8 نوفمبر 2025 - 16:17
حادثة مسجد بابري تتكرر: جماعة هندوسية متطرفة تستهدف قبرًا مسلمًا في الهند

اندلعت التوترات هذا الأسبوع في شمال الهند بعد أن حاول أعضاء جماعة قومية هندوسية أداء طقوس دينية عند قبر إسلامي يعود تاريخه إلى قرون مضت، مما أثار مقارنات مع هدم مسجد بابري الذي أثار واحدة من أكثر الحلقات الطائفية عنفاً في تاريخ الهند الحديث.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ وقعت المواجهة عند ضريح نواب عبد الصمد، وهو نصب تذكاري يعود للقرن الثامن عشر في ولاية أوتار براديش، حيث وصلت مجموعة من النساء المرتبطات بمنظمة هندوسية يمينية إلى مهرجان ديف ديوالي الهندوسي وحاولن أداء طقوسهن الدينية، مدّعيات أن الضريح كان في السابق معبدًا للإلهة شيفا.

تدخلت الشرطة قبل بدء الطقوس، واعتقلت 20 مشاركة ووجّهت إليهن اتهامات.

ووفقًا للمسؤولين، تجاهلت المجموعة التحذيرات الإدارية وحاولت خرق الأمن في ما يُعتبر قانونيًا موقعًا تراثيًا محميًا.

وقال ضابط كبير: "حاولن أداء طقوسهن الدينية بالقوة وعرقلن عمل جهات إنفاذ القانون".

وأضاف: "تم تسجيل بلاغ لمنع أي تصعيد". وظهرت مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت النساء وهن يرددن شعارات هندوسية ويؤدين طقوس "آرتي" بجانب الضريح، وهي أفعال تُعتبر على نطاق واسع محاولات متعمدة لاستفزاز الجالية المسلمة. ووصف السكان المحليون الحادثة بأنها حملة منظمة، وليست فعلًا تعبديًا عفويًا.

أدان قادة المجتمع المسلم هذه المحاولة، معتبرينها جزءًا من نمط متزايد من الترهيب الديني في ظل حكومة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي الحاكم، والتي واجهت اتهامات متكررة بمحو التراث الإسلامي وإعادة تسمية المعالم الأثرية التي بناها المسلمون بمعابد هندوسية.

وقال مولانا أحمد قريشي، رجل دين من المنطقة: "يُعد ضريح نواب عبد الصمد جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الثقافي المشترك للهند. إن انتهاك مثل هذه المواقع يهدد كلاً من الإيمان والتراث". هذا ليس الهجوم الأول على الموقع. ففي أغسطس/آب 2025، أفادت التقارير أن حشودًا تابعة لمنظمات باجرانج دال، وفيشوا هندو باريشاد، وهندو ماهاسابها، قامت بتخريب المبنى، ورفع أعلام الزعفران - رمز التفوق الهندوسي - وأداء طقوس غير مصرح بها.

ويقول المحللون إن هذه الحوادث تعكس مشروعًا أيديولوجيًا أوسع لإعادة صياغة التراث الإسلامي للهند في إطار الأغلبية الهندوسية.

وقد اندلعت نزاعات مماثلة حول مسجد جيانفابي في فاراناسي ومسجد شاهي عيدجا في ماثورا، حيث تزعم الجماعات اليمينية أن معابد قديمة كانت قائمة ذات يوم هناك.

قال المؤرخ ظفر حسين: "تسير كل حلقة على نفس المنوال - عمل رمزي للاستيلاء على السلطة تحت ستار الإيمان".

وأضاف: "إنها محاولة لإعادة كتابة التاريخ، معلمًا تلو الآخر".

وقد عززت السلطات الإجراءات الأمنية حول الضريح، وحثت السكان على التزام الهدوء، محذرة من استمرار التوترات الطائفية.

ومع ذلك، يرى العديد من المراقبين أن الاستهداف المتكرر لمواقع التراث الإسلامي يشير إلى تآكل متفاقم في الإطار العلماني في الهند - إطار كان في السابق يعد بالمساواة بين جميع الأديان، ولكنه الآن يواجه اختبارًا صعبًا في ظل سياسات الإقصاء.

تعليقك

You are replying to: .
captcha