ابنا: أكد نائب وزير الخارجية السوري «فيصل المقداد» ان إسرائيل صاحبة المصلحة في الدمار الذي حل بسورية وحلفاءها وأدواتها وأدوات حلفائها الأميركيين والأوروبيين وبعض الحكام العرب هم الذين يقومون بإيجار البندقية لمرتزقتهم لتنفيذ أعمال القتل والتدمير والاغتيال والاغتصاب وتجنيد الأطفال وممارسة "جهاد النكاح" في سورية وضرب الجيش السوري وإبعاده عن مهمته الرئيسية في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
وقال المقداد في مقال له تحت عنوان "بندقية للإيجار... حرب الإرهاب على سورية والرد من درعا وحمص" نشرته صحيفة "البناء" اللبنانية يوم السبت إن عملية استئجار السيوف والسكاكين والخناجر أو البنادق ليست أمرا جديدا وعلينا ألا نستغرب ما نتابعه بقلق في الفترة الأخيرة حول إمكان تقديم بعض الدول أسلحة دمار شامل للمجموعات الإرهابية كما حدث عندما قدمت تركيا والسعودية بتعاون مع الاستخبارات الأميركية مواد كيميائية سامة إلى المجموعات الإرهابية في سورية لإيجاد ذرائع للعدوان عليها وهذا نوع جديد من بنادق الإيجار.
وأضاف المقداد إننا لا نحتاج إلى أي أدلة على أن البندقية التي يحملها الإرهابيون والقتلة هي بندقية استأجرتها أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية والغربية قبل بداية الأزمة في سورية في آذار عام 2011 فالبندقية كانت موجودة والسيناريو كان مرسوما بدقة والأمر لا يحتاج البتة إلى تدبيج مقالات وبراهين على أن كل شيء كان معدا للحظة الصفر التي حددتها الدول إياها وسفاراتها "وأحبتها من القتلة والإرهابيين" من شراء المتظاهرين وتحضير أدوات التضليل الإعلامية لبدء تضخيم الحوادث والمظاهرات والقتلة الموجودين على أسطح المنازل ليقتلوا متظاهرين هنا وآخرين هناك.
ولفت المقداد إلى أن البعض وخاصة في ممالك وإمارات الخليج (الفارسي) وغيرها يعتقد واهما أن أميركا التي رتبت أوراقها وحشدت طاقاتها وعملاءها وإعلامها لإسقاط سورية وإخضاعها إسرائيل ولهيمنة الدول الاستعمارية تقول للشيء كن فيكون كما تصور هؤلاء خطأ ان سورية ستكون خلال أيام أو أشهر قليلة لقمة سائغة طالما أن السيد الإسرائيلي الأميركي اتخذ القرار بإسقاطها إلا أن حساب الحقل لم يتطابق مع حساب البيدر.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وأدواتها الغربية في باريس ولندن وغيرها وبالتعاون مع أدواتها وعملائها وبيادقها الإقليميين المساكين وفي المنظمات الدولية لم تترك شيئا من المكيافللية بكل أبعادها الشريرة ومبدؤها الأساسي "الغاية تبرر الوسيلة" إلا واستخدمتها بمن في ذلك وعلى نحو مكشوف الإرهابيون الذين استقدمتهم من كل أنحاء العالم للنيل من سورية فرأينا إرهابيين لبنانيين وشيشانيين وأفغانيين وباكستانيين وليبيين ومصريين وأردنيين وأتراكا وأميركيين وفرنسيين وسعوديين وهولنديين وبلجيكيين وكويتيين وقطريين وإماراتيين زجت بهم تلك الأطراف بلا خجل أو تردد في حربها على سورية.
وأوضح المقداد أنه لم يعد غريبا أن تستأجر الولايات المتحدة وأدواتها بندقية تنظيم "القاعدة" الإرهابي وفروعه المتمثلة ب"النصرة" و"دولة الإسلام في العراق الشام" ومؤخرا "الجبهة الإسلامية" ومئات الألوية والتنظيمات الإجرامية كما فتحت بأوامر أميركية كل مخازن السلاح الليبي والسعودي التي نقلت إلى تركيا ولبنان والأردن ومنها إلى سورية ووصل الأمر أخيرا إلى تزويد إرهابييهم بصواريخ تاو "غير القاتلة".
وتابع المقداد إن هذا ما يفعله البريطانيون أيضا وأما الفرنسيون والآخرون من الغربيين في حلف "الناتو" فقد أوهموا الأردن وتركيا أن سورية ستغزوهم فنصبوا صواريخ الباتريوت على أرض هذين البلدين في مسرحية سخيفة لا تنطلي على أحد بينما يستقبل (رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي) «بنيامين نتنياهو» "رمز الرحمة بالشعب الفلسطيني المجاهدين من النصرة وأخواتها في سورية في مستشفياته ليعالجهم وبعد ذلك يعود إلى إرسالهم لإكمال رسالة الجهاد الصهيونية".
وأشار المقداد إلى أن "الأميركيين سبق واستأجروا تنظيم القاعدة الإرهابي واستخدموا كل من هب ودب في حربهم على أفغانستان وسلحوا هؤلاء الإرهابيين بالصواريخ المضادة للطائرات وأخذوا منهم في المقابل دمار أفغانستان وجوارها وقتل مئات الآلاف من أبنائها وأبناء باكستان كما نشر الأميركيون قواعد الجهاد التي وصلت راياتها وأعمالها في 11 أيلول 2001 إلى نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا".
ولفت إلى أن "الحرب العالمية على الإرهاب والتي دعمتها الأمم المتحدة وسائر دول العالم أصبحت حربا انتقائية عمليا فإذا خدم الإرهابيون مصالح أميركا وحلفائها الغربيين كما هو الحال في سورية فإن الاجتماعات لما يسمى أصدقاء سورية تنعقد فورا لتأذن بتقديم جميع الأسلحة الممكنة إلى هؤلاء الإرهابيين بما في ذلك صواريخ تاو وغيرها أو تقديم أسلحة غير فتاكة مثلما يدعون وهي حكما أسلحة فتاكة بما في ذلك أجهزة الاتصالات وعربات النقل أو ما قدمه بعض الأشقاء اللبنانيين من بطانيات وحليب أطفال ممزوجة بالبودرة البيضاء الصحية والأوراق الخضراء لشراء ضمائر الناس وبندقيتهم".
وقال المقداد إنه "وبعد أن دعمت الولايات المتحدة وأوروبا الإرهاب لقتل السوريين فوجئنا بأن الإرهابيين وصلوا إلى أطراف مدنها وأجهزة إعلامها وقنوات التواصل الاجتماعي فيها لتعلن مع حلفائها النفير الجهادي الغربي لحماية مدنهم وعواصمهم ولكن السؤال ماذا عن السوريين الذين أرسل الغربيون والأميركيون آلاف الإرهابيين المرتزقة لقتلهم وزودوهم بكل ما يلزم لأداء هذه المهمة الديمقراطية والسلمية وذلك لأنهم لا يأبهون بهم فهم غير معنيين بذلك بل نسوا ويالسرعة النسيان الحادي عشر من أيلول والإرهاب في شوارع لندن وباريس وروما ومدريد".
وأضاف المقداد إننا "نقول لهؤلاء وغيرهم وخاصة لعائلة آل سعود والإمارات الأخرى التي صدرت بشكل معلن أمام الملأ مليارات الدولارات إلى هؤلاء القتلة... إن من يزرع الريح لن يحصد إلا الأشواك والعواصف وإن العائلة السعودية هي الأم الحقيقية للقاعدة ويعرف الجميع أن «بندر بن سلطان» كان قائدها الفعلي منذ السنوات الأولى لهذا القرن".
.................
انتهى/212