وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــدعا رئيس الوزراء العراقي الأسبق، عادل عبد المهدي، الثلاثاء، إلى توحيد ساحات المقاومة في جميع الدول لمواجهة العدوان الإسرائيلي، مشيراً أيضاً إلى أهمية فكّ الحصار المفروض على اليمن.
وفيما أكد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لن تلتزم بالمفاوضات في فلسطين، اعتبر أن اتفاقية «سايكس بيكو» لتقسيم حدود الدول العربية، قد كُسرت.
وذكر في سلسلة مقابلات أجراها مع محطّات محلّية تابعة للفصائل العراقية المسلحة، أثناء وجوده في العاصمة اليمنية صنعاء منذ أيام، أن «عملية طوفان الأقصى كانت الهجوم الأساس الذي قادته جبهة محور المقاومة ضد العدو الصهيوني»، معتبراً أن «حركة «حماس» كان همها حماية الشعب الفلسطيني عبر عملية طوفان الأقصى».
وأشار إلى أن «العدو لم يحقق أيّاً من أهدافه في عدوانه على غزة ولبنان، ولا حتى عندما قُدمت له بعض التنازلات»، مبيناً أن «الكيان الصهيوني لم ولن يلتزم بأي مفاوضات أو اتفاقات دولية، وهو اليوم يعيش في حالة من الخوف والعزلة، ومنبوذ على مستوى شعوبه وحتى في العالم».
ووفق عبد المهدي فإن «العدو الصهيوني لم يتمكن من التقدم شبراً واحداً في الجنوب اللبناني، حتى بعد استشهاد السيد حسن نصر الله»، مؤكداً أن «ما يطور المقاومة ويزيد من قوتها هو تهديدات العدو وطيشه ومغامراته، إلى جانب رفضه الاعتراف بالهزيمة والخسارة».
وأفاد بأن «هناك منظومة جديدة في المنطقة والإقليم تعمل لصالح شعوب هذه المنطقة»، لافتا إلى أن «الحدود التي وضعها (سايكس بيكو) بين دولنا العربية والإقليمية التي قيدتنا لفترات طويلة، قد كسرت الآن، والغرب هو من كسرها».
وأضاف أن «كل ما يتحدث به نتنياهو عن شرق أوسط جديد تكون إسرائيل فيه مدللة ومحمية، غير صحيح، والكيان الإسرائيلي سيدفع ثمن غلوه وعدم اعترافه بهزائمه، وسيكون هذا الثمن في صالح محور المقاومة والشعوب العربية».
رئيس الوزراء العراقي الأسبق رأى أن «نيران المعركة بين جبهات محور المقاومة والكيان الإسرائيلي ستصهر الكثير من التناقضات الموجودة»، مؤكدا أن «محور المقاومة سيتوسع وينتشر شاء العدو أو لم يشأ».
ووفق عبد المهدي فإنه كان عازماً منذ فترة طويلة على زيارة اليمن. وأضاف: «قد تواصلنا بشكل مستمر مع الإخوة القيادات هناك، حتى جاءت دعوتنا للمشاركة في المؤتمر الخاص بفلسطين فرصة مناسبة لتحقيق هذه الزيارة».
وفي حديثه عن الوضع في صنعاء، استدرك قائلاً: «وجدت العاصمة رائعة، على عكس الصورة المغلوطة والوهمية التي تبثها وسائل الإعلام المعادية، والتي تسعى إلى تشويه الواقع الحقيقي. ورغم وجود بعض الصعوبات، فإن الناس هنا يعيشون حياتهم بشكل طبيعي».
وخلال لقائه عدداً من قيادات حركة «أنصار الله» وكبار المسؤولين في الحكومة في صنعاء، شدد عبد المهدي على أهمية توحيد جهود دول «محور المقاومة»، وزاد: «يجب أن تتوحد ساحات المقاومة في مختلف الدول، فالمقاومة ليست هواية، بل هي رد فعل ضروري لوجود عدو يتطلب مواجهته».
وأوضح أن «اليمن يبذل جهودًا جبارة في دعم الشعب الفلسطيني، من خلال الهجمات الصاروخية التي تؤلم العدو الصهيوني وتؤكد وقوفه ضمن محور المقاومة».
وقال إن «فك الحصار عن اليمن ليس مسؤولية اليمنيين وحدهم، بل هو واجب على كل أحرار الأمة، وهو ما جئنا اليوم من أجله»، مؤكدا أن «اليمن لم يتراجع في إسناد الشعب الفلسطيني وتحدى الاسطول البحري الأمريكي، ويضغط الآن على الداخل الصهيوني من خلال الهجمات الصاروخية».
ولفت إلى أن «المقاومة تتصاعد في كل جولة مع العدو، وعلى محور المقاومة إدامة قواته وعليه حماية أصوله والابتعاد عن المغامرات»، معتبراً أن «الجانب الإيجابي في قوة الحشد وقوة روح المقاومة في العراق الآن أكبر من الجانب السلبي».
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء العراقي الأسبق، الذي ترك منصبه على إثر ضغط احتجاجات أكتوبر 2019، متزامنة مع معلومات أوردها الوزير السابق، زعيم تحالف «مستقبل العراق»، باقر الزبيدي، بشأن وجود محاولات لإعادة إحياء تنظيم «القاعدة» في اليمن، لإشغال «الحوثيين» عن مواجهة العدو الإسرائيلي.
الزبيدي قال في بيان صحافي إنه «منذ عام اختار تنظيم «القاعدة» في اليمن الإرهابي اليمني سعد عاطف العتيقي العولقي زعيما له، خلفا لخالد باطرفي، ومنذ ذلك التاريخ يعمل التنظيم على حشد موارده وتطوير قدراته وسط انشغال العالم بأحداث أخرى». وأضاف: «سعد العولقي استغل منذ توليه قيادة تنظيم «القاعدة» فتور شعار محاربة الإرهاب، وعقد عددا من الاتفاقات مع قبائل يمنية، كما أعاد التنظيم دمج عناصر زعيمه السابق خالد باطرفي مع تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب، الذي يتراوح بين 2000 و3000 مقاتل أغلبهم خبراء في المتفجرات والطائرات المسيرة».
وأشار إلى إن «العولقي عمل على إقامة علاقات وثيقة مع اثنين من قدامى المحاربين في تنظيم القاعدة، هما إبراهيم القوصي المعروف باسم خبيب السوداني الجنسية، وإبراهيم البنا مصري الجنسية، وهما يتمتعان بثقل كبير داخل التنظيم»، معتبراً إن «خطوة العولقي تهدف إلى تولي زعامة التنظيم بشكل كامل، وهو أمر ممكن حاليا مع اختفاء القيادات القديمة للتنظيم».
وأكد أن «القاعدة نجحت في تنفيذ 40 عملا إرهابيا خلال النصف الأول من العام الماضي، وكلها كانت داخل اليمن، وهو تغيير كبير في استراتيجية التنظيم الذي طالما كان يستهدف العدو البعيد»، موضحا أن «الفكرة من إعادة إحياء القاعدة ترتكز على خلق عدو يواجه الحوثيين ويشغلهم عن مواجهة الكيان الغاصب، وهو هدف يعمل عليه عدد من الدول في المنطقة»، على حدّ وصفه.
تعليقك