٢١ مارس ٢٠٢٥ - ٠١:٢٢
أَقوالُ العلماءِ في بلاغةِ الإِمامِ أمير المؤمنين عليّ (ع)

قال الآلوسي : " هذا كتاب نهج البلاغة قد استودع من خطب الإمام عليّ بن أبي طالب (سلام الله عليّه) ما هو قبس من نور الكلام الإلهي وشمس تضيء بفصاحة المنطق النبوي ".

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ أقوال العلماء وكلماتهم في بلاغة الإمام أمير المؤمنين عليّ (عليّه السلام) كثيرة جداً، ولكي يقف القارئ على وجهة نظرهم بالنسبة إليه وإلى كلامه (عليّه السلام) فنحن نقتطف منها بعض العيِّنات من كلمات أقطاب الأدب في هذا المجال:

1. قال السيد الشريف الرضي: (كان أمير المؤمنين (عليّه السلام) مَشرَع الفصاحة وموردها، ومنشأ البلاغة ومولدها، ومنه ظهر مكنونها، وعنه اُخذت قوانينها، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ، ومع ذلك فقد سبق فقصّروا، وتقدّم وتأخّروا، لأن كلامه (عليّه السلام) الكلام الذي عليّه مسحة من العلم الإلهي، وفيه عبقة من الكلام النبوي ...)[1].

2. قال ابن أبي الحديد المعتزلي: (وإني لأطيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بكلام يدّل على أن طبعه مناسب لطباع الأسود ، ثم يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظة بكلام يدّل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان الذين لم يأكلوا لحماً ولم يريقوا دماً ، فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس ، وتارة يكون في صورة سقراط والمسيح بن مريم الإلهي ، واُقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة [2] منذ خمسين سنة وإلى الآن أكثر من ألف مرة ، ما قرأتها قط إلا وأحدثت عندي روعة وخوفاً وعظة ، أثّرت في قلبي وجيباً ، ولا تأملتها إلا تذكرت الموتى من أهلي وأقاربي وأرباب ودّي ، وخيّلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف الإمام (عليّه السلام) حاله)[3].

3. قال الجاحظ: قال سمعت النظَّام يقول: (عليّ بن أبي طالب (عليّه السلام) محنة للمتكلّم، إن وَفى حقّه غَلى، وإن بخسه حقّه أساء، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن، حادّة اللسان، صعبة التّرقّي إلا على الحاذق الزّكي) [4].

4. قال جبران خليل جبران: " إن عليّاً لمَن عمالقة الفكر والروح والبيان في كل زمان ومكان)[5].

5. قال ميخائيل نعيمة: " بطولات الإمام ما اقتصرت على ميادين الحرب، فقد كان بطلاً في صفاء بصيرته وطهارة وجدانه وسِحر بيانه ... "[6].

6. قال عامر الشعبي: " تكلّم أمير المؤمنين (عليّه السلام) بتسع كلمات إرتجلهن ارتجالاً فَقَأنَ عيون البلاغة، وأيتمن جواهر الحكمة ، وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهن ، ثلاث في المناجاة ، وثلاث منها في الحكمة ، وثلاث منها في الأدب .

فأما اللاتي في المناجاة ، فقال : إلهي كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً ، وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً ، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب، وأما اللاتي في الحكمة فقال : قيمة كل امرءٍ ما يحسنه ، وما هلك امرء عرف قدره ، والمرء مخبوء تحت لسانه، واللاتي في الأدب فقال : أمنن على من شئت تكن أميره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، وأحتج إلى من شئت تكن أسيره "[7].

أقوال العلماء في نهج البلاغة :

و أقوال العلماء والأدباء في خصوص نهج البلاغة وصحة انتساب ما فيه إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليّه السلام) فهي كثيرة أيضاً نُشير إلى بعضها .

1. قال العلامة السيد محسن الأمين : " إن نهج البلاغة مع صحة أسانيده في الكتب وجلالة قدر جامعه وعدالته ووثاقته ، لا يحتاج إلى شاهد على صحة نسبته إلى إمام الفصاحة والبلاغة ، بل له منهُ عليّه شاهد "[8].

2. قال الآلوسي : " هذا كتاب نهج البلاغة قد استودع من خطب الإمام عليّ بن أبي طالب (سلام الله عليّه) ما هو قبس من نور الكلام الإلهي وشمس تضيء بفصاحة المنطق النبوي " [9] .

3. قال محمد عبده : " جمع الكتاب ـ أي نهج البلاغة ـ ما يمكن أن يعرض الكاتب والخاطب من أغراض الكلام ، فيه الترغيب ، والتنفير ، والسياسات ، والجدليات ، والحقوق وأصول المدنية وقواعد العدالة ، والنصائح والمواعظ ، فلا يطلب الطالب طلبه إلا ويرى فيه أفضلها ، ولا تختلج فكرة إلا وجد فيه أكملها "[10].

4. قال أحمد حسن الزّيات المصري : " ولا نعلم بعد رسول الله (عليّه السلام) فيمن سلف وخلف أفصح من عليّ في المنطق ، ولا أبلّ منه ريقاً في الخطابة ، كان حكيماً تتفجر الحكمة من بيانه ، وخطيباً تتدفّق البلاغة على لسانه ، وواعظاً ملء السمع والقلب ، ومترسلاً بعيد غور الحجة ، ومتكلماً يضع لسانه حيث يشاء ، وهو بالإجماع أخطب المسلمين وإمام المنشئين ، وخُطبه في الحثّ على الجهاد ورسائله إلى معاوية ووصف الطاووس والخفاش والدنيا ، وعهده للأشتر النخعي إن صحَّ تعدّ من معجزات اللسان العربي وبدائع العقل البشري ، وما نظن ذلك قد تهيأ له إلا لشدة خلاطه الرسول ومرانه منذ الحداثة على الكتابة له والخطابة في سبيله "[11].

5. قال الشيخ محمد جواد مغنية: " إن كل كلمة من كلمات نهج البلاغة تعكس في وضوح روح الإمام وعلمه وعظمته في دينه وجميع صفات الجلال والكمال، ولو لم يحمل نهج البلاغة اسم الإمام ثم قرأه عارف بسيرته وشخصيته لا يتردد في القول بأنه كلام الإمام من ألفه إلى يائه " [12]

6. قال الأستاذ الهنداوي : " لا تكاد نرى كتاباً انفرد بقطعات مختلفة يجمعها سلك واحد من الشخصية الواحدة والأسلوب الواحد ، كما نراه في نهج البلاغة ، لذلك نقرر ونكرر أن النهج لا يمكن أن يكون إلا لشخص واحد نفخ فيه نفس واحد " [13]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] : يراجع مقدمة نهج البلاغة.

[2] : يعني الخطبة رقم: 216 من نهج البلاغة، والتي تبدأ بـ: " يا له مراماً ما أبعده ".

[3]: شرح نهج البلاغة: 11 / 150، للعلامة إبن أبي الحديد المعتزلي.

[4]: الإمام عليّ(ع) من حبه عنوان الصحيفة: 136، للشيخ أحمد الرحماني الهمداني، الطبعة الأولى سنة: 1417 هجرية، طهران/إيران

[5] : نفس المصدر

[6] : الإمام عليّ صوت العدالة الإنسانية : 1 / 22 .

[7] : سفينة البحار : 1 / 123 ، للمحدث الشيخ عباس القمِّي،نقلاً عن الإمام عليّ من حبه عنوان الصحيفة  : 140 ، الطبعة الأولى

[8] : أعيان الشيعة : 1 / 79 .

[9] : بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب : 3 / 180 ، عنه أعيان الشيعة : 1 / 78 .

[10] : يراجع : مقدمة نهج البلاغة للإمام محمد عبده، نقلاً عن : فضائل الإمام عليّ ، للعلامة الشيخ محمد جواد مغنية.

[11] : تاريخ الأدب العربي : 90 ، عنه أعيان الشيعة : 1 / 77 .

[12] : فضائل الإمام عليّ ، للعلامة الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ) : 72 .

[13] : مع الإمام عليّ : 200 ، نقلاً عن : فضائل الإمام عليّ : 72 .

........
انتهى/ 278
 

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha