سيتم قريبًا تدشين نسخة من المصحف بخط النسخ في ولاية تلمسان الجزائرية. وذكر موقع المساء أن الاستعدادات جارية لإعداد هذه النسخة، حيث عُقدت في هذا الصدد سلسلة اجتماعات مع اللجنة الفنية لزخرفة وتزيين المصحف الشريف بحضور مسؤولي المصحف الشريف في الولاية.
وأشاد والي تلمسان بأسلوب الزخرفة والفنون الإسلامية المستخدمة في هذا المصحف، واعتبر هذا العمل مسؤولية كبيرة تتطلب دقة وإتقانًا والتزامًا بقواعد الخط والحفاظ على جماليته.
وتقوم المدرسة القرآنية التابعة لمسجد أبي ذر الغفاري بمنطقة بني مسوس بمراجعة وتصحيح هذه النسخة من المصحف.
خط النسخ هو خطٌّ ابتكره ابن مقلة الشيرازي في أوائل القرن الثالث الهجري.
وقد ظهر خط النسخ بعد الخط الكوفي في كتابة القرآن الكريم.
وسبق ذلك أن قام الشيخ إبراهيم عبد السميع بوقندورة بمراجعة وتصحيح القرآن الكريم بخط "المبسوط" الجزائري (أحد الخطوط التقليدية في الجزائر) في مسجد أبي ذر الغفاري أواخر عام ٢٠٢٤، وطُبع هذا المصحف بمناسبة الذكرى السبعين لثورة التحرير الجزائرية.
كما نجح إبراهيم عبد السميع بوقندورة، إمام وخطيب مسجد "الشهداء" بمدينة أربعاء بالجزائر، في كتابة القرآن الكريم كاملاً بخط "النصور"، وهو من أقدم الخطوط العربية في الجزائر. وهو خطٌّ مأخوذ من الخط الأندلسي المستخدم في المخطوطات والمراكز العلمية التقليدية قديماً (الزوايا العلمية) والمساجد القديمة في الجزائر.
وقال بوقندورة إن هذا العمل لم يكن مجرد مشروع خط، بل كان تحديًا شخصيًا وجهدًا لإحياء تراث ثقافي مهدد بالانقراض.
من الجدير بالذكر أنه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما وصل الخط العربي إلى الحجاز من الحيرة والأنبار، كانت الكتابة سائدة على شكلين: الخط الممتد أو اليابس، والخط المنحني أو الناعم أو الدائري. كان الخط الممتد أو اليابس خطًا جافًا، زاويًا، ومسطحًا، وكان له استخدام أكثر رسمية، وكان يُستخدم غالبًا في كتابة النقوش وشواهد القبور والعملات ونسخ القرآن الكريم. أما الخط الكوفي، الذي ظهر بعد ذلك بوقت قصير، فقد اتسم بخصائص هذا الخط.
تعليقك