وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الأربعاء

٢٩ نوفمبر ٢٠٢٣

١٢:٣٤:٤٨ م
1416006

آية الله رمضاني: السيدة الزهراء (ع) دافعت عن حقوق الولاية المفروضة حتى آخر لحظة عمرها / الصديقة الكبرى (ع) أسوة لجميع البشر

صرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن تربية الأولاد قضية تخصصية وعمل ثقيل وصعب، وقد خصت هذه الوظيفة بالأم، وأنّ السيدة الزهراء عليها السلام هي أفضل ما قامت بهذا العمل التربوي، كما أنها كانت أفضل المدربات.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ أقيم مجلس عزاء في ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، في مسجد "علي بن الحسين(ع)" في حي "ابوذر" بالعاصمة الايرانية طهران، حضره الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله الشيخ "رضا رمضاني"، وألقى كلمة بهذه المناسبة.

وفي هذه المراسيم صرح آية الله الشيخ "رضا رمضاني": إنّ السيدة الزهراء عليها السلام تحظى بمكانة رفيعة حتى أن الإمام المعصوم يقول إنها أسوة لنا.

وشدد سماحته على ضرورة الاقتداء بالسيدة الزهراء عليها السلام، وأضاف: إنها عليها السلام أسوة وقدوة للفتيات اللواتي يُردن أن يصبحن أمهات، وللزوجات اللواتي يُردن أن يصبحن زوجات طيبات، وقد بلغت عليها السلام درجة من القدر والمنزلة حتى أن كل الإنسان يمكن أن يقتدي بها، وأنها في الصفات الإنسانية كالعبادة والزهد، والشجاعة والحكمة والمعرفة أسوة للجميع.

وتحدث الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) عن فضائل الصديقة الطاهرة قائلا: إن السيدة الزهراء (ع) كانت بمثابة الأم لوالدها. نزلت الآية الشريفة: ﴿لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا﴾ فقالت فاطمة عليها السلام هِبْتُ رَسُولَ اَللَّهِ أَنْ أَقُولَ لَهُ يَا أَبَتِ فَكُنْتُ أَقُولُ يَا رَسُولَ الله َقَالَ يَا فَاطِمَةُ إِنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ فيك أَنْتِ مِنِّي وَ أَنَا مِنْكِ.

وتابع سماحته: ورد في رواية أن السيدة الزهراء (ع) عندما كانت تدخل على النبي (ع) يقوم إجلالا لها، وهذا الاحترام جاء لا إنها ابنته بل أنها من أولياء الله ولها مقام عظيم عند الله. فلم يقم لها فحسب بل كان يقبل يدها ويجلسها في مكانه، ويقول الإمام علي (ع) أنها لم تغضبه أبدا، ولم تعصه قط، وكان يزيل من الحزن برؤيتها.

وفي قسم آخر من كلمته صرح أستاذ السطوح العليا في الحوزة العلمية: كانت حياة السيدة الزهراء صلوات الله عليها مليئة بالمشكلات والمعانات، والمشهور أنها ولدت في السنة الخامسة من البعثة حيث  أن النبي كان يمر بأشد ظروف حياته، ولها من العمر ثلاث سنوات حيث فرض على النبي (ع) أن يعيش تلك الأيام الصعبة في شعب أبي طالب، ثم هاجرت إلى المدينة، وفي السنة الثانية بدأ أمر الجهاد ضد المشركين من قبل الله تبارك وتعالى، وفي السنة الثامنة فتحت مكة، وعاشت هذه السيدة أصعب أيام حياته عندما فارق أبوها الحياة في السنة العاشرة  من الهجرة؛ فانقطع الوحي والتحق النبي ذلك المظهر الإلهي إلى الرفيق الأعلى.

وفيما يرتبط بحياة السيدة الزهراء عليها السلام بعد رحيل أبيها النبي (ص) قال سماحته: إن أصعب فترة في حياة السيدة الزهراء (ع) كان بعد رحيل النبي (ص) حيث قضت 75 أو 95 يوما من عمرها في هذه الفترة، ورغم هذه الظروف لم تترك أمير المؤمنين (ع) في جميع الصعوبات.

وأشار آية الله رمضاني إلى هدوء وطمأنينة السيدة الزهراء عليها السلام في ظل العبودية لله تعالى، وأضاف: إن إحدى مشكلات البشر في الوقت الراهن أنهم أصيبوا بالكآبة وقلوبهم ميتة، ولا يمكن لهم أن يتمالكوا أنفسهم. أمسى الغرب اليوم يعاني من العبثية؛ إذ ليس الإنسان أي علاقة له مع عالم المعنى؛ لأن الإنسان خلق حتى يرتبط بعالم المعنى، وإذا انقطع الإنسان من عالم المعنى يشعر بالعبثية، فإن التوجه إلى عالم الملكوت والخلود هو الذي يفضي إلى الإنسان الهوية والمعنى، فالإنسان كائن معنوي وملكوتي، وقيمة الإنسان بهذه السمات والخصائص، وما إذا لم تكن هذه الخصائص يمسي الإنسان لا قيمة له، ولا يملك أي هدوء وطمأنينة.

وفيما يتعلق بأن واجب المرأة في البيت هو تربية الأولاد تابع سماحته: إن تربية الأولاد قضية تخصصية وعمل ثقيل وصعب، وقد خصت هذه الوظيفة بالأم، وأنّ السيدة الزهراء عليها السلام هي أفضل ما قامت بهذا العمل التربوي، كما أنها كانت أفضل المدربات، وقد قدمت صلوات الله عليها الحسن والحسين عليهم السلام إلى المجتمع، حيث يعد كل واحد منهم قدوة وأسوة يتأسى بهما.

وأشار سماحته أنه ورد في الروايات أن السيدة فاطمة عليها السلام هي ليلة القدر؛ إذ أن لها شخصية عظيمة، وأضاف: كانت إلى جانب ولي الله، ومن يصبح برفقة ولي الله عليه أن يتحلى بالصبر، وقد ورد عن الإمام الرضا عليه السلام ما مضمونه: من يصاحب ولي الله عليه أن يكون من أهل الصبر والمقاومة، فكانت صلوات الله عليها من أهل الصبر والمقاومة، وقد دافعت عن حقوق الولاية المفروضة حتى آخر لحظة من عمرها، بمختلف الأساليب وشتى الأشكال.

وفي الختام قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن الإيمان الحقيقي، والصفات الأخلاقية، ومعرفة الله تعالى صنعت من السيدة فاطمة عليها السلام شخصية يفتخر بها النبي (ص) ويقبل يدها، ومن جهة أخرى بلغت رتبة ودرجة أصبحت ولية شخصيات يعدون من الطيبين الطاهرين.

............

انتهى/ 278