ابنا: يعيش من بقي في سكان قضاء تلعفر ذات الغالبية التركمانية الشيعية بمحافظة نينوى العراقية في مدينتهم بعد سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي عليها، في ظل ظروف صعبة، ونقص في الاحتياجات الأساسية، وزاد على ذلك ممارسات عناصر التنظيم، ورفضه خروج السكان، في خطوة يعتبرها البعض محاولة لاتخاذ سكان المدينة دروعا بشرية في حال استهدافها بعملية عسكرية.
ويقول «محمد غانم» أحد سكان المدينة الذي تمكن من الخروج من تلعفر، والوصول مع عائلته المكونة من زوجته، و6 بنات إلى مدينة كركوك: "إن حياة سكان تلعفر معرضة للخطر، إذ تدور حولهم الاشتباكات بين الجيش العراقي، ومقاتلي داعش".
وتحدث غانم عن ممارسات تنظيم داعش الإرهابي في تلعفر والقواعد الجديدة التي فرضها التنظيم، حيث طالب رجال الشرطة، والأمن وجميع العاملين في الحكومة بإعلان "التوبة" التي تتم عن طريق التعهد أمام أحد أمراء التنظيم بعدم العمل مرة أخرى لصالح الدولة العراقية، ويمنحه الأمير بعد ذلك بطاقة توبة، وقال محمد: "إن عناصر داعش طالبوني بالتوبة رغم أني لم أكن أعمل في الحكومة".
وأشار غانم إلى تزايد معدلات الوفاة في تلعفر نتيجة لتدهور الخدمات الصحية، وتحدث عن فرض داعش الحجاب على النساء، ومنع التدخين.
ويحكي غانم عن كيفية خروجه وأسرته من تلعفر، إذ سمح لهم القائمون على حاجز المدينة بالخروج منها بعد أن قال لهم: "إن زوجته المعلمة لابد أن تذهب إلى كركوك لاستلام راتبها، ولم يكن دخولهم إلى كركوك سهلا أيضا، إذ تنتظر آلاف العائلات على مدخل المدينة سماح قوات البيشمركة الكردية لهم بدخولها، ولا يُسمح عادة سوى بدخول من لديهم كفيل في المدينة، وهكذا سُمح لمحمد، وعائلته بالدخول لوجود أقرباء لهم يكفلونهم في المدينة".
بدوره قال عضو الهيئة التنفيذية في الجبهة التركمانية العراقية، ونائب رئيس مجلس محافظة نينوى العراقية «نورالدين قبلان» في تصريحات إن تنظيم داعش الإرهابي احتل المنازل التي تركها أصحابها في المدينة، حيث أسكن 200 من عناصر التنظيم عائلاتهم، التي استقدموها من سوريا في تلك المنازل، ومن بينها منزل قبلان كما حولوا بعضها إلى مخازن للسلاح، والمؤن، وقاموا بسرقة محتويات العديد من المحال التجارية.
وأوضح قبلان أن التنظيم اعتقل خلال الأسبوعين الماضيين 30 شخصا بينهم أفراد من الجيش، والشرطة، والسياسيين التركمان، ورؤساء العشائر، ولم يتمكن أحد من التواصل معهم منذ أن تم اعتقالهم.
وتمكن تنظيم داعش الإرهابي من فرض سيطرته على تلعفر في 16 حزيران/ يوينو الماضي، بعد معارك عنيفة استمرت عدة أيام، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة للسكان الشيعة باتجاه محافظات بغداد، وكربلاء، والنجف وأربيل، ودهوك، فيما تمكن سكانها السنة من العودة إلى القضاء في وقت لاحق، ويرغب كثير منهم في مغادرة تلعفر حاليا، إلا أن التنظيم الإرهابي يمنع معظم السكان من المغادرة.
ويعد قضاء تلعفر -التابع لمحافظة نينوى شمالي البلاد - أكبر قضاء في العراق، ويقطنه نحو 400 ألف نسمة غالبيتهم من التركمان الشيعة وكانت الحكومة العراقية، قد قررت تحويل قضاء تلعفر، إلى محافظة إلا أن أمر تحويله تأجل لأسباب سياسية.
.............
انتهى/212
يعيش من بقي في سكان قضاء تلعفر ذات الغالبية التركمانية الشيعية بمحافظة نينوى العراقية في مدينتهم بعد سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي عليها، في ظل ظروف صعبة، ونقص في الاحتياجات الأساسية، وزاد على ذلك ممارسات عناصر التنظيم، ورفضه خروج السكان، في خطوة يعتبرها البعض محاولة لاتخاذ سكان المدينة دروعا بشرية في حال استهدافها بعملية عسكرية.
٢١ سبتمبر ٢٠١٤ - ١٦:٠٤
رمز الخبر: 639190