ابنا: نشرت مجلة “نيويورك تايمز” الاميركية “مقالا بعنوان “كيف تدعم بعض اطراف الحكومة العراقة تنظيم “داعش”، وكتب المقال “آكي بريتز” وهو محلل سابق لشؤون مكافحة الارهاب في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية .
وذكر المقال أن “تنظيم “الدولة الاسلامية” كما يسميه الكاتب, يستخدم جميع أنواع الأموال لتعزيز سلطته على أمبراطوريته الارهابية – من خلال تهريب النفط، وفرض الضرائب على السكان المحليين، ونهب الكنوز الأثرية وفرض الفدية على الرهائن.
ولكن هناك مصدر واحد رئيسي للدخل الذي غالباً ما لم يتم ذكره ,يتعلق بالأموال المخصصة للموظفين والمتقاعدين في المناطق الخاضعه لسيطرة داعش!! وأشار المقال الى أنه “بالرغم من التقسيم الفعلي للبلد، فإن غالبية هؤلاء الموظفين يذهبون الى أعمالهم تماما كما كانوا يفعلوا في الماضي في العديد من المدن التي يسيطر عليها تنظيم ” داعش” وهذا ما يحدث في الموصل وصلاح الدين والفلوجه….!!
وعلى سبيل المثال، ذكر رئيس اللجنة المالية في مجلس محافظة نينوى، الذي اضطر الى الفرار عندما سيطر تنظيم “داعش” على المنطقة، أن بغداد أمنت نحو ١٣٠ مليون دولار شهرياً لدفع رواتب جميع العاملين في الموصل.
ويمكن أن نقدر أن الخزينة العراقية دفعت أكثر من مليار دولار لهؤلاء العمال منذ سقوط المدينة في حزيران الماضي!!! حيث يتم إرسال مبعوثين من المحافظات الى داخل الأراضي العراقية أو الكردية، ليجمعوا الرواتب ويعودون لتوزيعها !! وذكر المقال أن “الرحلات المكوكية التي يقوم بها أفراد موثوق بهم أصبحت روتينية في بعض الأماكن، وحتى على الخطوط الأمامية.
و في اشارة الى مثل هذه الممارسات، رأى ضابط عراقي متمركز في نقطة تفتيش عسكرية خارج الفلوجة أن “هناك نوع من التعايش الغريب بين داعش والسلطات الحكومية”!! واضاف المحلل : أن تنظيم “داعش” يستخلص دخلاً كبيراً من حركة نقل الاموال.
ووفقاً لتقديرات أحد الباحثين، يصادر تنظيم “داعش” ما يصل الى ٥٠ بالمئة من رواتب الموظفين والعمال!!! وبطبيعة الحال، يراقب التنظيم حركة توزيع الرواتب. مثلاً قد تم تعيين حارس داعشي للانتظار عودة الأفراد الذين ينقلون المال، من أجل الاستيلاء على المبالغ التقدية التي لم يطالب بها أحد، أي رواتب الموظفين الذين لم يظهروا على الساحة عند التوزيع”، متسائلا “لماذا تستمر بغداد في اتباع هذا النظام؟ مع أن معظم العاملين، من الطائفة الشيعية أو الطوائف الأخرى غير السنية، في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” إما قتلوا أو أجبروا على الفرار، تاركين وراءهم الموظفين السنة، وبعضهم قد يكون في الواقع متعاطف مع المتشددين”.
...............
انتهی/185