وفقاً لما أفاته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال عالم الدين البحرين آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة صلاة الجمعة (2014/09/19) بجامع "الإمام الصادق (ع)" في "الدراز"إنه "لا حل في طرح لا يقنع أغلبية الشعب"، وذلك تعليقا على الوثيقة التي أعلن عنها ولي العهد البحريني «سلمان بن حمد آل خليفة» بوصفها حلا للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من 3 أعوام.
وأضاف آية الله قاسم "لا حل مع تحايل أو خداع"، مشددا على أن "الحل ليس في طرح يُجر الناس إليه جراً تحت التخدير والترعيب والدعاية المضللة".
وتابع أنه "لا حل في انتخابات طاردة للمترشح والناخب لأن المشاركة فيها تزيد من الخناق على المواطن وتشديد الطوق حول عنق الشعب"، مشيرا إلى أن "الحل في طرح صحيح ينال القناعة والرضا في أوساط الشعب، ويكون محل التوافق بين طرفي الخلاف الحقيقين الشعب والحكومة".
وأضاف "فهناك طروحات ليست للحل بل لتوفير مادة إعلامية تقابل ما يطالب به الشعب"، مشيراً إلى أن "أي شخصيات مؤثرة لهم نفوذ في أوساط المجتمع لا يمكن أن يُتلقى رأيهم بالتسليم إن خالف رأيهم رأي الشعب".
وبين آية الله الشيخ عيسى قاسم أن "الشعب قد قفز في وعيه السياسي قفزات هائلة على مستوى هذه المسائل"، مؤكدا أن "قوة السلطة التي فعلتها على مدى سنوات وإعلامها لم يستطع أن يغير من رأي الشعب، ولابيعة من هذا الشعب ولاتنازل عن إرادته لهذا أوذاك".
ودعا آية الله قاسم لانتخابات برلمانية عادلة وإلغاء مجلس الشورى الذي يعينه الملك (حمد بن عيسى آل خليفة) بصلاحيات تشريعية قائلا "الكل يتطلع إلى انتخابات عادلة منقذة ومصححة للأخطاء، ولا يلغي قيمة نتائجها الإيجابية مجلس شورى".
فيما يلي نص خطبة الجمعة الثانية لسماحته:
ديمقراطية الجميع أو البعض ؟
يتبنى الغرب الديمقراطية، وله تنظيره لها وهي من مقدساته المعلنة، ويبر العالم بها، وإعلامه يرفع رايتها، ويعدها مفخرة من مفاخره، ويتخذ ساسة الغرب الديمقراطية طريقاً للتدخل في شؤون البلاد الأخرى، وحتى غزوها والسيطرة عليها بحجة انقاذ الشعوب من شرور الدكتاتورية وانتهاك حقوق الإنسان وتهديد السلم العالمي وحماية الأقليات، وذلك حيث يريديون وتسمح لهم الظروف.
والديمقراطية فيما يطرح أؤلائك الساسة اليوم ليس نموذجا واحداً ولا على حد واحد، ولا بد فيها أن ينظر إلى كل قطر على حدة، وإلى كل شعب بمفرده، وما يناسبه من مستوى من مستويات الديمقراطية المتعددة، ولا يعطى أكثر من مستواه، وكثيرا ما تواجه الشعوب التي تطالب بالديمقراطية وتحكمها حكومات دكتاتورية والحكم الفردي من الحكومات الموالية للغرب، تواجه هذه الشعوب من الغربيين بأن هذه الشعوب لازال قاصرا بدرجة كبيرة عن مستوى الديمقراطيات المتقدمة، وعليها الصبر حتى تستكمل نضجها ورشدها، أما الشعوب الغربية فقد استكملت رشدها منذ زمن بعيد.
وأنت تجد أن الغرب يعادي أنظمة حكم متقدمة في ديمقراطيتها ويصر على محاربتها وينتقدها في لون ديمقراطيتها المتقدم، لأنه لم يأتي صورة طبق الأصل للديمقراطية الغربية القائمة على إنكار حق الله سبحانه، في التدخل في الشؤون الإختيارية لعباده، والقيم الأخلاقية الأصيلة العالية، مع ما عليه ذلك النموذج واللون (أي الذي تمارسه حكومات غير مرضي عنها من الغرب) من تفوق يوجه لها الغرب سهام نقده في حين أنه يدعم بقوة نظم حكم من النظم السياسية البالية، لأنها تقبل بتبعيتها له ويرى منها الاخلاص في خدمته.
وأكثر من ذلك أن ساسة الغرب الذين يرفعون شعار الديمقراطية في مواجهة الانظمة غير المنسجمة مع مصالحهم ويشنون حربا بإسم الدفاع عنها، يضغطون على الشعوب المحكومة لحكومات معادية للديمقراطية من أجل التفاعل مع هذه الحكومات والإنخراط ف يمشاريعها التي تكرس الحالة الدكتاتورية، وذلك حين تكون تلك الحكومات وجودها قائم في مصلحة الغرب، وسياساتها تصب في مصلحة الغرب.
نعم قد تسمع منهم كلام مجامل للمعارضة غير جاد وفيه تشجيع تعرف الحكومات المخاطبة به عدم جديته، يدعوها لتطوير الديمقراطية، وتضغط بمثل هذا الكلام أحيانا أخرى على هذه الحكومات وتصعد من نبرته ابتزازا لها ولحملها على إعطاء تنازلات أكبر لحساب المصالح الغربي، وشراء المزيد من الأسلحة تغذية لميزانيات الغرب.
قارن بين ديمقراطية الغرب المتلونة تلون الحرباء، والدعوة الكاذبة لم اهو ديمقراطية عندهم، وبين الإسلام الواحد بكل أهل الأرض، والذي يرى كل الناس بقيمة انسانية واحدة، تستحق الاسلام العظيم، وصدق الدعوة الاسلامية التي لا تفرق بين شعب وأخر، وأمة وأخرى، وترى الناس أمة واحدة يجمع الاسلام شتاتها ويضعها على طريق الغاية الواحدة، ويحكمها المنهج العادل الواحد، ولا يقيم حكومته من قومية معينة، ولا من عرق خاص أو ولون واحد.
المشكلة في البحرين بين الحل والتأزيم:
من أراد الحل فلا جبر أو إكراه.
لا حل مع تحايل أو خداع.
لا حل في طرح لا يملك أن يقنع أغلبية الشعب عن وعي واختيار.
لا حل في بقاء الوضع الذي خلق المشكل وفاقمه.
لا حل في إهمال مواضع الخلل الكبير فيم ايحكم العلاقة بين الشعب والسلطة.
الحل ليس في طرح يُُجر الناس إليه جراً تحت التخدير الوقتي والترهيب المرعب والدعاية المضللة.
ولا حل في انتخابات طاردة للمترشح والناخب لأن المشاركة فيها تزيد من خناقه وتشديد الطوق حول عنق الشعب.
الحل في طرح صريح ينال قناعة واسعة في أوساط الشعب، ويستطيع حصد عغالبية أصوات الناخبين، ويكون محل التوافق بين طرفي الخلاف الحقيقين الشعب والحكومة، فهناك طروحات ليست للحل وانما لتوفير مادة إعلامية تقابل ما يطالب به الشعب من حل يجسد حقيقة الحل وان سميت تلك الحلول المدعاة حلولا وسوقت لها دعاية إعلامية واسعة، وأحيطت بهالة من الخيال والسراب الكاذب، والوعود التي قد جرب الشعب مرارا أمثالها.
وأي شخصية مؤثرة، وأي مجموعة من الأشخاص لهم نفوذ في أوساط من أوساط المجتمع، لا يمكن أن يتلقى رأيهم وإن خالف رأيهم رأي غالبية الشعب بالتسليم الكامل على حد ما قد يحصل لدى الشعوب غير الناضجة، فالشعب قد قفز في وعيه السياسي قفزات واسعة وهائلة على مستوى مثل هذه المسائل.
ولا أحد يملك ما تملكه السلطة من وسائل الإكراه على رأي معين في حين أن قوة السلطة التي فعلتها لسنوات وإعلامها الواسع، لم يستطع أن يخلق القناعة التي تريدها عند الشعب، ولا بيعة من هذا الشعب بأي مؤسسة ولا أي شخص.
او مجموعة أشخاص من أبنائه على تنازله عن إرادته لإراة هذا أو ذاك، وتقديم رأيه على رأيه، ومتابعته فيما يسير إليه من قرار، وإن كان الشعب يميز بين رأي ورأي، ويقبل هذا الرأي عن وعي، ويرد ذلك الرأي عن وعي واختيار.
وكل الذين يخلصون لدينهم وشعبهم ووطنهم لايعيشون حالة تصلب ولاعناد لما يرون فيه حلاً عادلاً لأزمة هذا الوطن المعذب، والخروج به من عنق الزجاجة، والنفق المظلم، إلى سعة الأفق والفضاء الحر، والنور والهواء.
ولكنهم يأبون أن يرتكبوا وزر المشاركة في تمرير ما يكرس الظلم ويعقد الأزمة، وإن أعطي زوراً إسم الحل، ولا يبيحون لأنفسهم أن يخادعوا الشعب ويغالطوه.
الكل يتطلع إلى انتخابات عادلة منقذة، ومصححة للأوضاع، ولا يلغي قيمة نتائجها الإيجابية مجلس للشورى معين ينسف فاعلية تلك النتائج، أما مادون هذه الإنتخابات، أو مع مجلس معين يققضي على جدواها، فهي انتخابات لا دافع للشعب فيها، وإن تكثفت الدعاية الإعلامية الدافعة لها، وجمع لها الانصار من هنا وهناك، وشاركوا في الترويج لها عن قناعة أو غير قناعة، ولا أظن أن هذا خافٍ على سلطة أو شعب أو بعيد أو قريب.
ثاني مدن الخطايا:
المنامة وتعني هنا البحرين.. أصبحت من تقوى سياستها وحرص هذه السياسة على الاسلام، وشرف الشعب، وكرامة الوطن، ثاني مدن الخطايا في هذا العالم الواسع بكل ما يملئه من مفاسد وخطايا وموبقات.
نعم البحرين بلد الإيمان والعراقة الإيمانية والسمعة الحميدة والتاريخ النظيف والستر والعفة والاعتزاز بالأعراض، آل مآلها إلى هذا الحال، لأن تكون ثاني مدن الخطايا ليس في المحيط الأقليمي ولا العربي.. وإنما في العالم !!
سياسة يضج منها الشعب ويخزى بهذا اللون من نتائجها الوطن، وتفسد به أجيال ويعيب به الآخرون، ويكتب تاريخ مخجل من التاريخ القبيح، ليس لها أن ترفع رأسها ولا تدعي الأمانة ولا تتبجح بإنجاز، ولا تستمر على مكابرة الله ولا تأمن من عقابه، ولا تفاخر أحد في الأرض إلا واحدا من أصحاب هذه السياسة السوداء المدمرة، وحيث تصح المفاخرة بالقبيح والفساد.. وهل تصح هذه المفاخرة؟!.
مما يجعل البحرين ثاني مدن الخطايا ويبوأها هذا الموقع الخسيس وينحط بها إلى هذا الحد، في عالم لم يعد في كثير من بلدانه يُستقبح القبيح، ومع ذلك نكون ثاني مدن الخطايا !!.
لم يعد في كثير من البلدان يستقبح القبيح وينكر المنكر، وما يجعل البحرين كذلك هو المتاجرة المبالغة في الجنس، واللعب بقدر المرأة، والنظر إليها دمية نهبا لشهوات سقطة الرجال، وأطماع الطامعين في المال الحرام، وفاقدي الإنسانية والدين والضمير.
صححوا سياستكم، اقتبعوا جذور أنواع الفساد فيها، توضأوا عن خطاياكم، اغسلوا عن هذا البلد هذا العار الذي سببته له هذه السياسة، بنقلة هائلة إلى الخط الصحيح من الجذور..
...............
انتهى/212
«آية الله قاسم» يدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية عادلة في البحرين وإلغاء مجلس الشورى الذي يعينه الملك
دعا عالم الدين البحريني «آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» في خطبة صلاة الجمعة لانتخابات برلمانية عادلة وإلغاء مجلس الشورى الذي يعينه الملك (حمد بن عيسى آل خليفة) بصلاحيات تشريعية قائلا "الكل يتطلع إلى انتخابات عادلة منقذة ومصححة للأخطاء، ولا يلغي قيمة نتائجها الإيجابية مجلس شورى".
٢٠ سبتمبر ٢٠١٤ - ١٣:٤٩
رمز الخبر: 638919