وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ أصدر المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بيانا بمناسبة شهري محرم وصفر الحسينيين لعام 1447 هـ والأحداث الأخيرة في المنطقة والعالم.
نص البيان على ما يلي:
بقلوب مليئة بالحزن والأسى من الأحداث الأليمة الأخيرة، وبروح ملحمية ومليئة بالأمل والبسالة، نبدأ هذا العام شهرى العزاء محرم وصفر، وها نحن نعيش فجيعة استشهاد آلاف الفلسطينيين واللبنانيين والإيرانيين، وخاصة عدد من أبرز القادة، ونخبة من العلماء، والناشطين الإعلاميين، بالإضافة إلى مجموعة من المدنيين العزل بما فيهم النساء والأطفال وكبار السن، جراء العدوان الصهيوني الإجرامي المشؤوم والذي كان بدعم دولي شامل؛ إذ نقدم التعازي لحلول شهر محرم الحرام وصفر باعتبارهما أيام العزاء والحزن والأسى لأهل البيت عليهم السلام، ونلفت الأنظار إلى نقاط مهمة، وهي:
إنّ تعاليم القرآن والعترة الطاهرة خاصة دروس نهضة شهادة الإمام الحسين (ع) وأنصاره الأفياء والتي كلها جهاد وتضحيات، فإن جميعها توجهنا إلى المزيد من الاهتمام لإنجازات الإلهية للمقاومة والدفاع المشروع عن أثمن القيم الدينية والمعنوية.
وعلى أثر مقاومة الشعب الفلسطيني واللبناني وشعوب المنطقة وصمودهم ردت إيران الإسلامية بشدة على معتدي الكيان الصهيوني مستلهمة من آيات الصبر والنصر في القرآن مقتدية بسيرة أهل البيت عليهم السلام؛ حتى أنه ووفقًا لاعترافات المصادر الإخبارية الغربية وحتى الصهيونية تم توجيه ضربات قاسية وغير قابلة للتعويض لهذا الكيان الغاصب.
إنّ مقاومة المظلومين في غزة ولبنان والمنطقة ضد جرائم الكيان الغاصب، تأتي في ظل الاقتداء الكامل بنهضة سيد الشهداء وأصحابه الأفياء عليهم السلام في كربلاء، وهي ناتجة عن الإيمان والشجاعة والإرادة والحرية وشجاعة الشعوب الإسلامية الكبرى في المنطقة فحسب.
إنّ الجرائم الوحشية والشنيعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني السفاح ضد الشعوب المظلومة والمدنيين العزل، وإن تسببت في خسائر فادحة، إلا أنها أدت إلى كسر هيمنة الاستكبار الخاوية والاستعراضات الإعلامية الكاذبة للكيان الصهيوني الغاصب من جهة، ومن جهة أخرى إلى ترابط القلوب ووحدة الأفكار وتماسك الإرادات وتناسق المعتقدات وتناغم فوق الديني بل الإنساني والفطري بين الشعوب الحرة والأحرار في جميع أنحاء العالم، كما قد ربطت الرأي العام لشعوب العالم مع صرخات وبيانات واحتجاجات وصراخ النخب والمفكرين والأساتذة والعلماء والأكاديميين والشخصيات البارزة من جميع دول العالم والأديان الإبراهيمية والمذاهب الإسلامية والفرق الشيعية وحتى المدارس البشرية، حيث أحدثت وحدة وتماسكاً وانسجاما ثمينة للغاية لحل أزمات العالم في المستقبل، وللتأثير في العالم الإسلامي، وطمس الاتجاهات الاستكبارية والصهيونية واللاإنسانية وحقوق الإنسان في عالم موحد ذي هدف واحد.
إذ يدين المجمع العالمي لأهل البيت علبهم السلام بشدة الاعتداءات والهجمات الوقحة للجبهة الصهيونية والاستكبارية، ويقدم خالص عزائه باستشهاد المسلمين من أهالي غزة ومحبي وأتباع أهل البيت (ع) في إيران، ويتمنى العزة والرفعة والاقتدار للمسلمين والمستضعفين في العالم، ويدعو جميع مصطحبيه، وخاصة أعضاء وممثلي ومبلغي مدرسة أهل البيت عليهم السلام إلى إقامة جميع برامجهم العلمية والثقافية والدينية والسياسية والاجتماعية والتربوية والإعلامية والافتراضية خلال أيام التبليغ القادمة في شهري محرم وصفر، بأسلوب التبين والتنوير لمختلف أبعاد نهضة الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره في عاشوراء، وضرورة مقاومة الظلم والعدوان، وانتصارات المسلمين الأخيرة في مواجهة الجبهتين الصهيونية والأمريكية وعملائهما، والتي تقوم على تعاليم عاشوراء الخالدة والثقافة الحسينية المنتصرة، وبما يتلائم مع الظروف الوطنية والإقليمية لتلك البلاد، وتوفير الأرضية اللازمة لنشرها إعلامياً على المستوى العالمي.
ويشدد على ضرورة التواصل وتبيين القضايا المتعلقة بالتطورات الأخيرة وأيضا الدفاع عن الحق والعدالة والمظلومين، من قِبل الأعضاء والمرتبطين بالمسؤولين ومن لهم دور هام في السياسة والمجتمع، والشخصيات البارزة، والعلماء والمفكرين، والمحامين، والجمعيات الثقافية والاجتماعية المؤثرة، والنخب، والأكاديميين، والنشطاء الإعلاميين ووسائل التواصل الاجتماعي في بلدانهم، على مختلف المستويات من خلال الحوار، واللقاءات، والمقالات، والبيانات، والمحاضرات، وما إلى ذلك؛ وهي متأسية ومقتدية بسيرة السيدة زينب الكبرى سلام الله عليها بعد واقعة الطف، حتى لا يُسمح لهذا الملحمة العظيمة، والقوية، والمنتصرة لأمتنا والعالم الإسلامي، أن تتعرض للتقليل من شأنها والتحريفات المتنوعة والروايات غير الصادقة.
وفضلا عن ذلك، فإن استخدام قابليات تجمعات المؤمنين والشخصيات البارزة في المراسيم الاجتماعية الكبرى لشهري محرم وصفر، وخاصة أيام عاشوراء والأربعين الحسيني، وكذلك مراسيم صلاة الجمعة والجماعة في العالم، والأهم من ذلك التظاهرات والمسيرات السلمية والقانونية، وهو طلب جاد وعاجل جداً في هذا المجال.
وفي الختام، نرى من واجبنا كمنظمة غير حكومية عالمية ومنتمية إلى أهل البيت، أن نعرب عن تقديرنا الخاص والصادق من أعماق قلوبنا لأجل هذه الجهود، والنداءات، والبيانات، والإدانات، والإسنادات، والتضامن، والدعم، والتجمعات والتظاهرات، والاحتجاجات، وأي نوع من الإجراءات الميدانية، والعملية والتنفيذية من قبل الحكومات، وكذلك النخب العلمية، الثقافية، والشخصيات المؤثرة في المجالات القانونية، والسياسية، والاجتماعية، وعلماء الدين، والمشايخ، والأساتذة، والعلماء، والطلاب في مختلف الدول، ونؤكد استمرار هذه الجهود القيمة لبناء الرأي العام العالمي وتبني مواقف لصالح المظلومين حتى تحقيق أهدافهم.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام
محرم الحرام عام 1447 هـ.
.........
انتهى/ 278
تعليقك