١٤ أبريل ٢٠٢٥ - ١٨:١٢
العراق مرتاحة لمفاوضات عُمان: نحن أكثر المتضرّرين من التصعيد

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن المفاوضات تركّز على ملفات متعدّدة، من بينها البرنامج النووي الإيراني، وضمان أمن القوات الأميركية في العراق وسوريا، مقابل تخفيف العقوبات على طهران.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ـ استقبلت القوى السياسية العراقية المختلفة بارتياح جولة التفاوض الأميركي - الإيراني في سلطنة عمان، بأمل أن تنتهي بانفراج يُبعد شبح التصعيد عن الساحة العراقية. ويشير مصدر حكومي في حديث إلى "الأخبار" إلى أن بغداد لديها تواصل مع الطرفين وأكّدت دعمها لأي خطوة نحو السلام وعقد صلح بين طهران وواشنطن، لافتاً إلى أن رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، سيزور هذا الأسبوع سلطنة عمان.

ومنذ سنوات، شكّل العراق ساحة صراع غير مباشر بين إيران والولايات المتحدة، خاصة بعد اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي"، أبي مهدي المهندس، في بغداد مطلع عام 2020، وما تبعه من تصعيد وهجمات متبادلة. لكن في الأشهر الأخيرة، بدأت تظهر مؤشرات إلى رغبة متبادلة بتخفيف التوتر، بوساطة أطراف إقليمية، أبرزها سلطنة عُمان وقطر.

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن المفاوضات تركّز على ملفات متعدّدة، من بينها البرنامج النووي الإيراني، وضمان أمن القوات الأميركية في العراق وسوريا، مقابل تخفيف العقوبات على طهران.

اللافت أن غالبية الأطراف العراقية، حتى تلك المحسوبة على طهران أو واشنطن، أبدت ترحيباً بالتقارب المحتمل، مدفوعة بالرغبة في تجنيب العراق موجات جديدة من التصعيد. ويرى مراقبون أن استقرار العلاقة الإيرانية - الأميركية ينعكس مباشرة على الأمن في العراق، ويمنح الحكومة هامشاً أوسع للتحرّك داخلياً، بعيداً عن الضغوط والاصطفافات الدولية.

من جهة طهران، يُعد العراق عمقاً استراتيجياً سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وساحة حيوية لنفوذها في الشرق الأوسط، سواء عبر العلاقات السياسية أو الدعم المباشر للفصائل المسلحة. وفي هذا السياق، يرى عضو المكتب السياسي لحركة "النجباء"، مهدي الكعبي، أن وقوع حرب بين الولايات المتحدة وإيران سيؤثّر على المنطقة والعراق تحديداً، كونه دولة مجاورة، لها حدود طويلة مع إيران، مبيّناً في تصريح لـ "الأخبار" أن "من مصلحة العراق أن تنجح تلك المفاوضات لما تمثّله من انعطافة مهمة للتهدئة وإبعاد الصراع".

ويضيف أنه "إذا كان هناك توافق وتواصل وحسن ظن بين تلك الأطراف، سيكون هناك استقرار وابتعاد عن الحرب التي، إن وقعت، فستدمّر المنطقة لما لها من تداعيات خطيرة".

أما بالنسبة إلى واشنطن، فالعراق يمثّل ساحة استراتيجية لاحتواء التمدّد الإيراني، ومركزاً لوجستياً هاماً لمصالحها، ما يعني أن نجاح المفاوضات سيجعل قواتها ومنشآتها في مأمن. ويرى أستاذ العلاقات الدولية، علي الشمري، أن "نجاح المفاوضات من شأنه أن يخلق بيئة أكثر استقراراً في العراق، ويقلّل من وتيرة الهجمات على المصالح الأميركية، ويحدّ من التوتر الداخلي بين القوى الموالية لمحاور إقليمية متضادّة". كما يتوقّع أن يفتح الباب أمام مزيد من الاستثمارات الدولية، في حال شعر الشركاء الدوليون بأن البلاد تسير نحو الاستقرار.

بدوره، يؤكّد الفريق الركن المتقاعد، عماد الزهيري أن العراق سلك كل قنوات التهدئة والتصعيد والابتعاد عن سياسة المحاور ونأى بنفسه عن لغة الحروب.

ويضيف أن "المفاوضات الإيرانية - الأميركية ستؤثّر ليس فقط على العراق وإنما على المنطقة عموماً، وسيكون لنجاحها أثر كبير على العراق". ويتابع أن "المفاوضات جاءت بعد أن أدركت جميع الأطراف أن الحروب لا فائدة منها وأن التصعيد سيسبّب خسارة للجميع. ولذا العراق يأمل أن تنعكس المفاوضات خيراً عليه ويعود إلى مكانته القوية من خلال حكومته وأجهزته الأمنية القوية".

ويريد أن تؤسّس التفاهمات الإيرانية - الأميركية لمرحلة جديدة من التوازن، تُخرج العراق من موقع ساحة التصفية، إلى مساحة التهدئة، وتمنحه فرصة حقيقية لبناء سيادته بمعزل عن التجاذبات الدولية.

لكن في المقابل، تحذّر مصادر من أن أي تهدئة قد تكون مؤقّتة، وقابلة للانهيار في حال تغيّرت حسابات أحد الطرفين أو تصاعدت الضغوط من الداخل. ولهذا شدّد السوداني خلال تواصله مع قادة "الإطار التنسيقي" على التزام الفصائل الصمت، وفق تلك المصادر.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha