11 مايو 2025 - 17:08
مصدر: وكالات
‏هل خاضت الولايات المتحدة حرباً مع نفسها؟ الحوثيون يطلقون العنان لجموحهم

وبحسب وكالة «شينخوا» الصينية الرسمية، فإن القرار الأميركي الذي بدا وكأنه خطوة نحو إنهاء التصعيد في مياه الشرق الأوسط، يخفي خلفه أزمة عميقة في إدارة ترامب، كشفتها أحداث البحر الأحمر وأظهرت كيف وجدت واشنطن نفسها محشورة بين كلفة الحرب وفشلها في تحقيق الردع.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ في تقرير تحليلي مطوّل، سلّطت منصة "بايجياهاو" الصينية الضوء على التطورات المتسارعة في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف الغارات الجوية على جماعة الحوثي في اليمن، بعد ما وصفه بـ"تعهّد الحوثيين بوقف استهداف السفن"، ليس إلا غطاءً لتراجع استراتيجي أميركي خطير.

وبحسب وكالة «شينخوا» الصينية الرسمية، فإن القرار الأميركي الذي بدا وكأنه خطوة نحو إنهاء التصعيد في مياه الشرق الأوسط، يخفي خلفه أزمة عميقة في إدارة ترامب، كشفتها أحداث البحر الأحمر وأظهرت كيف وجدت واشنطن نفسها محشورة بين كلفة الحرب وفشلها في تحقيق الردع.

وقالت المنصة منذ اندلاع جولة القتال الجديدة في أكتوبر 2023، إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، صعد الحوثيون عملياتهم العسكرية البحرية، منفّذين أكثر من مئة هجوم استهدفوا خلالها سفناً تجارية ومنشآت عسكرية، ما أدى إلى تغيير مسار نحو 30% من حركة الشحن العالمية ورفع أسعار النفط بنسبة تجاوزت 15%. هذا التكتيك، الموصوف في التقرير بـ"منخفض الكلفة عالي الفعالية"، مكّن الحوثيين من فرض معادلة ردع دون الدخول في مواجهة مباشرة مع القوة الأميركية.

ورغم عشرات الغارات الأميركية والبريطانية منذ يناير 2024، فإن الحوثيين واصلوا الهجمات بفضل ما وصفه التقرير بـ"الانتشار المرن وسرعة التعافي اللوجستي"، فيما زادت هذه الهجمات من التعاطف الشعبي معهم داخل اليمن، بسبب الخسائر المدنية التي سببتها الضربات الجوية.

ويشير التقرير إلى أن إعلان ترامب المفاجئ يعكس فشلًا عسكريًا وسياسيًا مزدوجًا: فمن جهة، تجاوزت كلفة العمليات الأميركية في البحر الأحمر خلال عام 2024 وحده 20 مليار دولار، أي ما يعادل ثلث مساعدات واشنطن لأوكرانيا، ومن جهة أخرى، اندلعت داخل الولايات المتحدة حركة احتجاجية ضخمة تحت اسم "50501" شارك فيها أكثر من ثلاثة ملايين مواطن، طالبوا بإنهاء التدخلات العسكرية وتوجيه الموارد إلى الأزمات الداخلية.

ويختم التقرير برسم مشهد قاتم لطريقة الحكم، حيث أفضى تركّز القرار في يد الرئيس ترامب إلى ضعف التنسيق المؤسسي وافتقار السياسات إلى الخبرة. إذ جمع وزير الخارجية ماركو روبيو منصب مستشار الأمن القومي، في سابقة لم تحدث منذ عهد هنري كيسنجر، بينما أقصي مستشار الأمن القومي السابق مايكل والتز بسبب خلافاته مع الرئيس، وبرز دور شخصيات غير رسمية مثل صهر ترامب جاريد كوشنر وإيلون ماسك في ملفات حكومية، ما يهدد تماسك مؤسسات الدولة الأميركية.. موكدا ان لولايات المتحدة، التي خاضت حربًا في البحر الأحمر ضد خصم غير تقليدي، وجدت نفسها تقاتل ظلالها، لتخرج – كما تقول المنصة الصينية – بـ"وقف إطلاق نار" لا يشبه إلا اعترافًا غير معلن بالهزيمة أمام خصم يمتلك "شجاعة التحدي ومرونة البقاء".

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha