وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ أبنا ــ صدر حديثًا عن المجمع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة الكتاب الثاني من سلسلة (يخشى).
وأشرف على الكتاب (الاستدلال القرآني في مرويات كتابَي التهذيب والاستبصار للشيخ الطوسي-قدس سره- دراسة تفسيرية) للباحثة الدكتورة زينب محمد كاظم، مركز الدراسات والبحوث القرآنية التابع للمجمع.
وتؤسس سلسلة (يخشى) لمشروع معرفي علمي يُعنى بنتاجات علمائنا الأعلام القرآنية، إذ تتجلى هذه العناية بأن يتغذى الجهد الأكاديمي المعاصر من تلك النتاجات بما يمتلكه من مناهج علمية حديثة وأدوات بحثية معاصرة توائم الفكر والحضارة المتجددة في عصرنا الحاضر.
ويهدف الكتاب إلى الاطلاع على كيفية الاستدلال من القرآن الكريم والتعضيد بمرويات أهل البيت (عليهم السلام)، ثم استنباط الحكم الشرعي، وقد بيّنت الباحثة الجهود التي بذلها الشيخ الطوسي (رحمه الله) في جمع تلك المرويات الشريفة ضمن كتابيه التهذيب والاستبصار.
وجاء ببيان الآية القرآنية فيهما من نص المعصوم (عليه السلام) على أنه مصدر أساسي لمعرفة معاني المفردات القرآنية، وبيان دلالاتها ومعرفة مصاديقها، وبيان أسباب نزول آياته وغيرها؛ إذ لا يمكن للفقيه والأصولي من استنباط الحكم الشرعي إلا بالولوج في غمار تفسيرها ومعرفة المراد منها.
وبيّنت الباحثة الدكتورة زينب محمد كاظم، أنّ قلة الروايات التفسيرية الصحيحة والحسنة والموثقة في هذين الكتابين، تدفع بالباحث إلى توثيق الروايات ولو إجمالًا؛ من أجل التثبت من صحة صدور الرواية عن المعصوم (عليه السلام)، ثم إمكان اعتماد مضمونها في تفسير النصوص القرآنية؛ لأنّه طريق مثبت لصحة صدورها عن المعصوم (عليه السلام)، بلحاظ كون العملية التفسيرية الرصينة لا تتم إلا بالاستعانة بالروايات المعتبرة ومن منهلها العذب.
وتعد هذه الدراسات استمرارًا لجهود المجمع العلمي للقرآن الكريم في إثراء ساحة الثقافة الدينية، ويعكس التزام العتبة العباسية المقدسة برعاية الثقافة الدينية ونشرها؛ من أجل إحياء التراث الإسلامي، وتعزيز التصدي العلمي والمعرفي لمواجهة التحديات الفكرية في كل أنحاء العالم.
.........
انتهى/ 278
تعليقك