ابنا: تفيد مصادر مطلعة في صلاح الدين، إن " الجيش العراقي المسنود بطيران جوي كثيف، وبمساندة العشائر، صار قريباً بمسافة ستة كيلومترات عن مركز قضاء بيجي، الذي يضم أكبر مصافي النفط العراقية"، وتشير إلى أن "الجيش يحاصر تكريت من محاورها كافة".
وتتوقع تلك المصادر، أن "يتم تحرير المدينتين خلال الـ72 الساعة المقبلة"، وتبين أن "عناصر تنظيم داعش لجأوا إلى التنقل بالدراجات النارية بعد أن تعذر عليهم استعمال السيارات التي صارت مكشوفة أمام الضربات الجوية"، وتؤكد أن "قرى شمال تكريت شهدت هروباً كبيراً لعناصر داعش باتجاه الموصل".
وكما وأعلنت محافظة صلاح الدين الجمعة، (الـ17 من تشرين الأول 2014 الحالي)، عن تحرير منطقتين تقعان بين قضاء بيجي وتكريت، (170 كم شمال العاصمة بغداد).
وأكد مسؤول محلي، على أهمية "كسب ود" عشائر المناطق المحررة ضماناً لعدم عودة المسلحين إليها، بعد أن فقدوا "حواضنهم" بين السكان بسبب السلوك المتشدد والاعتداء على الممتلكات والأرواح.
من جانبه يقول أحد قادة الصحوات في صلاح الدين، ونس الجبارة، إن "العمليات العسكرية في مناطق شمال تكريت تتقدم بشكل كبير، وسط تعاون مثمر من سكان تلك البلدات".
ويبيّن أن "القطعات العسكرية صارت قريبة من قرى البو طعمة، والحجاج، الملاصقة لبعضها والقريبة من جنوب قضاء بيجي، كما أنها تقترب من مناطق المزرعة والبوجواري التي تبعد 6 كم فقط عن مركز مدينة بيجي".
يضيف الجبارة، الذي ينحدر من عشيرة اشتهرت في المحافظة بمقاتلة التكفيريين، لاسيما في ناحية العلم،(10 كم شرق مدينة تكريت)، التي تعد المعبر الوحيد أمام داعش باتجاه الموصل، أن "قضاء بيجي أكبر معاقل تنظيم داعش في صلاح الدين، وكان أول بؤر
التوتر قبل السيطرة على تكريت وباقي مناطق المحافظة".
ويؤكد المسؤول في الصحوات، أن "القطعات العسكرية تجاوزت، اليوم، قرى المحزم والحمرة، وصارت في آخر نقطة من القرية الأخيرة، وتحاصر تكريت من جوانبها كلها"، ويوضح أن "القوات الأمنية التي حررت القرى في شمال تكريت، التي هجرها معظم سكانها بعد
فرض داعش تعليماته التكفيرية والمنحرفة، تواجه مجموعة منازل مدمرة تابعة لمنتسبي الأجهزة الأمنية وشيوخ عشائر رفضوا الانصياع لأوامر التنظيم، حيث تم تفخيخها وهدمها بالكامل".
ويتابع الجبارة، أن "التقدم في شمال تكريت، أحدث إرباكاً واضحاً في تحركات داعش، إذ اضطرهم استعمال الدرجات النارية للتنقل لأن السيارات صارت هدفاً واضحاً لضربات طيران التحالف"، ويرى أن "زخم الهجمات التي كانت تطال مدنية الضلوعية، جنوب تكريت،
تراجع كثيراً".
إلى ذلك يقول عضو مجلس النواب عن محافظة صلاح الدين، عبد القهار السامرائي، إن "العمليات العسكرية بدأت من شمال تكريت، لوجود قوات أمنية كبيرة في تلك المنطقة قرب جامعة تكريت وقاعدة سبايكر"، ويشير إلى أن "العمليات تهدف إلى عزل تكريت وقطع
خط الامدادات الواصل إلى بيجي من المنطقة الشمالية المرتبطة مع الموصل والحدود السورية، التي تعد أكبر مصدر لتمويل داعش بالسلاح والعناصر".
ويكشف السامرائي، عن "مشاركة قيادتي عمليات صلاح الدين وشرطتها وقوات سوات، في تلك العمليات، بمساندة طيران التحالف الدولي"، ويرجح أن "تمهد عملية السيطرة على بيجي الطريق لتحرير مركز المحافظة من المسلحين".
بالمقابل يعزو رئيس كتلة صلاح الدين أولاً، في مجلس المحافظة، أحمد ناظم، تأخر القوات الأمنية في "تحرير" مناطق شمال تكريت، التي سقطت في(الـ11 من حزيران 2014)، بيد داعش، إلى "وجود عدد كبير من العبوات المزروعة في الطريق الواصلة إلى تلك
البلدات وتفخيخ المنازل، فضلاً عن الصدمة التي تعرض لها الجيش عقب سقوط الموصل، ما تطلب وقتاً لاستيعاب ما حدث وإعادة ترتيب صفوفه".
ويرى ناظم، الذي فجر المسلحون منزله مؤخراً في ناحية يثرب، جنوب تكريت، أن "التحدي وراء تحرير المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، يتمثل بكيفية المحافظة على ذلك التقدم ومنع التنظيم من العودة مرة أخرى"، ويؤكد أن "كسب ود العشائر التي صارت
ترفض وجود داعش في مناطقها، هو المفتاح السحري للحفاظ على الأمن في صلاح الدين".
ويوضح رئيس كتلة صلاح الدين أولاً، أن "مجلس محافظة صلاح الدين الذي يتكون من 29 عضواً ينتمون لعشائر مختلفة، يعملون على تقديم تطمينات للعشائر التي ينحدرون منها بشأن مستقبل مناطقهم، حيث تتخوف تلك العشائر من وجود بعض العناصر التي
دخلت إلى المحافظة بما يعرف باسم الحشد الشعبي، حيث يروج داعش ضدهم أخباراً كاذبة على أنهم يريدون تصفية السنة وسرقة أموالهم وهتك أعراضهم"، ويتابع أن "عناصر الحشد الشعبي مخلصة وتريد تحرير المدن من داعش ثم العودة من حيث جاءت".
ويدعو النائب إلى ضرورة " تشريع قانون يسمح بتطويع الشباب من سكان صلاح الدين والمناطق المضطربة بشكل رسمي ضمن جهاز تابع للدولة، وأن يعملوا بوضح النهار، لا أن يتحولوا إلى ميليشيات لحماية مدنهم".
...................
انتهى / 232
مصادر مطلعة تقول ان تكريت باتت محاصرة من كافة الجهات من قبل الجيش العراقي، فيما تشهد قرى شمال المدينة هروب جماعي لعناصر داعش .
١٩ أكتوبر ٢٠١٤ - ١٤:٠٢
رمز الخبر: 645393