وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال عالم الدين البحريني «آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» في خطبة صلاة الجمعة يوم (2014/06/20) بجامع "الإمام الصادق (ع)" في منطقة "الدراز" حول تأييد محكمة الاستئناف البحرينية بحل أعلى هيئة دينية للطائفة الشيعية في البلاد وهو "المجلس الإسلامي العلمائي" إن "تأييد هذه المحكمة للحكم الجائر بحلّ المجلس العلمائي وتصفية أمواله سياسيٌ جائرٌ جوَر الحكم الذي أيّده، هذا الحكم وألف حكمٍ لا يُوقف مسيرة الدين الحقّ، ولا يُعطل واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولن يطمس نور الله في الأرض، ولن يُقاوم صحوة الأمة".
وأضاف آية الله عيسى قاسم إن "العلماء باقون على وظيفتهم الشرعية، والحقُّ أعلى وأقوى من مثل هذه الأحكام والمحاولات اليائسة الفاشلة. وليُجهد المناهضون للدين الحقّ وصحوة الأمة، أنفسهم ماأمكنهم، وليستمروا في هذه المحاولات البائسة فإنهم لن يبلغوا تحقيق ما في صدورهم".
فيما أكد آية الله عيسى قاسم أن "المعارضة تريد أن تدخل المجلس النيابي وهي جادة في ذلك، لا تطلّعاً للدخول نفسه وإنما طلباً للاصلاح والدور الفاعل الإصلاحي ورعاية لمصلحة الشعب والوطن، وللخروج بالبلد من المحنة، وهذا الهدف لا يتم إلا في مجلس نيابي تحتفظ فيه المعارضة بالقدرة على الدور الفاعل المؤثر والمُترجم لوفائها بوعودها للشعب".
وفيما يلي نص الخطبة الثانية لسماحته:
أولاً: توبةٌ وتراحم
ما أكثر ما نقع في الذنب ومخالفة أمر الله ونهيه، وذلك انجذاباً للدنيا ومن ضعف في النفس أمام زينتها.
وأملُ الدنيا متعلقٌ بالوهم، ومَن تعلّق بالوهم خاسرٌ لا محالة، ومن كان ناظراً لا يُخطئ النظر في هذه الحقيقة، إنه لا يُخطئها إلا أعمى.
ولو كانت الدنيا تعطي سعادة فهي لا تدوم، ولا تدوم سعادتها على أن الدنيا لا تعطي سعادة حقيقية، وما خُلقت في نفسها لذلك، نعم هي خُلقت لسعادة في غيرها -السعادة الحقيقية في غيرها-.
تُعطي الدنيا، السعادة الحقيقة لمن تدبّر أمرها وعبد الله فيها لا لمن عبدها، ولو أمكنت السعادة في الدنيا من دون ذلك وكان على الإنسان أن يدفع ثمنها شقاء الأبد أو ما دون ذلك من عذاب الآخرة لكانت تلك السعادة شقاء، وكانت خسارا.
أمل الدنيا وتوهم السعادة الحقيقية فيها لابد أن نتخلى عنه ونتوب ممّا يوقعنا فيه من ذنوب إلى الله متابا.
والتوبة وهي واجبةٌ مطلقاً تشتدّ الحاجة إليها ممّن يريد أن يعظم ربحه من شهر رمضان وعطاءه الزكي الوفير، ومن التوبة أن نتوب إلى الله ونسأله المغفرة من قطيعة بيننا وضعف التراحم، والوهن في علاقاتنا وضياع يتيم أو محروم أو مشرّد أو السكوت على ظلم مظلوم نملك له نفعاً أو إنقاذ أبناء المجتمع من فشو باطل قائم في حياتنا، كل ذلك يجب أن نتوب عنه، كل ذلك سيئات وسيئات عظام تحرق دنيانا وآخرتنا ما لم نتخلص منها بتوبة نصوح.
علينا أن نقطع ألسنتا عن بعضنا البعض من أن ينال أحدنا أخاه بظلمٍ بكلمة سوء، وأن نصير إلى التلاقي بعد التباعد، وإلى التلاحم بعد التفكك، والتواصل بعد القطيعة، والوحدة بعد الفرقة.
ثانياً: محكمة الاستئناف والمجلس العلمائي
تأييد هذه المحكمة للحكم الجائر بحلّ المجلس العلمائي وتصفية أمواله سياسيٌ جائرٌ جوَر الحكم الذي أيّده.
هذا الحكم وألف حكمٍ لا يُوقف مسيرة الدين الحقّ، ولا يُعطل واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولن يطمس نور الله في الأرض، ولن يُقاوم صحوة الأمة.
والعلماء باقون على وظيفتهم الشرعية، والحقُّ أعلى وأقوى من مثل هذه الأحكام والمحاولات اليائسة الفاشلة.
وليُجهد المناهضون للدين الحقّ وصحوة الأمة، أنفسهم ماأمكنهم، وليستمروا في هذه المحاولات البائسة فإنهم لن يبلغوا تحقيق ما في صدورهم.
ثالثاً: المعارضة.. ما الذي أخرجها وما الذي يُدخلها؟
ما الذي أخرج المعارضة من المجلس النيابي كما سُميّ؟ أخرجها أن وجدت نفسها فيه وجوداً بلا وجود، وصوتاً ضائعاً في الهواء بلا أثر، وواجهةً يريد أن يتخذها الحكم وسيلة إعلامية للتضليل، وسلعةً لتسويق نفسه لدى دول العالم.
وَجدت نفسها وقد دخلت المجلس النيابي من أجل الدين والشعب أنه يُراد استعمالها ضد الدين وضد الشعب وظلمهما.
وجدت نفسها في مجلسٍ نيابي عن السلطة التنفيذية والحكم لا عن الشعب التي أقدمت على دخول المجلس من أجله.
إنه مجلسٌ صارت قوانينه وقراراته من إملاء السلطة و وفق ما تهوى، فهل من المستذوَق، من المعقول، مما يرضاه شريف لنفسه، مما يأذن به الدين، مما تقضي به مصلحة الشعب ومصلحة كل الوطن أن تدخل المعارضة من جديد مجلساً باسم المجلس النيابي من نفس التصميم وعلى حد الهندسة للمجلس القائم الآن والذي كفرت به، ولو أجري على هذا التصميم ألف تعديل شكلي وألف تغيير كاذب، لا يُغيّر من جوهره وجوهر صلاحياته ونوع إنتاجه وحقيقة ولائه للسلطة ومعاداته للشعب شيئاً.
قبيحٌ جداً من المعارضة أن تفعل بنفسها ذلك.
المعارضة تريد أن تدخل المجلس النيابي وهي جادة في ذلك، لا تطلّعاً للدخول نفسه وإنما طلباً للاصلاح والدور الفاعل الإصلاحي ورعاية لمصلحة الشعب والوطن، وللخروج بالبلد من المحنة، وهذا الهدف لا يتم إلا في مجلس نيابي تحتفظ فيه المعارضة بالقدرة على الدور الفاعل المؤثر والمُترجم لوفائها بوعودها للشعب.
اللهم صلِّ وسلّم وزد وبارك على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولأخواننا المؤمنين والمؤمنات جميعاً، وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم أرحم أمة الإسلام وأنصر المؤمنين في كل مكان، وأنقذ العراق مما يُراد به من سوء، وأنصر أهله من المؤمنين بنصرك، وأيدهم بتأييدك، وأعزهم بعزّك، وأدفع عنهم يا قوي يا عزيز، يا من هو بالمؤمنين رؤوف رحيم.
اللهم أرحم شهدائنا وموتانا، وفك أسرانا وسجنائنا، وأشف جرحانا ومرضانا، ورد غربائنا سالمين غانمين في عز وكرامة ونصر.
..................
انتهى/212