وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ اختُتمت أعمال مؤتمر “نداء الأقصى” الرابع في مدينة كربلاء المقدسة، بحضور عدد من الشخصيات البارزة الدينية والثقافية العربية والإسلامية والعالمية.
وقد شدّد المؤتمر في أعماله على دعم القضية الفلسطينية، وحمّل الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر، والمجتمع الدولي، مسؤولية العدوان والحصار على قطاع غزة. كما دعا الشعوب الحرة إلى مقاطعة الكيان الإسرائيلي، مؤكدًا أنّ المقاطعة ليست خيارًا ثانويًا، بل هي واجب إنساني وأخلاقي وديني.
وأشار عضو الهيئة الإسلامية الفلسطينية، الشيخ محمد قدورة، وهو من المشاركين في هذا المؤتمر، إلى أنّ مؤتمر “نداء الأقصى”، الذي عُقد للمرة الرابعة بمشاركة واسعة من أكثر من 170 شخصية عالمية، وممثلين عن أكثر من 70 دولة عبر مؤسسات وهيئات غير رسمية، يأتي في ظل تحديات خطيرة تمرّ بها المنطقة، وفي خضم مؤامرة دولية لتصفية القضية الفلسطينية، تشارك فيها أطراف أميركية وأوروبية، وللأسف، بعض الأنظمة العربية.
ويحمل هذا المؤتمر دلالات عميقة، إذ يُعيد توجيه البوصلة نحو فلسطين، ويؤكد بقاءها في صدارة القضايا المركزية. كما أنّ المشاركة الواسعة من وفود تمثل مختلف شعوب العالم تدلّ على أنّ الأمة لا تزال موحّدة حول قضيتها المقدسة، وأنّ الأحرار مستمرون في دعم فلسطين، كلٌّ بحسب إمكاناته، من الكلمة إلى الموقف والميدان.
وأضاف سماحته: “تُشكّل هذه الفعاليات مساحة مقاومة شعبية ووجدانية تُعيد الوعي الجماهيري، وهو ما لمسناه من خلال تفاعل الناس، خاصة خلال طريق المشاية، حيث عبّر كثيرون عن اعتزازهم بلقاء مشاركين من مختلف دول العالم. إنّ هذا التواصل الحيّ، وتبادل الخبرات والتنسيق، يعزّز وحدة الصفّ في مواجهة الظلم، ويُؤسس لشبكة دعم واسعة تخدم القضية الفلسطينية في مختلف الساحات”.
قضية الإمام الحسين (ع) تمثّل قضية إنسانية جامعة لكل الأحرار في العالم
وفيما يتعلّق بزيارة الشيخ قدورة لكربلاء المقدسة وسيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، ولا سيّما في أيام زيارة الأربعين، قال إنّ هذه زيارته الخامسة لفعاليات الأربعين، وكانت من أكثر السنوات تميزًا على الصعيد الشخصي، إذ أضفت المشاركة في فعالية “نداء الأقصى” بُعدًا إنسانيًا وإيمانيًا، تمثّل في خدمة زوّار الإمام الحسين (ع)، من خلال تقديم الطعام والشراب والرعاية اللازمة لتأمين راحتهم أثناء المسير. وقد تميزت هذه الزيارة بمشاعر المحبة والأخوة، حيث جسّدت قضية الإمام الحسين (ع) بُعدها العالمي، الذي يتجاوز الحدود المذهبية والدينية.
فقضية الإمام الحسين (ع) هي قضية إنسانية خالصة، حتى شخصيات كبرى كالمهاتما غاندي استلهمت منها معاني النضال والعدالة، إذ قال: “تعلّمت من الحسين كيف أكون مظلومًا فأنتصر”. فالحسين (ع) لم يخرج طلبًا لسلطة أو زعامة، بل نهض لإصلاح الأمة ورفض الظلم والفساد، وواجه الطغيان الذي مثّله يزيد بن معاوية.
وأضاف: “دماء الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه الذين استُشهدوا معه، بقيت شاهدة على أنّ الحق لا يموت، وأنّ كلّ ظالم سيسقط مهما طال الزمان. وقد عكست أجواء الأربعين هذا المعنى العميق، إذ لمسنا خلال المسير تفاؤلًا كبيرًا من مختلف الجنسيات، بأنّ النصر سيكون حليف هذا النهج”.
ورأى سماحته، أنه انطلاقًا من ذلك، فإنّ أي ثورة لا تستلهم مبادئها من ثورة الإمام الحسين (ع)، فهي ثورة محكومة بالفشل، لأنّ الحسين (ع) هو رمز الخير والحق، ويزيد هو عنوان الشر والظلم.
وقد كان لافتًا هذا العام الحضور المتنوّع في طريق المشاية، من المسلمين وغير المسلمين، ومن ديانات وطوائف مختلفة؛ فهناك مسيحيون يشاركون بصدق، وموحّدون دروز يتفاعلون بإخلاص. وهذا يؤكد أنّ قضية الإمام الحسين (ع) تتجاوز الأطر الدينية، وتمثّل قضية إنسانية جامعة لكل الأحرار في العالم.
.....................
انتهى / 323
تعليقك