وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ قبل سنوات، انتشرت في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية ظاهرة المضائف العاشورائية التي تتمثّل في حواجز محبة تتوسط الطرقات وتوزّع الأطعمة والأشربة المختلفة على المارة، على حبّ الإمام الحسين وأهل بيته، تزامناً مع ذكرى ملحمة كربلاء.
ولكن فكرة أخرى لم تنفكّ تراود الأكاديمي والإعلامي أحمد ياسين، تتمحور حول الإفادة من فكرة العطاء والبذل الحسيني في مجالات أكثر اتساعاً من الطعام والشراب، حال دون تنفيذها في السنوات السابقة عدم وجود أرضية مناسبة، وفقاً لما أدلى به ياسين لنا.
ومع اقتراب شهر محرم هذا العام، وتحديداً قبل يومين من ابتدائه، عادت الفكرة بصورة أكثر إلحاحاً، فتحوّل إنشاء «مضيف علمي» إلى تحدٍّ بين ياسين وعدد من أصدقائه حول إمكانية تنفيذه في هذا الحيّز الزمني الضيّق.
ولأن الأصدقاء الذين جمعتهم الفكرة أكاديميون يتوزّعون على اختصاصات مختلفة، علمية وطبية وإعلامية وسياسية وثقافية، دخلت الفكرة سريعاً حيّز التنفيذ، ولم يعد ينقصها إلا تأمين المكان المناسب الذي تكفّل به رئيس بلدية الغبيري أحمد الخنسا، وفقاً لما أكده لنا أحد صنّاع مبادرة «مضيف الإمام الصادق العلمي» باقر كركي.
وتقوم الفكرة التي أخذت من عبارة للإمام الحسين يقول فيها «العلم لقاح المعرفة والتجارب زيادة في العقل» شعاراً لها، على تقديم استشارات مجانية ضمن مختلف الاختصاصات، وفقاً لبرنامج محدد مسبقاً، في إطار فردي يجمع بين «الخادم» وفقاً للتعريف المعتمد للمتخصّصين المتطوعين و«المستفيد من الخدمة»، ما يضمن حفظ الخصوصية أولاً، واقتصار النشاط على الهدف الذي أُنشِئ لأجله ثانياً، منعاً لتحوله إلى ما يشبه تظاهرة خطابية لا تقدم الفائدة المرجوّة، خصوصاً مع جاذبية بعض الأسماء المتطوّعة.
ياسين: كل فرد قادر على خدمة مجتمعه
صاحب فكرة المبادرة أحمد ياسين أكد في حديث معنا أنها تنطلق من الإيمان بقدرة كل فرد على خدمة مجتمعه في إطار ما يتقنه من عمل ويملكه من خبرات وعلوم، وعدم اقتصار البذل والعطاء على شكل واحد لتحقيق قدر أكبر من النفع للمجتمع، مؤكداً على أنّ المضيف فريد من حيث فكرته، وجمعه هذه المروحة من الاختصاصات المتنوعة.
كركي: «سنّة حسنة» و«صدقة جارية»
بدوره، أكد كركي أنّ عنوان الإطعام على حب الإمام الحسين يبقى أساسياً في هذه المناسبة العظيمة، ولكن المبالغة فيه تأتي من عدم التفكير في خيارات أخرى تتكامل وتتقاطع في سبيل خدمة المجتمع، مشيراً إلى أن هدف المبادرة تحقيق شيء من التنوّع ودفع الناس إلى التفكير في وظائف مختلفة وجديدة للمضائف الحسينية، آملاً أن يصبح هذا العمل صدقةً جارية وسنّةً حسنة قابلة للتوسع والتطور وأن يفتح الباب أمام مبادرات مشابهة، مذكراً بما بدأت به وما صارت إليه مبادرات أخرى مثل «الجبهة المجازية» و«نوادي القراءة» وغيرها.
برنامج النصف الأول من عاشوراء
وتضمّن برنامج اليوم الأول، الجمعة، استشارات قدّمها الخبير في تقنية المعلومات وائل كركي حول «الأمن المعلوماتي في العالم الرقمي»، والكاتب والباحث السياسي حسام مطر حول «منهجية البحث العلمي»، والباحث في العلاقات الدولية محمد حسن سويدان حول «استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الأبحاث».
أما اليوم الثاني فقد استهله باقر كركي باستشارات حول «العمل التطوعي والمهارات الكتابية»، وتلاه الباحث والأكاديمي علي أحمد حول «الإعلام الرقمي»، وعلي همدر حول «علوم البيانات والذكاء الاصطناعي».
وشهد اليوم الثالث استشارات للباحث السياسي علي مراد حول «تقنيات البحث في المصادر المفتوحة» وأحمد ياسين حول «الإعلام والبروباغندا السياسية». ويُستكمَل البرنامج اليوم الإثنين مع اختصاصية التغذية رشا ياسين (15,00 – 17,00)، ومهدي مقدّم الذي سيعالج موضوع «تصميم التطبيقات وريادة الأعمال» (17,00 - 19,00)، بينما يشهد يوم غدٍ الثلاثاء زحمة استشارات تُراوح بين «العلاج الانشغالي والاستشارات العصبية» مع مروى عاصي (15,00 - 17,00)، و«التربية والإرشاد الأسري» مع فاطمة نصر الله (17,00 - 19,00)، والمونتاج مع موسى نور الدين (17,00 - 19,00)، وطب الأسنان مع أحمد شومان (18,00 - 19,00).
تعليقك