وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ـ انتهت، اليوم الأحد، مهلة الـ60 يوماً للانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي اللبنانية والتي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار، لكن الاحتلال لم يلتزم بالانسحاب، وواصل خروقاته وتفجيراته في القرى الجنوبية.
وفي خرق فاضح للاتفاق، حذّر "جيش" الاحتلال من الانتقال والعودة إلى عدد من القرى الجنوبية، في حين يتوافد الجنوبيون إلى قراهم على الرغم من ذلك.
ويتجمّع مئات من الجنوبيين عند مداخل قراهم تمهيداً لدخولها مع انقضاء مهلة الستين يوماً، فيما تطلق قوات الاحتلال رشقات رشاشة وبعض القذائف على محيط تحرك المدنيين الذي عبروا سيراً على الأقدام إلى بلدتي حولا وميس الجبل.
وبحسب ما أظهرت مشاهد الفيديو، فإنّ أهالي بلدة كفركلا يصرون على دخول بلدتهم ويتجاوزون الحد الذي وضعه الجيش اللبناني، وبرغم تحذيرات قوات الاحتلال.
وقد وقعت إصابات برصاص الاحتلال بين أهالي بلدة كفركلا لدى محاولتهم الدخول إلى بلدتهم، فيما أفاد مراسل الميادين بأنّ قوات الاحتلال أسرت مواطنين اثنين كانا يحاولان العودة الى بلدتهما حولا.
كما دخل أهالي مدينة الخيام بمسيرات سيارة إلى بلدتهم على الرغم من تحذيرات الاحتلال.
وليل أمس، دعت قيادة الجيش اللبناني الأهالي، إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، "نظراً إلى وجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي"، مشددةً على "أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة، حفاظاً على سلامتهم".
في هذا السياق، أكّدت قيادة الجيش أنّ الوحدات العسكرية "تعمل باستمرار على إنجاز المسح الهندسي وفتح الطرقات ومعالجة الذخائر غير المنفجرة، وتُتابع الوضع العملاني بدقة، ولا سيما لناحية الخروقات المستمرة للاتفاق والاعتداءات على سيادة لبنان، إضافةً إلى تدمير البنية التحتية وعمليات نسف المنازل وحرقها في القرى الحدودية من جانب العدو الإسرائيلي".
كما يواصل الجيش "تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل"، بحسب بيان القيادة.
وأضافت قيادة الجيش اللبناني أنّه "حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو".
وبموجب الاتفاق المبرم بوساطة أميركية، يتوجب على الاحتلال الإسرائيلي سحب قواته خلال 60 يوماً، أي بحلول اليوم الموافق لـ26 كانون الثاني/يناير، وأن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة - "اليونيفيل".
لكن "إسرائيل"، واستمراراً لخرقها اتفاق وقف إطلاق النار وبغطاء وموافقة أميركية، أكدت، على لسان مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أنّ قواتها "لن تنسحب بالكامل من جنوبي لبنان، بعد انقضاء مهلة الأيام الـ60"، زاعمة أنّه "لم يتم تنفيذ الاتفاق بصورة كاملة من جانب الدولة اللبنانية".
وأعلنت الرئاسة اللبنانية، السبت، أنّ الرئيس جوزاف عون، أكّد للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ضرورة إلزام "إسرائيل" تطبيق الاتفاق "ووقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الأمر الذي سيعيق عودة الأهالي إلى مناطقهم".
بدوره، أكّد حزب الله، ليل الخميس، أنّ"أي تجاوز لمهلة الأيام الـ60، يُعَدّ تجاوزاً فاضحاً للاتفاق، وإمعاناً في الاعتداء على السيادة اللبنانية، ودخول الاحتلال فصلاً جديداً، يستوجب التعاطي معه من جانب الدولة، عبر كل الوسائل والأساليب، التي كفلتها المواثيق الدولية، لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن الاحتلال".
..................
انتهى / 232
تعليقك