وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ـ شهدت بلدة «بيت جن» في ريف دمشق فجر الجمعة واحدة من أعنف الهجمات الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة؛ حيث بدأ الهجوم بتوغل بري لوحدة خاصة إسرائيلية داخل البلدة، ثم تواصل بقصف مدفعي وصاروخي، ما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة عدد من المدنيين.
وفي الوقت الذي منع فيه الاحتلال دخول فرق الإنقاذ والإسعاف إلى المنطقة، وأفادت وسائل إعلام صهيونية بإصابة 13 جندياً إسرائيلياً في الاشتباك مع الأهالي، وُصفت حالة ثلاثة منهم بالخطيرة.
هذا التوتر الذي تزامن مع تحليق مكثف للطائرات المسيّرة فوق المنطقة، جاء في ظل تصاعد التوترات الإقليمية من غزة إلى لبنان وسوريا؛ حيث اعتبرت حركة حماس أن هذا الهجوم يندرج ضمن مساعي إسرائيل لتوسيع دائرة اعتداءاتها في المنطقة.
وعلى خلفية تصاعد التطورات الميدانية وتداعياتها على محور المقاومة ووضع الجنوب السوري، جرى حوار مع الدكتور محمود موالدي، المنسق العام لحزب التحرر الوطني السوري، حول أبعاد هذا العدوان ورسائله السياسية والعسكرية.
الموالدي يرى أن هذا الهجوم والتوغل البري الإسرائيلي في بيت جن لم يكن مجرد عملية محدودة بهدف «الاعتقال»، بل هو جزء من استراتيجية منظمة لتوسيع نفوذ الكيان داخل الأراضي السورية وإجهاض أي مشروع تحرري أو مقاوم مستقبلاً.
وأضاف أن طبيعة وعمق هذا العدوان يحملان رسالة واضحة للحكومة ويفرضان عليها التزامات النظام، كي تبقى ملتزمة بالتعهدات السابقة المتعلقة بمواجهة محور المقاومة ـ حتى خارج الحدود.
وأوضح أن المقترح الروسي–التركي يقدم مساراً محدداً للتسوية، غير أن الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي يمارسان ضغطاً مباشراً لإجبار الحكومة على تنفيذ أوامرهم، حتى تتمكن من الاستمرار في السلطة ضمن إطار الرغبة الأميركية.
وتابع موالدي أن نجاح المقاومة الشعبية المحلية في إفشال العملية جاء نتيجة لسرعة رد فعل الأهالي في كشف خطر التوغل وتحديد أهدافه، إضافة إلى التنسيق الكامل في التحركات الميدانية.
وقال إن هذا الوضع «يُظهر أن الشعب السوري قد اختار طريق المقاومة ولن يخضع أو يستسلم»، مؤكداً أن ما حدث «يمكن أن يكون شرارة لتحول كبير».
وفي معرض الرد على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستتراجع عن تنفيذ عمليات مشابهة مستقبلاً، قال إن الغرور الصهيوني قد يدفعها إلى تكرار مثل هذه الهجمات، لكن هذه المرة بحسابات أكثر تعقيداً وضمانات أكبر لحماية جنودها.
وبشأن حصار المنطقة بعد الانسحاب واستمرار تحليق الطائرات المسيّرة، أوضح أن الكيان الصهيوني يدرك جيداً معنى المقاومة الشعبية التي تنبثق من الأرض من دون الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة؛ ولذلك يخشى من توسع الحركة التحررية في النطاق الجغرافي للعملية.
وفي تحليله لهذا الحدث ضمن إطار التوترات الإقليمية، شدد موالدي على أن هذا الهجوم يمثل مقدمة لمسار تصعيدي جديد يُحضّر له الكيان الصهيوني، وقد يستهدف العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة.
وقال إن هذا التوجه «واضح تماماً في التصريحات المتكررة لمسؤولي العدو الصهيوني؛ تصريحات لا تُبدي أي رغبة في إخفاء نيتهم لتوسيع دائرة المواجهة».
.....................
انتهى / 323
تعليقك