23 يونيو 2025 - 18:21
خبير مصري: القوات الأمريكية تدرّبت في الغارات على اليمن قبل ضرب إيران

قال المحلل العسكري محمد منصور الباحث في المركز المصري للدراسات الاستراتيجية إن القوات الأمريكية تدربت على ضرب إيران، خلال غارة جوية شنتها على اليمن قبل أشهر.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ أوضح المحلل العسكري محمد منصور الباحث في المركز المصري للدراسات الاستراتيجية:تتجاهل العديد من التحليلات مسألة مهمة ترتبط بعملية التخطيط لضرب المنشآت النووية الإيرانية، والتي بدأت عمليًا منذ أكتوبر الماضي، عبر الغارة الجوية التي استهدفت اليمن، وشهدت حينها استخدام واحدة من أكثر القاذفات الاستراتيجية الأمريكية تكلفة في التشغيل والصيانة، وهي قاذفات "B-2" الشبحية، بدلًا من الاعتماد على الطائرات المقاتلة المعهودة مثل "أف-15" و"أف-35"، وهو ما أثار وقتها سلسلة من علامات الاستفهام حول دوافع هذا الاستخدام غير المعتاد، لكن الضربات الصاروخية التي نُفذت على مواقع إيرانية أكدت أن تلك الضربة السابقة كانت بمثابة "مناورة بالذخيرة الحية" تدريبية، تستهدف تحضير القوات الأمريكية لشن ضربات دقيقة على منشآت تحت الأرض".

وتابع: "يظل من الصعب حاليًا تحديد مدى الأضرار التي لحقت تحديدًا بمنشأة فوردو النووية، إذ يُعرف أن القنابل الخارقة للتحصينات تنفجر تحت أعماق الأرض، وهو أمر يمكن تأكيده بشكل عام من خلال الثغرات الانفجارية الست التي ظهرت في الصور الجوية الملتقطة للموقع، لكن هناك بعض التحليلات التي تشير إلى أن مجمع أجهزة الطرد المركزي داخل المنشأة لا يقع فقط تحت الأرض، بل محمي بسلسلة جبلية يزيد سمكها عن 300 متر، مما يجعل تحقيق اختراق مدمر داخل هذه الطبقة الجيولوجية محل شك كبير. ويجب أيضًا مراعاة أن مثل هذه المنشآت تحتوي عادةً على مداخل فرعية أو احتياطية، بالإضافة إلى أنظمة تهوية متقدمة تعتمد على قنوات ضيقة وموزعة على مساحات واسعة، وليس على فتحات كبيرة، وهو تصميم يصعب معه اكتشاف مواقع التهوية أو تعطيلها، خاصة أن هذه المنظومات العسكرية تكون مصممة لتحمل الانهيار الجزئي والحافظة على تدفق الهواء عبر عزل المناطق المتضررة".

ونوه بأنه بالتالي، يمكن القول إن تحديد مدى الضرر الحقيقي الذي تعرضت له منشأة فوردو سيظل صعبًا في الوقت الحالي، لكن من الواضح أن انفجارات تحت سطح الأرض قد وقعت، وأن أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في عمليات التخصيب النووي – وهي أجهزة شديدة الحساسية – تعرضت لأضرار متفاوتة، وهو ما يحقق الهدف العملي الوحيد في هذه المرحلة، والمتمثل في إعاقة البرنامج النووي الإيراني وإرجاعه خطوات إلى الخلف، خاصة في ظل الأضرار الكبيرة التي طالت أيضًا المنشأة النووية في أصفهان.

وأشار الباحث المصري على المستوى العملياتي واللوجستي، تمثل هذه العملية بالنسبة للأمريكيين نجاحا كبيرا إذ يمكن اعتبار أسلوب التنفيذ المتبع في هذه الضربة بمثابة "إعادة الروح" لتكتيكات استخدام القاذفات الاستراتيجية البعيدة المدى التي كانت سائدة خلال الحرب الباردة، في ظل التوجهات الأمريكية الحديثة التي تفضل الاعتماد على القواعد العسكرية الموجودة داخل الولايات المتحدة وأوروبا، بدلًا من الانتشار العسكري الدائم بالقرب من مناطق التهديد، على الأقل في المرحلة الحالية، وهو ما قد يفسر عددًا من المبادرات الدفاعية الأمريكية مثل مبادرة "القبة الذهبية" وغيرها.

تعليقك

You are replying to: .
captcha