وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ في كلمته أمام "المؤتمر الدولي لنبي الرحمة، الذي يُقام بمناسبة مرور 1500 عام على ميلاده"، والذي نظمته حركة الوحدة الشيعية السنية في الهند، في قاعة مؤتمرات أشيانا بمنطقة بانجارا هيلز، أدان مولانا سيد عقيل الغراوي الانقسامات الطائفية بين المسلمين، مؤكدًا أن الدين الحق هو الإنسانية. وشدد على أن الإسلام لا يقبل الانقسام، وأن الوحدة والمحبة والمعرفة هي أساس العلاقات بين الشيعة والسنة. وأوضح مولانا الغراوي أن الانقسامات الطائفية بين المسلمين كانت تاريخيًا نتاجًا لأجندات سياسية وحكومية، وليست نتاجًا لتعاليم الإسلام. وحذر من أن أكبر تهديد يواجه البشرية في عالمنا اليوم يأتي من القوى الرأسمالية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتان تُثيران الصراعات عالميًا لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.
في معرض رده على المفاهيم الخاطئة، أشار إلى أن الادعاءات التي تربط الإسلام الشيعي بإيران فقط غير دقيقة تاريخيًا. فبعد وفاة النبي محمد (ص)، فُتحت إيران على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وظلت ذات أغلبية سنية لأكثر من 800 عام. وأضاف: أن علماء إسلاميين بارزين، مثل الإمام البخاري، والإمام مسلم، والإمام الترمذي، والإمام النسائي، والإمام أبي حنيفة، كانوا من مناطق إيرانية كبخارى، ونيسابور، وسيجستان. كما ذكر أن أول حكومة شيعية ظهرت في العالم العربي، وكان من بين رواة الفكر الشيعي صحابةٌ كبارٌ كحضرة سلمان بن عبد العزيز، وحضرة أبي ذر رضي الله عنه، وحضرة المقداد رضي الله عنه، وحضرة عمار بن ياسر رضي الله عنه. ودعا مولانا الغراوي المسلمين إلى تجاوز الخلافات السياسية والتوحد على أساس العلم والمحبة والإخلاص. وأكد أن النبي محمد (ص) جاء رحمة للبشرية جمعاء، وليس للمسلمين فقط، وأن الوحدة الحقيقية بين الشيعة والسنة يمكن تحقيقها باتباع مثاله النبيل وتعاليمه.
كما تضمن المؤتمر كلمات ألقتها شخصيات بارزة، بما في ذلك المفتي محمود زبير قاسمي (الأمين العام لجمعية علماء تيلانجانا وأندرا براديش)، وحجة الإسلام مولانا صادق الحسيني، ومير زامين عباس، والدكتور أوديش باوا (مؤرخ وكاتب عمود)، والأخ. فارغيز ثيكاناث إس جيه. (مدير معهد مونتفورت الاجتماعي، UPL)، السيدة سارة ماثيو (تحالف دعم المرأة سانكالب)، ناظم الدين فاروقي (الرئيس المؤسس، MCCI)، المفتي عمر عابدين (الأمين العام، المجلس الملي لعموم الهند، تيلانجانا)، سيد شاه منهال علوي شتاري، حجة الإسلام الدكتور سيد نثار حسين حيدر آغا (عضو مجلس الأوقاف في تيلانجانا)، عالمة أمت عاطفة (مديرة كلية الزهراء العربية، تاميل نادو، باحثة حائزة على جوائز)، الدكتورة أسماء الزهراء (رئيسة مجلس قانون الأحوال الشخصية للمرأة المسلمة لعموم الهند)، والدكتور م.م. رضا (خبير الأحجار الكريمة الشهير)، الذين سلطوا الضوء مجتمعين على حياة النبي وبشروا برسائل الوحدة والإنسانية.
تعليقك