4 أغسطس 2025 - 08:42
مصدر: أبنا
دور المرأة في الدبلوماسية الثقافية للزيارة الأربعينية: مقاربة دولية

لقد تحوّلت مسيرة الأربعين الحسينية، من مجرد طقس عبادي إلى حدث حضاري وعالمي يمتلك طاقات فريدة في مجال الدبلوماسية الثقافية. وفي هذا السياق، يبرز دور المرأة، خصوصاً الزائرات والخادمات والمبلغات والنشيطات الثقافيات، كعنصر محوري. يتناول هذا المقال، من خلال مقاربة دولية، دور النساء في ميدان الدبلوماسية الثقافية للأربعين. تشمل محاور البحث التحليل الميداني لمشاركة النساء من مختلف الدول، وأساليب التواصل بين الثقافات، وصناعة المحتوى، ومدى التأثير على المستوى العالمي.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ إنّ الأربعين ليست مجرّد مناسبة دينية شيعية، بل هي ساحة لظهور القوة الناعمة للإسلام. والدبلوماسية الثقافية، بصفتها أحد أركان هذه القوة، توفّر في سياق الأربعين فرصاً ثمينة للتبادل الثقافي، والتفاهم الدولي، والتأثير في الرأي العام العالمي. وفي هذا المجال، تستطيع النساء بما يحملنه من أدوار تواصلية وتربوية وثقافية، أن يكنّ فاعلات مؤثرات.

١. تعريف الدبلوماسية الثقافية وعلاقتها بالأربعين
الدبلوماسية الثقافية تعني استخدام الأدوات الثقافية لبناء علاقات مستدامة وشاملة بين الشعوب والثقافات. ومسيرة الأربعين تشكل ميداناً واسعاً لتفاعل ملايين الأفراد من عشرات الدول، من خلال اللغة، والفن، والأدب، واللباس، والسلوك، والخدمة، والمعتقدات الدينية.

٢. دور المرأة في تمثيل الهوية الثقافية الشيعية
النساء المشاركات في الأربعين هنّ حاملات لقيم وثقافة وأسلوب حياة شيعي. فالحجاب المحتشم، والمشاركة الفعالة، وتربية الأبناء، والسلوك الاجتماعي، وحتى تزيين المواكب، كلها وسائل تعبير ثقافي غير مباشر تواجهها الوفود الأجنبية. كثير من الزائرات الأجنبيات، خاصة المسلمات الجديدات أو غير المسلمات، يُعجبن بالنموذج الزينبي عند مشاهدتهن لهذه الأنماط.

٣. مشاركة النساء في إنتاج ونقل الروايات الثقافية
تقوم النساء من مختلف البلدان بنقل ثقافة الأربعين من خلال السرد الشخصي، إنتاج الفيديوهات، كتابة الذكريات، والنشاط على مواقع التواصل الاجتماعي. كما أن مشاركة النساء الصحفيات، وصانعات الوثائقيات، والباحثات، والشاعرات، والفنانات، والنشيطات الاجتماعيات، تترك صدىً واسعاً في المحافل الثقافية والإعلامية الدولية.

٤. مواكب النساء والتفاعلات بين الثقافات
في السنوات الأخيرة، ظهرت مواكب نسائية متخصصة، من بينها مواكب دولية للنساء، تقدم برامج متنوعة مثل تعليم القرآن، سيرة السيدة زينب (ع)، معارض ثقافية، ورش فنية، تعليم لغات، استشارات، وموائد حوار، لتصبح مراكز للتبادل الثقافي والديني بين الشعوب.

٥. أثر الدبلوماسية الثقافية النسوية على الصورة العالمية للإسلام الشيعي
في ظل تصاعد الإسلاموفوبيا من قبل الإعلام الغربي، تُمثّل المشاركة الهادئة، المحتشمة، والفاعلة للنساء المسلمات في الأربعين، صورة جديدة للمرأة المسلمة. فهي لا تظهر كضحية أو معزولة، بل كامرأة نشطة، مشاركة، وواعية بمسؤولياتها العالمية.

٦. الطاقات الحضارية وآفاق المستقبل
يمكن للنساء أن يسهمن في تطوير الدبلوماسية الثقافية الأربعينية عبر تشكيل شبكات ثقافية دولية، تأسيس مؤسسات أهلية، إنتاج محتوى بلغات متعددة، المشاركة في المؤتمرات العالمية، وإطلاق وسائل إعلامية متخصصة. وهذا المسار يمهّد لبناء حضارة معاصرة تقودها المرأة بنهج زينبي.

الخاتمة:
لقد أصبحت المرأة، خصوصاً في مسيرة الأربعين، فاعلة أساسية في ميدان الدبلوماسية الثقافية من خلال أدوارها المتعددة في الثقافة والتواصل والفن والتعليم. ويمكن، من خلال تفعيل هذه الطاقات على المستوى الدولي، تقديم صورة جديدة عن المرأة المسلمة والثقافة الشيعية، والإسهام في مواجهة خطاب الإسلاموفوبيا وتعزيز خطاب المقاومة الثقافية.

...............

انتهاء / 232

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha