17 ديسمبر 2025 - 16:59
تدنيس القرآن يستخدم كدعاية انتخابية في الولايات المتحدة

تُسلط حوادث تدنيس القرآن الأخيرة من قبل مرشحي الانتخابات الأمريكية الضوء على اتجاه مقلق يتمثل في استغلال العداء الديني لتحقيق مكاسب سياسية. ويشير المحللون إلى جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل التي تُكافئ الخطاب المعادي للإسلام، وتُصوّر النضال الفلسطيني على أنه صراع حضاري.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ بعد أقل من خمسة أشهر من قيام المرشحة الجمهورية للكونغرس، فالنتينا غوميز، بحرق المصحف الشريف في تكساس في أغسطس الماضي ضمن حملتها الانتخابية، ظهرت حادثة أخرى. فقد وضع المرشح الأمريكي جيك لانغ نسخة من القرآن الكريم داخل فم خنزير في إعلان انتخابي. ويُطرح السؤال: لماذا يستخدم المرشحون في الولايات المتحدة الإساءة إلى القرآن الكريم كجزء من دعايتهم الانتخابية؟ في النظام السياسي الأمريكي، يعتمد العديد من المرشحين على دعم جماعات ضغط منظمة وذات نفوذ تدعم إسرائيل بقوة. وتكافئ هذه الجماعات المرشحين الذين يتبنون خطابًا عدائيًا ضد الإسلام. 

تعتبر هذه الأوساط المرشح الذي يُسيء إلى القرآن أو يُروّج لخطاب مُعادي للإسلام مؤهلاً للحصول على دعم مالي ولوجستي وإعلامي. تنظر هذه الجماعات إلى الإسلام باعتباره أساسًا للمقاومة الفلسطينية، وتُكافئ من يُظهر ولاءً لأجندتها بتأجيج العداء الديني، جاعلةً الهجمات على الإسلام شرطًا أساسيًا في المنافسة الانتخابية. إن الإساءة إلى القرآن لا تُفيد المرشحين انتخابيًا فحسب، بل تُحوّل العداء الديني إلى مكاسب سياسية ملموسة. وبذلك، يسعى المرشحون إلى إثبات ولائهم للمحور المؤيد لإسرائيل، وتعزيز الرواية التي تُصوّر الصراع الفلسطيني كصراع حضاري وديني، لا كصراع احتلال وحقوق، مُبرّرين بذلك سياسات إسرائيل العدوانية باعتبارها دفاعًا عن الغرب. إضافةً إلى ذلك، تسعى هذه الممارسات إلى كسر الخطوط الحمراء تدريجيًا، وتطبيع انتهاك المقدسات الإسلامية، واختبار ردود الفعل الدولية والإسلامية، واستكشاف حدود التسامح مع الخطاب العدائي المتزايد.

علاوة على ذلك، تتداخل هذه الأفعال مع جهود تشويه التضامن مع فلسطين، وتشويه صورة حركات المقاومة، وربط الإسلام بالعنف في الوعي الغربي. ونتيجة لذلك، يصبح الإساءة إلى القرآن أداةً ضمن منظومة ضغوط أوسع تهدف إلى تعزيز إسرائيل سياسياً وأخلاقياً، والترويج لروايتها في الولايات المتحدة، واستغلال الخوف والكراهية لتحقيق مكاسب انتخابية للمرشحين.

تعليقك

You are replying to: .
captcha