26 نوفمبر 2025 - 19:04
مصدر: خاص أبنا
رئيس حزب الوفاء في حوار مع «أبنا»: المجتمع الدولي وحقوق الإنسان وما شابهها من مفاهيم قد شُلَّت /«لغة القوة» هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الكیان

أكد الدكتور أحمد علوان أن اغتيال الشهيد السيد هيثم الطباطبائي لا يضعف من قوة المقاومة ولا يغير من معادلة الردع، لأن حزب الله يملك بنية متماسكة وبدائل جاهزة، وسيرد على هذه الجريمة "في الوقت والمكان المناسبين".

أفادت وكالة أهل‌البيت(ع) للأنباءـ أبنا ـ في أعقاب العدوان المتواصل للكيان الصهيوني على لبنان، استشهد القائد العسكري البارز في حزب الله الشهيد هيثم علي الطباطبائي (السيد أبو علي)، في غارة جوية شنها العدو الصهيوني مؤخراً على الضاحية الجنوبية لبيروت.إن هذا الهجوم الذي استهدف منطقة حارة حريك هو جزء من سياسة الاغتيالات المنظمة التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضد قادة المقاومة، وهي سياسة لم تنجح في إضعاف إرادة قوى المقاومة بل زادت من تصميمها على مواصلة مسيرتها.

وأكد حزب الله في بيانه الرسمي الذي أعلن فيه استشهاد هذا القائد العظيم، أن الطبطبائي قدم تضحياته دفاعاً عن لبنان ووطنه.قبل ساعات من هذا البيان، اعترف الجيش الإسرائيلي أيضًا بتنفيذ عملية الاغتيال، ووصف الشهيد الطبطبائي بأنه أحد "أهم قادة حزب الله". هذا الاعتراف بحد ذاته يُظهر جليًا تأثير هذا الشهيد ودوره الاستراتيجي في منظومة المقاومة. 

وإضافة إلى اغتيال هذا القائد البارز، أدى هذا الهجوم الإجرامي إلى استشهاد خمسة مواطنين أبرياء وجرح 28 آخرين، مما أبرز مرة أخرى الطبيعة العدوانية للنظام الصهيوني وضرورة تعزيز خط المقاومة للدفاع عن لبنان والمنطقة.

وفي أعقاب هذه الجريمة التي ارتكبها النظام الصهيوني، تحدث الدكتور أحمد علوان، رئيس حزب الوفاء اللبناني والباحث اللبناني، عن أبعاد وآثار هذا الاغتيال في مقابلة مع وكالة أنباء أبنا:

محاولة ضرب الرئاسة اللبنانية وتوفير الذرائع للاحتلال

وأشار هذا الخبير اللبناني إلى أنّ الكيان الصهيوني يسعى من خلال هذه الاغتيالات والاعتداءات إلى الإضرار بالعهد الرئاسي في لبنان، ومحاولة الإيحاء بأنّ لبنان غير ملتزم بتعهداته، وذلك لتوفير ذريعة لاستمرار الاحتلال وزعزعة الاستقرار، بل وربما التمهيد لتدخل عسكري أوسع في لبنان. فالمشروع النهائي لهذا الكيان هو تحقيق حلمه التوسّعي المعروف بـ "إسرائيل الكبرى" والقضاء الكامل على المقاومة في المنطقة.

تأثير الاغتيال على معادلة الردع

وشدّد الدكتور علوان على أنّ إغتيال القائد الطبطبائي لا يؤثر على المعادلة الكبرى والإستراتيجية المرسومة لأن القادة قد اشتغلت على أن يكون للقائد العام خليفة يحل محله بنفس الوتيرة الأمنية وأضاف قائلاً: في عالم اليوم، أصبحت مفاهيم مثل «المجتمع الدولي» و«حقوق الإنسان» عديمة الجدوى، وقد شُلَّت فعلياً بفعل الهيمنة الأميركية والصهيونية، وبالتالي لا يوجد من ينصف الشعب اللبناني المظلوم.

ردّ المقاومة: لغة القوة والنار

وأكد رئيس حزب الوفاء أنّ المقاومة التزمت باتفاق وقف إطلاق النار وبتنفيذ القرار 1701 منذ صدوره، بينما خرقت «إسرائيل» الاتفاق أكثر من خمسة آلاف مرة. وقد جربت المقاومة طريق الدبلوماسية أولاً، لكن بعد أن ثبت عدم جدواها، تركت الردّ للزمان والمكان والطريقة المناسبة. فاللغة الأجدى في مواجهة الكيان الصهيوني هي لغة القوة والنار، والمقاومة ستحدد بنفسها موعد الردّ، ومكانه، وحجمه.

واجب الدولة اللبنانية وخطورة الدعوة إلى نزع سلاح المقاومة

وقال الدكتور علوان إنّ الدولة اللبنانية، بسبب القيود الدبلوماسية وعدم التسليح الفعلي للجيش (نتيجة المنع الأميركي)، عاجزة عملياً عن الدفاع العسكري. وإنّ طرح مسألة نزع سلاح المقاومة يُعدّ خطأً استراتيجياً فادحاً. وعلى الدولة بدل ذلك أن تفرض ضغطاً شديداً على الكيان الصهيوني لإجباره على الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، وتحرير الأسرى، ووقف الاعتداءات. وأضاف أنّ رئيس الجمهورية يحاول جاهداً إبعاد لبنان عن الحرب، إلا أنّ الكيان الصهيوني لا يريد السلام أساساً.

تعليقك

You are replying to: .
captcha