14 نوفمبر 2025 - 09:47
مصدر: خاص أبنا
في حوار أجرته وكالة "إبنا" مع الفيلسوف الأمريكي: من «مدينا» إلى نيويورك؛ انهيار جدار الإسلاموفوبيا في أمريكا

قال البروفيسور تشارلز تاليافرو، الأستاذ البارز في الفلسفة في كلية "سانت أولاف"، في إشارته إلى موجة الدعاية المعادية للإسلام في الولايات المتحدة: "رغم استمرار بعض العناصر المعادية للإسلام في المجتمع الأمريكي، فإن هناك دلائل واضحة على بروز الاحترام والقبول المتبادل تجاه المسلمين، ويُعدّ فوز زهران ممداني في انتخابات بلدية نيويورك حدثًا مهمًا في مسار إضعاف خطاب الإسلاموفوبيا".

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ تحوّل تيار الإسلاموفوبيا، ولا سيّما بعد الحوادث الإرهابية في العقود الأخيرة، وبشكل خاص حادثة الحادي عشر من سبتمبر، في بعض المجتمعات الغربية إلى أداة لتحفيز الرأي العام، وتبرير السياسات التمييزية، وتعزيز الخطابات المتطرفة، وقد أصبح أحيانًا تمهيدًا لسياسات تتعارض مع مبادئ المساواة والحرية والعدالة.

في الولايات المتحدة أيضًا، أدّت موجة من الدعاية السلبية والنمط الإعلامي إلى تشويه الصورة الحقيقية للمسلمين. ومع ذلك، تُلاحظ في الطبقات الأعمق من المجتمع مؤشرات على حدوث تغيير: مشاركة المواطنين المسلمين في إدارة الشؤون الحضرية، ومساهمتهم في المجالات المدنية، وظهور شخصيات استطاعت أن تُحدث خرقًا في جدار انعدام الثقة، تُعدّ دلائل على نمو تدريجي في القبول والحوار بين الثقافات.

إن فوز ونجاح بعض شخصيات اسلامية في الانتخابات المحلية يُعدّ بحد ذاته دليلًا على تغيّر نظرة شريحة كبيرة من الرأي العام، وعلى الانحسار التدريجي لخطاب الإسلاموفوبيا على المستوى الاجتماعي.

أصبحت شخصيات مثل "إلهان عمر" (إحدى أول امرأتين مسلمتين تم انتخابهما لعضوية الكونغرس) و "زهران ممداني" رمزًا لجيل جديد من المسلمين الأمريكيين؛ جيلٍ لم يعد يقف في موقع الدفاع، بل يتبوأ موقع اتخاذ القرار.

في حوار مع "تشارلز تاليافرو"، الأستاذ المتميز في علم الكلام وفلسفة الدين في كلية سانت أولاف، تناولنا تأثير انتخاب زهران ممداني وتحدياته؛ مع الإشارة إلى أن ممداني مسلم على طريقته الخاصة!

تشارلز تاليافرو هو فيلسوف أمريكي وأستاذ متميّز في علم الكلام وفلسفة الدين في كلية سانت أولاف، وقد ألّف كتبًا من بينها كتاب «الحوار حول الله وفلسفة الدين».

في حواره مع وكالة الأنباء "إبنا"، أشار إلى تقرير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية بشأن موجة الدعاية المعادية للإسلام في مدينة نيويورك عقب إجراء انتخابات البلدية فيها، وعبّر عن وجهة نظره بهذا الخصوص.

دلائل احترام للاسلام در قلب آمریکا
لا يزال هناك في العديد من مناطق الولايات المتحدة عناصر معادية للإسلام، إلا أن بؤر الاحترام والكرامة كانت حاضرة على الدوام تقريبًا. 

فعلى سبيل المثال:
•مقاطعة مدينا (Medina County) في ولاية أوهايو الأمريكية استمدت اسمها من مدينة المدينة المنورة في السعودية.
•مدينة إلکادر (Elkader) في ولاية آيوا سُمّيت تيمّنًا بالقائد الجزائري عبد القادر الجزائري، المعروف بمقاومته للاستعمار الفرنسي.
•في ولاية مينيسوتا، التي أنتمي إليها، هناك قادة مدنيون مسلمون يشاركون بفعالية في الحياة العامة.

وفي هذا السياق، يُعدّ فوز زهران ممداني في انتخابات بلدية نيويورك، والذي حظي باهتمام واسع في جميع أنحاء أمريكا، حدثًا بالغ الأهمية في تفكيك خطاب الإسلاموفوبيا وتعزيز التعددية الثقافية والدينية.

من المرجّح أن يكون التحدي الأكبر الذي يواجهه هو تنفيذ وعده المساواة، إلى جانب مسألة ما إذا كان سيتمكن من تأمين تكاليف الإصلاحات الموعودة من خلال فرض الضرائب على الأفراد والشركات الثرية.

ردود الأفعال: من قلق الصهاينة إلى تهديدات ترامب
في معرض حديثه عن ردود فعل الصهاينة تجاه فوز زهران ممداني، ومحاولاتهم الترويج لفكرة أن مدينة نيويورك باتت غير آمنة لليهود والصهاينة بسبب فوز زهران ممداني، قال: "تُعرف نيويورك بنسبة عالية من السكان اليهود، وهي مشهورة بذلك، لكن ينبغي أن نُدرك أن ليس كل اليهود صهاينة يميلون الى الحكومة الإسرائيلية الحالية".

وأضاف: "بعض القادة اليهود عبّروا عن قلق عميق تجاه فوز ممداني، في حين أن آخرين هنّأوه على نجاحه، ما يعكس تنوّع المواقف داخل المجتمع اليهودي الأمريكي".

ترامب واستمرار سياسة الإسلاموفوبيا من قمة السلطة
في تقييمه لردّ فعل دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، تجاه فوز زهران ممداني وتهديده بخفض ميزانية البلدية، قال الأستاذ المتميّز في علم الكلام وفلسفة الدين: "إن ردود فعل ترامب وتهديداته كانت متوقعة تمامًا، ليس فقط من قِبل خبراء الثقافة السياسية، بل أيضًا من عامة الناس".

وأضاف: "الرئيس الأمريكي يُصرّح علنًا بأن من يعارضه يُعدّ عدوًا للولايات المتحدة، وقد دأب منذ عقود على استخدام الأخبار الزائفة والمضلّلة لإدانة منتقديه باعتبارهم معادين لأمريكا ومثيرين للفتنة".

وفي ختام حديثه، أشار إلى أنه "لا شك اليوم في أن ترامب سيظل يتمتع بسلطة قهرية لا منافس لها على الأقل لمدة عام آخر، حتى انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر 2026، لكن من المحتمل أن يتمكن الحزب الديمقراطي من استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ ومجلس النواب من الجمهوريين".

..................

انتهى / 232

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha