23 نوفمبر 2025 - 08:29
مصدر: أبنا
ترامب يعلن سلاماً غير موجود: من دون العدالة لفلسطين لن يعرف الشرق الأوسط الاستقرار أبداً

ما يُسمّى بـ“سلام” ترامب ليس إلا سراباً يقوم على الظلم. كان الأمر كذلك في ولايته الأولى حين حاول شطب القدس والجولان وحقوق الفلسطينيين بجرة قلم. وهو كذلك اليوم، إذ يصرّ على تصوير فلسطين كعقبة، لا كمفتاح أساسي لأيّ تسوية إقليمية حقيقية.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ في مثال جديد على الجهل السياسي والتضليل الإعلامي الفجّ، عاد دونالد ترامب ليُعلن “قدوم السلام إلى الشرق الأوسط”. كلمات يرددها بتفاخر بعض الدوائر الغربية، محاولة تسويق وهم خطير: فكرة أنّ المنطقة يمكن أن تستقر فيما الجرح الفلسطيني لا يزال مفتوحاً، نازفاً ومقموعاً.

هل نسي — أم يتظاهر بالنسيان — أنه من دون حلّ القضية الفلسطينية لا يمكن لأيّ شكل من أشكال السلام أن يرى النور؟ هذه الحقيقة التاريخية والأخلاقية والسياسية أقرّتها لعقود طويلة مؤسسات دولية، وأكاديميون، ووسطاء، وشعوب المنطقة نفسها. لكنها ليست جزءاً من رؤية ترامب، الذي يختزل الشرق الأوسط في مصالح نخبٍ واتفاقات مفروضة وتطبيع مصطنع بين الأنظمة، لا بين الشعوب.

ما يُسمّى بـ“سلام” ترامب ليس إلا سراباً يقوم على الظلم. كان الأمر كذلك في ولايته الأولى حين حاول شطب القدس والجولان وحقوق الفلسطينيين بجرة قلم. وهو كذلك اليوم، إذ يصرّ على تصوير فلسطين كعقبة، لا كمفتاح أساسي لأيّ تسوية إقليمية حقيقية.

يمكن لترامب أن يعلن ألف مرة “أنّ السلام قد حلّ”، لكنّ إعلانه لا يغيّر الحقيقة:
لا سلام مع الاحتلال، لا سلام مع المستوطنات غير الشرعية، لا سلام مع الحصار، لا سلام مع التطهير العرقي، ولا سلام من دون الاعتراف بالحقّ الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير.

كلّ مرة يُعلن فيها زعيم أجنبي نهاية الصراع متجاهلاً القضية الفلسطينية، فإنما يطيل عمر عدم الاستقرار. لأنّ السلام الحقيقي لا يولد من صفقات الأقوياء ولا من الخطب الرنانة، بل من العدالة والإنصاف وحرية الشعوب.

وقد أثبت التاريخ مراراً وتكراراً أنّ الشرق الأوسط لن يعرف الراحة ما دامت فلسطين تحت الاحتلال، وما دام ملايين اللاجئين ينتظرون حق العودة إلى ديارهم.

يجدد اتحاد فلسطين في أمريكا اللاتينية تأكيده أن السلام الحقيقي لن يأتي إلا عندما يتوقف العالم عن الاستماع لمن يصنعون الأوهام، ويواجه الحقيقة كما هي. والحقيقة واضحة لا لبس فيها:
من دون حلّ عادل لفلسطين… لا وجود لسلام.

الافتتاحية – اتحاد فلسطين في أمريكا اللاتينية (UPAL)
21 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

...............

انتهاء / 232

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha