17 سبتمبر 2025 - 16:27
قمة من أجل قطر بينما تنزف غزة

دعت المملكة العربية السعودية إلى عقد قمة استثنائية للدول العربية والإسلامية لإظهار الدعم لقطر، بعد الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف اغتيال أعضاء من وفد حركة حماس في الدوحة. للوهلة الأولى، يبدو هذا الموقف إشارة تضامن ورسالة سياسية لحماية بلد خليجي تجرأ على فتح مساحة للوساطة في الصراع الفلسطيني. غير أن هذه الدعوة تثير أيضاً الشكوك والتساؤلات: هل ستكون هذه القمة مختلفة عن سابقاتها، أم سنشهد مرة أخرى "المزيد من الكلام بلا فعل"؟

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ـ إن الاعتداء على قطر ليس حادثاً معزولاً، بل هو جزء من استراتيجية صهيونية تهدف إلى توسيع دائرة العدوان لتشمل دولاً عربية أخرى، متحدية بشكل سافر سيادتها. بالأمس كانت سوريا، قبلها لبنان، واليوم قطر، وغداً ربما مصر أو الأردن. الرسالة الصهيونية واضحة: لا أحد في مأمن. ويبقى الرد العربي والإسلامي هو العامل الحاسم في تحديد ما إذا كان هذا المخطط سيتواصل بلا رادع، أم سيُرسم له خط أحمر حقيقي. 
 
ومع ذلك، لا يجوز أن نغفل عن الجذر الأساسي للمأساة: الإبادة في غزة. آلاف الأطفال تحت الأنقاض، عائلات بأكملها أُبيدت، وشعب يُحوَّل إلى مختبر للتجارب في القتل والدمار. إن الدفاع عن قطر أمر واجب، لكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن الدفاع عن فلسطين. فأي قمة تنحصر في حماية دولة خليجية – مهما كانت أهميتها – من دون أن تجعل غزة محوراً أساسياً، ستفقد معناها الأخلاقي والسياسي. 
 
ما يطالب به الشعوب العربية والإسلامية اليوم هو أفعال لا أقوال. فإذا انتهت هذه القمة ببيان هزيل مليء بالعبارات الدبلوماسية الفضفاضة، فستكون فشلاً جديداً يُضاف إلى سجل خيبات الأمل. ما يُنتظر هو قرارات واضحة: قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، فرض عقوبات اقتصادية، وتقديم دعم سياسي وعسكري حقيقي للمقاومة الفلسطينية. غير ذلك لن يكون إلا صورة جماعية تخفي العجز والنفاق. 
 
إن الدفاع عن قطر أمر عادل، لكنه يبقى ناقصاً إذا لم يُقرن بالدفاع الكامل عن فلسطين. فاليوم تمثل غزة الحد الفاصل للكرامة الإنسانية. وإذا لم تستطع الدول العربية والإسلامية حماية شعب يُذبح منذ ما يقارب العام بلا توقف، فأي قيمة تبقى لشعار "الأخوة"؟ 
 
لعل هذه المرة لا تتكرر المأساة. لعل العدوان على قطر يكون شرارة لتحرك جماعي، صلب ومستمر. ولعل الدماء المسفوكة في غزة وغطرسة الصهيونية تدفع القادة للانتقال من الأقوال إلى الأفعال. فالوقت ينفد، والتاريخ لن يغفر اللامبالاة. 
 
اتحاد فلسطين في أمريكا اللاتينية (UPAL) 
15 أيلول / سبتمبر 2025 

تعليقك

You are replying to: .
captcha