1 أكتوبر 2025 - 08:43
مصدر: أبنا
كيف يمكن الثقة بمعاهدة "ابراهيم" ودولة الاحتلال الصهيونية تتحدث عن "إسرائيل الكبرى"

عندما يتحدث الصهاينة بوضوح عن "إسرائيل الكبرى"، ويعلنون رسمياً أنهم لن يقبلوا بدولة تُدعى فلسطين في جوارها؛ فكيف يمكن الثقة بهذه المعاهدة والعهد؟!

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ـ لماذا يقول ترامب: "أعتقد أن إيران ستكون حاضرة في معاهدة إبراهيم!"، ويتمنى أن تنضم إيران إلى هذه المعاهدة؟!

يجب القول: من منظوره ومن منظور الصهاينة، فإن إيران هي العقبة الأكثر صلابة أمام معاهدة إبراهيم وتطبيع العلاقات بين النظام الصهيوني والعالم الإسلامي والعربي.

بالطبع، هم أنفسهم يعلمون جيداً أن الأمر ليس كذلك، وأن إيران لا دور لها في هذا الأمر، لأن هناك أصلاً لا معاهدة حقيقية!

إن ترامب والصهاينة يعلمون جيداً أن معاهدة إبراهيم ليست إلا خدعة للإيقاع برؤساء العرب والدول الإسلامية ومنطقة غرب آسيا.

عندما يتحدث الصهاينة بوضوح عن "إسرائيل الكبرى"، ويعلنون رسمياً أنهم لن يقبلوا بدولة تُدعى فلسطين في جوارها؛ فكيف يمكن الثقة بهذه المعاهدة والعهد؟!

لقد أثبت التاريخ أن اليهود لا يلتزمون بعهودهم الرسمية، فكيف إذا كانوا يصرخون بالأمر علناً؟!

من جهة أخرى، إن أحد أطراف هذه المعاهدة هو ترامب نفسه، الذي أظهر أنه لا يلتزم بأي عهد أو اتفاق.

انسحاب ترامب من اتفاق البرنامج النووي الإيراني (البرجام)، الذي وقعته حكومة أمريكا في عهده السابق، والهجوم على إيران أثناء التفاوض مع حكومته الخاصة؛ كل ذلك يدل على عدم التزامه بأي عهد أو اتفاق.

من المفارقة أن حكومة اليمين الصهيونية تؤمن بأن ترامب فرصة استثنائية لتحقيق تشكيل "دولة إسرائيل الكبرى"، ولا ينبغي تفويت هذه الفرصة.

من ناحية أخرى، فإن ترامب نفسه تحت تأثير كامل للوبي الصهيوني في أمريكا، ولجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة بـ"آيباك"، وهذه الظروف هي أفضل وقت لتحقيق حلم اليهود في السيطرة على المنطقة والعالم.

إذا انتهت قضية فلسطين، ورفع التهديد عن حكومة الاحتلال من قبل المقاتلين الفلسطينيين، فإن ذلك سيكون بداية المأساة الحقيقية.

بعد غزة والضفة الغربية، لتشكيل أمن "دولة إسرائيل الكبرى"، يجب أن تُضم الأردن وسوريا ولبنان والعراق إلى هذه الدولة، أو تُخضع لاستعمارها، حتى لا يشكل تهديداً للدولة اليهودية.

يجب الالتفات إلى أن قضية فلسطين ونضال المجاهدين الفلسطينيين ضد الاحتلال الصهيوني لم يبدأ مع الثورة الإيرانية (لأن الجمهورية الإسلامية تشكلت بعد حوالي عشرين عاماً من التطورات في فلسطين المحتلة)، لكن الآن، بما أن الصهاينة أنفسهم يصرون على ربطها بالثورة الإيرانية، فإن هذا الاحتلال الصهيوني سينتهي بإذن الله تعالى بواسطة الثورة الإيرانية. والسلام.

بقلم: محمد كاظم كاظمي، محلل الشؤون الدولية


.....................

انتهى / 323 

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha