وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أكد كمال شامي، المحلل في وكالة الأنباء البريطانية "فوتوبيلارز"، في إشارة إلى انتشار الشائعات حول وقوع "إبادة جماعية للمسيحيين في نيجيريا"، أن هذه المزاعم تصدر عن حركات معادية للإسلام في الولايات المتحدة وليس لها أساس حقيقي.
وأشار إلى أنه في السنوات الأخيرة، حاولت بعض الشخصيات الأمريكية اليمينية، ومنهم الرئيس دونالد ترامب والسيناتور الجمهوري تيد كروز، تبرير الضغوط السياسية والعقوبات الجديدة على الحكومة النيجيرية من خلال تقديم ادعاءات لا أساس لها من الصحة حول التهديد الذي تواجهه المسيحية في نيجيريا. وحسب قوله، فإن هذه المواقف تُطرح بهدف "تبرير التدخلات السياسية والاقتصادية في بلد غني بالموارد الطبيعية".
واستطرد المحلل في حديثه، مستشهدًا ببيانات المركز الأمريكي "ACLED"، ومؤكدًا أن الإحصاءات الحقيقية تُظهر أن ضحايا العنف في نيجيريا لا يقتصرون على طائفة دينية محددة. وأكد أنه وفقًا لتقارير هذه المؤسسة، كان عدد الهجمات ضد المسلمين بين عامي 2020 و2025 أعلى من الهجمات ضد المسيحيين، وأن معظم ضحايا الجماعات الإرهابية مثل "بوكو حرام" وتنظيم داعش كانوا من المسلمين النيجيريين.
وتتابع المذكرة بالقول إن الصراعات بين المجتمعات الريفية والرعاة تنبع أيضًا من نزاعات على موارد المياه والأراضي، وليس من أيديولوجية دينية.
وفي إشارة إلى سياسات الحكومة النيجيرية، أضاف الكاتب: "لقد أعادت حكومة بولا أحمد تينوبو بناء البنية الأمنية للبلاد من خلال تنفيذ عمليات عسكرية منسقة، وقضت حتى الآن على عشرات الآلاف من المسلحين أو نزعت سلاحهم".
كما رفض المحلل مزاعم ترامب ومساعديه، قائلاً إن الصورة التي تُقدمها نيجيريا كدولة معادية للدين "مشوهة وذات دوافع سياسية" ولا تتوافق مع حقيقة التركيبة الدينية للبلاد. وأشار إلى أن العديد من كبار المسؤولين في نيجيريا، بمن فيهم قادة الجيش وقوات الأمن وحتى السيدة الأولى في البلاد، مسيحيون.
وختم المذكرة بالتأكيد على أن استمرار نشر هذه الروايات الكاذبة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الانقسامات العرقية والدينية وتهديد الأمن القومي النيجيري.
كما أشار الشامي إلى أن مشاكل البلاد متجذرة في الفقر والانقسامات العرقية والإرهاب، وأن المجتمعين الإسلامي والمسيحي على حد سواء ضحايا لها. وحسب قوله، "يكمن الحل في الوحدة والإصلاحات الداخلية، وليس في تأجيج الروايات السياسية الكاذبة من الخارج".
تعليقك