وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ تكثفت جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، والتي لم يسبق لها مثيل في التاريخ منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، في الأيام الأخيرة، ربما بعد العمليات البطولية لمقاتلي فصائل المقاومة في غزة. وما فتئت جميع الوكالات الإنسانية الموجودة حاليا في غزة تحذر باستمرار من تصاعد الكارثة الإنسانية في قطاع غزة ودقت ناقوس الخطر بوقوع كارثة لا يمكن إصلاحها. ومع ذلك، فإن المعايير المزدوجة للغرب، بقيادة الولايات المتحدة، التي كانت تحت أي ظرف من الظروف أكبر داعم للنظام الصهيوني، وبشكل أدق الشريك الرئيسي في جرائم النظام، حالت دائما دون صدى صوت الحقيقة أو جهود النشطاء الإنسانيين لإعلام الرأي العام العالمي بهذه الكوارث الإنسانية من أن تؤتي ثمارها. وفي الآونة الأخيرة، قوبل انعكاس تقرير فرانشيسكا ألبانيز ودعوتها إلى فرض حظر على الأسلحة ضد الكيان الصهيوني لارتكابه أفظع أعمال الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث في غزة والتحذير من الوضع في المنطقة، الذي تجاوز مستوى الكارثة، بمقاطعة من قبل الولايات المتحدة.
في هذا السياق وضمن توضيح أبعاد الجرائم الإنسانية في غزة، تحدثنا مع الدكتور "نزيه منصور"، النائب السابق في البرلمان اللبناني وأستاذ القانون الدولي، حول نشاطات المؤسسات الحقوقية ومستقبل المقاومة في فلسطين یأتي نصه فیما یلی:
*أولاً: کیف تحللون تصعید مجرزة الإبادة الجماعية فی غزة فی ظل سفر نتانیاهو إلی واشنطن؟ ما هو السبب؟ ما هي القرارات التي ستُتخذ في هذا السفر لغزة؟*
-شكلت غزة منذ احتلالها عقب هزيمة الخامس من يونيو (حزيران) ١٩٦٧ من قبل الكيان الصهيوني، عقدة العقدة ومقاومة جهادية صلبة اضطرته للاندحار والهزيمة على إثر تحقيق المقاومة الإسلامية بقيادة حز.ب الله المدعوم من الجمهورية الإسلامية انتصاراً تاريخياً دون قيد أو شرط في ٢٥ أيار عام ٢٠٠٠. وإذ بالمقاومة الفلسطينية من حما.س والجها.د الإسلامي وبقية الفصائل الرافضة لاتفاقية أوسلو، تحقق نصراً مميزاً وتقيم كياناً سياسياً، وتحرّك الشعب الفلسطينية في انتفاضات عدة، حيث كان السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ طوفان الأقصى، الذي هزّ الكيان وهرول الرئيس الأميركي بايدن والرئيس الفرنسي ورئيس وزراء بريطانيا والمستشار الألماني لنصرته ودعمه خشية لانهيار الكيان، فأنشئت الجسور الجوية والبحرية بين أنظمة الغرب والشرق، ومدّ العدو بكل أشكال الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي، حتى فضح الكيان وكشف عن أنيابه، وارتكب جرائم إرهابية بحق الشعب الفلسطيني وأدين بإبادة شعب، وانتفضت الساحات وامتلأت الشوارع بالمظاهرات ضد حكومة نتن ياهو.
يحاول العدو من خلال حكومة نتن ياهو الإرهابية حفظ ماء وجهه محلياً وإقليمياً ودولياً عبر التلطي بالعباءة الأميركية، ولذا نشهد تكرار سفرات نتن ياهو إلى واشنطن للبحث عن مخرج لأن كل منهما بحاجة للخروج من مأزق إبادة شعب غزة، وبالتالي يحاولان الظهور أمام الرأي العام أنهما يرغبان إنهاء العدوان ويريدان السلام، ويسعيان لإثبات أن ترامب رجل السلام ويستحق نيل جائزة نوبل للسلام بفضل ترشيحه من قبل الإرهابي المجرم نتن ياهو، وإعلان وقف إطلاق على لسان ترامب على قاعدة أنت الخصم والحكم وحفظ حكومة نتن ياهو.
*ثانیاً: برأیکم کیف ستکون عملية للمقا.ومة في الضفة الغربیة بعد العملية التی شاهدناها في مفترق «غوش عتزیون»؟ هل سنشهد انتفاضة غزة في الضفة بعد نداء ابو عبیدة لقیام الضفة علی وجه العدو الصهيوني؟ کما نشاهد هذه الأیام تصعید العملیة ضد الجنود الصهاینة في غزة. ما هي آثار هذه العملیات؟*
-مع الأسف الشديد، لم يساند غزة وشعبها إلا القليل من بني جلدتها والأسوأ ان رئيس السلطة الفلسطينية صاحب اتفاقية الاستسلام في أوسلو طالب حما.س وبقية الفصائل بلغة متدنية يخجل المرء تردادها بتسليم الأسرى الصهاينة للعدو بدلاً من الوقوف إلى جانب شعبه وناسه، وحث أهل الضفة على الانتفاض
ضد الاحتلال، لذا لا نرى تحقيق ذلك في القريب العاجل، بل تحركات ذات طابع فردي وبعض التنظيمات الجها.دية وعمليات تخاطب ما حصل في الأيام الأخيرة، وقد يلجأ العدو إلى عمليات إرهابية وشن عمليات على من يشتبه بهم او يوشى عليهم.
*ثالثاً: ما هي الإجراءات التي یجب أن تقوم بها المؤسسات الدولیة کالأمم المتحدة تجاه الجرائم غیر الانسانية علی غزة والشعب الفلسطیني؟*
-الرهان على المؤسسات والمنظمات الدولية، ولاسيما الأمم المتحدة والتي تختصر بمجلس الأمن الدولي الذي يملك حق اتخاذ قرارات ملزمة، خاصة تحت الفصل السابع بهدف فرض السلم والأمن الدوليين، والذي تتحكم به الدول ذات العضوية الدائمة وفقاً لنظامها وهم الولايات المتحدة الأميركية والصين وروسيا الاتحادية وفرنسا وبريطانيا، والتي يحق لها استعمال حق النقض وإسقاط أي اقتراح قرار حتى لو وافقت عليه دول ١٤، وهذا ما حصل حول وقف إطلاق في غزة، إذ استعملت واشنطن حق النقض وهذا يؤشر إلى عجز أي مؤسسة دولية على إحلال السلم والأمن الدوليين، وبالتالي يقتضي إعادة النظر في نظامها والاتفاقيات الدولية المتعلقة بذلك حتى قرارات الجمعية العامة هي غير ملزمة.
أضف الى ذلك، المحكمة الجنائية الدولية والتي اصدرت قراراً قضى باعتقال نتن ياهو وغالانت بسبب حرب الإبادة ضد أهل غزة، والذي سقط ما يزيد على ١٧٠ الف ما بين شه.يد وجريح. وبالتالي لا أعتقد أن المنظمات الدولية قادرة على تحقيق الأمن والسلام
وإلا لفعلت باتخاذ قرارات تلزم العدو وفقاً للفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، أما باقي المنظمات فهي ذات طابع معنوي لا أكثر ولا أقل....
*رابعاً: کیف تقیّمون ردة فعل الغرب تجاه تقریر مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز؟ ما الذي يعكسه فرض العقوبات علیها؟*
-إن تقرير مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان في غزة فضح المستور وأكد أنها جرائم حرب ضد الإنسانية وتدمير البنى التحتية من مدارس وجامعات ومستشفيات وقتل المدنيين وحرب الابادة ومخالفة الأعراف والمواثيق والاتفاقيات الدولية ووجوب المحاكمة أمام الدولية وفرض وقف إطلاق النار، ورغم ذلك تتجاهل الحكومات وأنظمة التطبيع مع العدو الوقائع والجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، إذ كان عليها أن تقطع علاقاتها مع
23:58 - 2025/07/14
تعليقك