وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ـ قد تأخذنا مشاهد الإثارة لصور الحرب العسكرية والأمنية الخشنة الصاخبة أو السياسية والاقتصادية البارزة المتصدرة إعلاميا بعيدا عن جوهر حقيقة الحرب الحضارية والعقائدية القائمة المغيبة إعلاميا والتي تشن على المسلمين في عقر دارهم.
لكن قيادات هذه الحرب الظالمة مهما تشاطرت ومكرت وتوسلت بأساليب التضليل والخداع والتمويه بأحدث نتاجات التقدم التقني والتكنولوجي لن تتمكن من تغييب قيم الله المتجسدة على الأرض في امتدادات وآثار رسالات السماء.
معركة العدالة والكرامة والحرية بالضد من الظلم والعبودية وإذلال الإنسانية هي معركة الحياة المتواصلة منذ الأزل لم نختر زمانها أو مكانها لكن المواقف هي من اختارت أبطالها المنتصرين حتى لو كانوا فردا أو مجموعة صغيرة لأن الانتصار ليس في النتيجة وإنما في الموقف الإنساني قبل كل شيء وأداء الواجب.
ولطالما أكدت الحروب المتنقلة على أوطاننا وشعوبنا أن الإسلام هو التحدي الحقيقي للمركزية الغربية المادية التي تعبر عن امتداد طبيعي لمعاندي رسالات السماء وهي لم تكتف بحروب القتل والتخريب ومحاولات التجريف للقيم والوعي والضمير وتحطيم المجتمعات المسلمة بل من الطبيعي أن تعمل على تغييب الصور الإيجابية للإسلام والمسلمين وخصوصا صور القيم الأخلاقية والسلوكيات الاجتماعية والأجواء الاستثنائية للزيارة الأربعينية كالولاء للدين وحب الناس والكرم ونبذ الطائفية والوحدة والفداء ونكران الذات وغيرها من حشد قيمي باهر وسلوك أخلاقي بارز يعبر عن تهديد عميق ل"لاقيم" المركزية الغربية المادية الجاحدة التي تتعمد طمس وتغييب أو التشويش على واحدة من أبرز -إن لم تكن أبرز- إمتدادات رسالات السماء لأن عدم طمسها سيشكل فضيحة أخلاقية وثقافية مدوية خصوصا مع استمرار حرب الابادة والتجويع والاقتلاع الوحشية للشعب الفلسطيني يمارسها الغرب المادي عبر خط هجومه الأول الكيان الصهيوني وعلى كل بلداننا وشعوبنا.
الواجب إبرازه وتصويره للصهاينة وأدواتهم الإعلامية الناطقة بالعربية والمبالغة في تسويقه هو النماذج الشاذة والمنحرفة لجماعات التكفير والتطرف والعنصرية ومشاهد الجهل والتخلف والدموية ورفض الآخر التي تمارسها وملكية الحقيقة التي تدعيها وليس سمات وقيم وسلوكيات وروحية زيارة الأربعين التي تفضح المركزية الغربية المادية- وليس الغرب الإنساني بغالبية شعوبه ومثقفيه المعارضين للظلم والعبودية- وتكشف انحطاطها وتحقق كل عام نصرا استراتيجيا يزيد من مخاوف الغرب المادي المرعوب من الإسلام الأصيل المتعاظم الكاشف لحقيقتهم والمهدد لهيمنتهم والمؤهل لإقناع شعوبهم بتبنيه بعد اكتشافهم لنفاق حكامهم وخواء قيمهم وانحطاط حضارتهم المادية المناقضة لحضارة الإسلام السماوية .
كأن "الأربعين" في رمزها الحسين (ع) ومكانها وزمانها وزوارها وخدمها بقعة من عالم الغيب ونفحة من السماء وعينة من حياة الخلد وقيمها السماوية ونور من الله تعالى سيتمه ولو كره الكافرون.
.....................
انتهى / 323
تعليقك