وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ قال متولي العتبة العتبة الرضوية المقدسة: لقد وضع الأستاذ فرشجيان الفن في خدمة الإيمان والفضائل والقيم الإنسانية الخالدة، وأعماله مرآة للمحبة الإلهية ومظهر لنور أهل البيت (ع).
وفي حفل إحياء ذكرى الأستاذ محمود فرشجيان، الذي أقيم بحضور زوجة وعائلة هذه الشخصية الفريدة والخالدة في مجال الفنون البصرية والذي استضافته العتبة الرضویة المقدسة في قاعة الشيخ الطبرسي في مجمع البحوث الإسلامية، ذكر آية الله أحمد مروي أن « المُصَور» أحد الأسماء الإلهية، وقال: لقد كشف الله عن ذاته للعالم من خلال صفة «المصور»، وأصبحت هذه الصفة ممرا للتعرف على الذات الإلهیة.
وأضاف: الفنان هو مظهر من مظاهر الصورة الإلهية؛ فكما خلق الله الكون في أقصى درجات الجمال والنظام لكي يُعرف، وليزيل حُجب الظلام والجهل والغموض عن العقل البشري، كذلك يعرض الفنان الحقائق والقيم والفضائل والنقاء من خلال القلم والصورة، ويُجسد أسمى المفاهيم الإنسانية من خلال الفن.
الفنان، تجل للصورة الإلهية
صرح متولي العتبة الرضویة: كل فنان يسعى إلى تصوير جماليات العالم هو في الحقيقة شعاع من تجليات الصورة الإلهية. الخلق هو تجلي الله الكامل، والفنان الحقيقي هو أيضًا تجلي هذه الصفة الإلهية.
وفي إشارة إلى مكانة الأستاذ فرشجيان، قال: إن هذا الاحتفال ليس مجرد تكريم لرجل نبيل وفنان فريد ومخلص وملتزم؛ بل هو في الواقع تكريم للفن الملتزم؛ تكريم للفنانين الذين هم مرآة لصورة الله ومهمتهم إزالة الظلام والجهل والغموض من الحياة البشرية.
الأستاذ فرشجيان؛ حارس ملتزم ومؤمن بالفن
وفي جانب آخر من كلمته، أكد آية الله المروي: في عالمنا المعاصر اليوم، وللأسف، تم وضع الفن والفنانين في خدمة الابتذال والعبودية والحيوانية، لذلك من واجبنا الوقوف ضد هذا الاتجاه، وتكريم الفن والفنانين المؤمنين الملتزمین بالقیم، وتعريفهم للأجيال، وعدم السماح لغبار النسيان أن یمحو ذکرهم العطر من الوجود
واستدل بالآية الكريمة من القرآن الكريم: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِلأُلْبَابِ﴾،و قال: الفن الحقيقي لأصحاب البصيرة والحكمة، أولئك الذين ينظرون إلى عالم الخلق وأنفسهم بنظرة ثاقبة عميقة؛ وعبر القرآن الكريم عن هژلاء «بأولي الألباب»، وهم حكماء قد يظهرون في صورة علماء، أو في صورة عامة الناس، أو في صورة فنانين.
وأوضح متولي العتبة الرضوية المقدسة: إن النظرة الثاقبة للوجود عندما یرافقها التأمل تقود الإنسان إلى «التذكر»؛ وتذكر الله، ومثل هذا الفنان هو مثال واضح على هذه الآية.
وفي إشارة إلى مكانة الأستاذ محمود فرشجيان، قال: كان المرحوم فرشجيان فناناً صاحب رؤية وفكر حر؛ استخدم فنه في سبيل الفضائل وسمو الإنسانية.
وقال آية الله المروي: لم يكن الأستاذ فرشجيان مجرد رسّام ماهر أو مُصَور متمكن؛ بل كان فنانًا مؤمنًا، وصوفيًا صاحب رؤية، ورسامًا إلهيًا، وكان عشقه لأهل البيت (ع) واضحًا في جميع أعماله.
وفي إشارة إلى بعض أعمال هذا الفنان البارز الخالدة، قال: إن التصميم الفريد لضریح الإمام علي بن موسى الرضا (ع) وضریح سيد الشهداء (ع) خير دليل على هذا الشغف والحب، ولا شك أن أرواح أهل البيت (ع) الطاهرة كانت عونًا ورفيقًا له في إبداع أعمال رائعة وخالدة، كلوحتي «عصر عاشوراء» و«ضامن الغزال».
أعمال الأستاذ فرشجيان: تبلور الإيمان والحب والذوق الإلهي
أكد متولي العتبة الرضویة: إن أعمال الأستاذ فرشجيان ليست مجرد لوحات فنية، بل هي تجسيد للإيمان، وتجسيد للمحبة، وانعكاس للذوق الإلهي، ولا يقتصر سرّ استمراريته على إتقانه الفني، بل إن إيمانه الصادق وحبه الصادق لأهل البيت (ع) هما الركيزتان الأساسيتان لخلود فنه.
وأشاد بالأعمال الخالدة للأستاذ محمود فرشجيان، قائلاً: لوحة «عصر عاشوراء» الخالدة ليست مجرد لوحة، بل هي منبرٌ عاطفيٌّ، مفعمٌ بالمشاعر والحقيقة، يُجسّد الظلم والفضيلة في أوج عطائهما. هذا العمل مرثية بصرية تأخذ كل مشاهدٍ واعٍ إلى أعماق ملحمة كربلاء، وتُخاطب روحه.
وأضاف آية الله المروي: إن لوحة « ضامن الغزال» الرائعة تجسّد أيضًا عطفَ الإمام الرضا (ع) وكرامته ورحمته وأمانته. تروي هذه اللوحةُ صلةَ الإمام الوطيدة بالناس، وحقيقةَ الشفاعة، وتُذكّر بكرمِ الضيافةِ الذي يُقدّمه ثامن الأئمة (ع) دائمًا لزواره وضيوفه في حرمه الشريف.
وصرح متولي العتبة الرضوية المقدسة: إن أعظم شرف للفنان الملتزم ليس أن تُعرض أعماله في أكبر معارض العالم، بل إن أعلى شرف هو أن يُخَلد فنه في أقدس وأسمى مكان على الأرض، بجوار الأئمة المعصومين (ع)، وهذا هو الشرف الذي ناله فنان مثل الأستاذ محمود فرشجيان.
.....................
انتهى / 323
تعليقك