلاق تليق بأولاد الشوارع لكنها لا تليق بتاتا بمن ينتسب إلى الدعوة والجهاد".

وعن ارتباط داعش بتنظيم القاعدة، قال المقدسي: "لقد أبطلوا بيعتهم الأولى لقيادتهم وتمردوا على أمرائهم، وتطاولوا على كبرائهم حين أعلنوا الدولة الأولى، وحين أعلنوا الثانية سفكوا الدم الحرام ورفضوا التحاكم للشرع، ولذلك حق لنا أن نتساءل ماذا عساهم يفعلون بعد إعلان الخلافة؟"

..................

انتهى / 232

سمات