وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ جاء في خطاب الأمين العام لحزب الله (المقاومة الاسلامية اللبنانية) بعض النقاط الرئيسية وردت في المصادر:
المقاومة «لن تسمح بنزع سلاحها» وستُخوض مواجهة «كربلائية» إذا اقتضى الأمر.
نزع السلاح يُعتبر تلبية لمطلب إسرائيل ووسيلة لتحقيق أهدافها.
التأكيد على «العهد»؛ العهد مع نصر الله، الالتزام بالمنهج الذي أسَّسه.
المقاومة تعافت جهادياً، وهي جاهزة لأي دفاع.
استذكار الانتصارات التي حققتها المسيرة: تحرير الجنوب، الجرود، معارك سابقة (1993، 1996، تموز 2006) وغيرها.
إشادة بالتضحيات والشهادة: الشهداء، المؤسسين، الشهيد هاشم صفي الدين، علي كركي، القادة الذين ارتقوا معه.
دعوة للسيادة الوطنية وإعادة الإعمار، منع بقاء إسرائيل، وتفعيل دور الدولة (الجيش اللبناني) مع مقاومة عتيدة.
انتقاد لجهود أو تصريحات دول أو جهات داخلية ترمي إلى نزع السلاح، وقيام مقاومة سياسية ضد ذلك.
الرسائل الأساسية (ما يقصد قوله ضمناً)
من الخطاب يمكن استخلاص عدة رسائل واضحة ومضمرة:
الثبات والتأكيد على الخيار العسكري/المقاوم
الخطاب يؤكد أن المقاومة ليست خيارًا مؤقتًا أو موقوفًا بل هي جزء جوهري من الهوية والاستراتيجية، ولا يُتخلى عنه حتى في أصعب الأوقات.
الشرعية الذاتية
مناسبة الذكرى تُستخدم لتعزيز شرعية المقاومة في نظر الحاضنين، أي أنها ليست بدعة بل استكمال لمسيرة قديمة (من عباس الموسوي إلى حسن نصرالله) لها جذور وأسس واضحة.
المواجهة الرمزية والسياسية
هناك محاولة لربط خطاب المقاومة ليس فقط بالعسكرة، بل بالمطالبة بالسيادة الوطنية، الدولة القوية، الجيش، الانتخابات، إعادة الإعمار. أي أنه خطاب ليس محصورًا في السلاح وحده بل لديه مطلب سياسي داخلي له أبعاد عديدة.
التعبئة الجماهيرية
إشارات إلى التشييع المليوني، حضور الناس، ترميم المنازل، الانتخابات المحلية، أراضي المقاومة كلها رسائل للتأكيد على أن الحزب ليس منعزلًا بل يحظى بدعم شعبي واسع، وله حضور ميداني وسياسي.
ربط المقاومة بالقضية الفلسطينية و«محور المقاومة» الإقليمي
خطاب الحزب لا ينظر إلى نفسه كفاعل لبناني فقط بل كجزء من معركة إقليمية أوسع، مرتبط بالقضية الفلسطينية والعالم الإسلامي والمقاوم، وهو ما يعطي مقاومته بعدًا أمميًا.
الرفض القاطع لضغوط داخلية وخارجية
هناك رفض واضح لأي محاولات لنزع السلاح، سواء كانت تأتي من الولايات المتحدة أو من جهات لبنانية، ومنشأة كأنها تحت شعارات وطنية. هذا ينمّي منطق الانكفاء السياسي أمام الضغط، ويُعلي من منطق العداء السياسي للدولة أو جهات داخلية ساعية إلى تقييد المقاومة.
الأسلوب البلاغي والدلالي
يستخدم خطابًا عاطفيًا قويًا: الكلمات مثل «شهيد»، «الروح حية»، «نورك ساطع»، «العهد»، «حمل الأمانة»، «التعافي الجهادي» كلها تُستعمل لإثارة الولاء، لإحياء الروح، ولترسيخ الانتماء.
المزج بين الرمزية الدينية (الشهادة، الدعاء، الاستشهاد، الطهارة) والرمزية الوطنية والسياسية لتعزيز مصداقية المقاومة ليس فقط كقوة عسكرية بل كقوة قيمة.
اسلوب المواجهة اللغوي واضح: التهديد بالمواجهة «الكربلائية»، استخدام كلمات مثل «لن نسمح»، «لن نتخلى»، «سنواجه».
استخدام الأمثلة التاريخية (حروب، تحرير الجنوب، الجرود) لإظهار امتداد القوة والتجربة؛ ربط الماضي بالحاضر، لخلق استمرارية استراتيجية.
دلالات وأبعاد سياقية
سياسات الضغط على حزب الله: الخطاب يستجيب لضغوط دولية (أمريكية) ومحلية لمطالب نزع السلاح، ويعمل على رفض هذه المطالب بشكل لا لبس فيه، مما يعكس تحوّلًا في الخطاب الرسمي ربما بعد تصاعد هذه الضغوط.
الهوية والتمايز: الخطاب يُعيد تأكيد الهوية الشيعية والمقاومة كمكون مركزي لها، لكنه يحرص أيضًا على جعلها «عابرة للطوائف»، أي محاولة لتوسيع القاعدة الشعبية أو التأييد خارج الطائفة الشيعية.
الدور الداخلي في لبنان: هناك دعوة لوحدة داخلية، لتطبيق اتفاق الطائف، لإلغاء القيد الطائفي، للانتخابات، لإعادة الإعمار. هذا يُظهر أن المقاومة ليست حلًا خارجيًا فقط بل لها تبعات ومسؤوليات داخل الدولة والمجتمع.
إعادة رسم التوازن القوي بعد الصدمة: استشهاد نصرالله يُعتبر صدمة محورية، والحديث عن «التعافي الجهادي» هو محاولة لطمأنة القاعدة بأن الصدمة لم تكن نهاية المسيرة، وأن الحزب قدر على استعادة المبادرة والثقة والقوة.
نقاط القوة ونقاط الاعتبار النقدي
نقاط القوة:
خطاب موحّد وقوي يجمع بين العاطفة والتعبئة السياسية، مما يجعله مؤثرًا على المستمعين والمناصرين.
وضوح المواقف السياسية والعسكرية، مما يقلّل من الغموض ويُظهر أن الحزب لديه استراتيجية مستقرة.
استخدام الرمزية الدينية والتاريخية لاستنطاق العواطف والولاء.
قدرة على التواصل الجماهيري من خلال استحضار الانتصارات والمواقف الشعبية.
نقاط الاعتبار أو التحديات:
إمكانية أن يُنظر إلى الخطاب من الخارج أو من خصوم الحزب كمجازفة تصعيدية، خاصة مع التهديد بـ «مواجهة كربلائية».
كيف يوازن الحزب بين رغبته في إطلاق مقاومة قوية وبين مصالح الدولة اللبنانية ككل، بما في ذلك الأضرار المحتملة الناتجة عن أي عمليات ردّ.
مدى قدرة المقاومة على التوسع السياسي الداخلي إذا ظلت الكثير من الممارسات تركز على الجانب العسكري، وهل ينعكس ذلك بشكل إيجابي على الخدمات والتنمية الداخلية.
التأثير على الاستقرار السياسي الداخلي، خصوصًا مع وجود ضغوط سياسية من أطراف لبنانية أو دولية تطالب بحصر السلاح بيد الدولة.
الخلاصة
يمكن القول إن خطاب الشيخ نعيم قاسم في هذه الذكرى السنوية الأولى:
رسالة تأكيد على استمرار المسيرة التي بدأها نصرالله، بعقيدة واضحة لا يُتنازل عنها
تكريس لمفهوم المقاومة كخيار حياتي وجودي، ليس فقط دفاعًا عسكريًا بل أيضًا سياسة، قيم، هوية
سعي لإعادة بناء الثقة الجماهيرية بعد استشهاد القيادة، وإظهار التزام الحزب بالمسؤوليات الداخلية (السيادة، إعادة الإعمار، الانتخابات)
مواجهة الخطابات المضادة داخليًا وخارجيًا بحزم وبلا مرونة تُفسر التنازل والآن
مذكرة موجزة تضع موقفًا سياسيًا أو مدنيًا بناءً على تحليل خطاب (الأمين قاسم)
تهدف إلى: استثمار نقاط الضعف، تحييد الانقسام، تقديم خطوات عملية مقبولة، وتقليل المخاطر:
في ضوء خطاب الشيخ نعيم قاسم بمناسبة الذكرى الأولى لاستشهاد السيد حسن نصرالله، والذي كرّس مواقف القوة والثبات، تتقدم هذه المذكرة برؤية موقف سياسي مدني يُوازن بين المبادئ الوطنية وضرورة الاستقرار، مستفيدًا من نقاط الضعف في الخطاب ومخاطره، مع اقتراح خطوات عملية.
الأهداف الاستراتيجية للموقف المقترح
تحييد الصراع الداخلي قدر الإمكان، لتجنّب الانجرار إلى معارك مفتوحة.
الإبقاء على الحوار والشرعية المؤسساتية كإطار رئيسي لأي تغيير.
استثمار الفراغات داخل الخطاب (مثل الوعود بالإعمار والدولة وغيرها) لدعم أجندة إصلاحية وطنية مشتركة.
تصعيد الوساطة والتقارب الإقليمي لتفكيك الضغوط الخارجية وتحويلها لفرص تفاوضية.
بلورة خطاب مواطني شامل، لا طائفي، يُخاطب كل اللبنانيين بمن فيهم من لا يؤيد الحزب أو يعارضه.
نقاط الارتكاز التي يمكن استثمارها من الخطاب
العنصر في الخطاب ملاحظات نقدية / ثغرات كيف يُمكن أن تُستثمر
التركيز على «إعادة الإعمار» ودور الدولةالخطاب يخلط بين المقاومة والإعمار، لكن لم يوضّح كيف تتكامل
طرح مبادرات مدنية مشتركة لإعادة الإعمار تحت إشراف مؤسسات الدولة، وربط هذا المطلب ببرامج شفافة
تشاركيّة الدعوة إلى «الجيش والدولة القوية»هناك تناقض ظاهري بين الحفاظ على سلاح موازٍ وبين تعزيز الدولة الموحدة
التأكيد أنّ أي إصلاح أو ضبط للسلاح يجب أن يبدأ بخطة شاملة لتقوية مؤسسات الدولة
الوعود بالمواجهة إذا اقتُضِي الأمرهذه التهديدات قد تُستخدم لابتزاز سياسي أو ردود عسكريةتوجيه دعوة ضاغطة للحوار الفوري والوساطة، وتحذير من خطورة التصعيد الداخلي
الهوية والمقاومة كقوة معنوية
الخطاب يستند كثيرًا إلى الرموز والمشاعر، وقد يغفل عن التفاصيل التنفيذية
طرح سياسات مواطنيّة (خدمات، تنمية، حقوق) تلائم آمال المواطنين بغض النظر عن الانتماء
صياغة الخطاب المقترَح للموقف
التمسّك بالسيادة والمؤسسات
نؤكّد على أن لبنان لكل اللبنانيين، وأن قرار السلاح والقرار الحربي يجب أن يكون محكومًا بالشرعية الدستورية.
لا مقايضة بين استقرار الدولة وبين أي فصيل يختزل نفسه كسيد القدر.
الرفض المنطقي للتصعيد
نرفض لغة التهديد بالمواجهة التي تجرّ المجتمع إلى حلبة لا حدود لها، وندعو إلى ضبط النفس والحوار.
التصعيد العسكري لا يخدم إلا الأطراف الخارجية، ويدمّر الداخل.
المطالبة بخارطة طريق واضحة
ندعو إلى خطة مرحلية متفق عليها وطنياً، تشمل:
خارطة زمنية لدمج المقاتلين في مؤسسات الأمن
ضمانات دولية لمراقبة التنفيذ
مصالحة مجتمعية وسياسية في المناطق المتأثرة
إشراك المجتمع المدني في المتابعة والرقابة
ربط الإصلاح بالمقاومة بحقوق المواطنين
أي مقاومة تبقى مقبولة فقط إذا كانت تراعي مصلحة الناس: إعادة الإعمار، تأمين المياه والكهرباء والتعليم.
لا تُركَن المقاومة إلى العباءة العسكرية فقط، بل تُترجَم إلى حياة كريمة.
مبادرات تقريب بين الفاعلين اللبنانيين
يتم فتح قنوات مع الأطراف الموالية للحزب وسواه، تحت إشراف جهات دولية محايدة، لإطلاق وساطة داخلية تُعالج الخلاف حول السلاح ضمن تفاهمات وطنية.
مخاطرة هذا الموقف وكيفية التخفيف منها
ملاحظةاتهام من أنتم معادون للمقاومةالتأكيد أن الموقف ليس معاداة للمقاومة، بل مع التزام المصلحة الوطنية العليااستخدم لغة تضمّنية ومحايدة تبتعد عن الشتائم والتجريح العجز عن تمرير المبادرات في المشهد الحالي
العمل التدرّجي: تبدأ بخطوات صغيرة محلية قابلة للتطبيق في المناطق الأكثر تضرّرًا لتكوّن نماذج نجاح تشجّع التوسع
التركيز على النتائج الملموسة يغلب على الشعاراتمواجهة قوة ميدانية إذا تصاعد الكلام
التفاوض على تأمين حماية مدنية للمبادرات، وإشراك جهات دولية لمراقبة أي خرق من أي طرفالمبادرة المدنية يجب أن تضمن سلامة من يُشارك فيها
د/حسن إبراهيم عبده
...............
انتهاء / 232
تعليقك