٢٨ مارس ٢٠٢٥ - ١٥:٥١
العبودي: يوم القدس العالمي هو الأساس المتين الذي سيحرر فلسطين من الأرهاب الصهيوني

قال الكاتب العراقي "قاسم سلمان العبودي": نرى بأن نداء يوم القدس العالمي هو الأساس المتين الذي سيحرر فلسطين من الأرهاب الصهيوني، وربما سيكون الأحتفال القادم في يوم القدس في فلسطين بعد أن تتحرر من نير الأستكبار العالمي.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ عندما أطلق الأمام الخميني رضوان الله عليه عام 1979 نداء يوم القدس كانت فلسطين مجرد بلد محتل من قبل الأرهاب العالمي متمثلاً بالصهاينة.
كانت فكرة الاحتلال راسخة في مفهوم القيادات العربية والإسلامية، وأصبحت فلسطين بلد محتل ولا تستطيع تلك الدول القيام بأي جهد لتحرير فلسطين سوى تقديم بعض المساعدات الإنسانية وبموافقة الأحتلال الصهيوني.
لكن نداء الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك وأعتبار هذا اليوم المبارك في هذا الشهر المبارك يوماً عالمياً للقدس غير الموازيين الدولية في منطقة الشرق الأوسط .
حوّل نداء يوم القدس العالمي الإنتفاضة الفلسطينية من مجرد ثورة مسيرات ومظاهرات وشعارات الى ثورة سلاح بمواجهة الأحتلال الصهيوني.
أخذت الإنتفاضة الفلسطينية بعداً آخر قلب موازين القوى العسكرية. وكان خلف تلك الثورة الباسلة تقف جمهورية أيران الأسلامية بكل شجاعة.
وقد تعرضت الجمهورية الاسلامية في إيران الى شتى صنوف الحروب العسكرية والناعمة، فضلاً عن الحصار الأقتصادي الخانق الذي شنه الغرب على ايران بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه أيران للشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الصهيوني الذي تمادى كثيراً في أرهابه ضد الدول الرافضة للسلوك الصهيوني الأرهابي.
واحدة من بركات يوم القدس العالمي الذي أفرزهُ ذاك النداء الخالد للأمام الخميني، هو طوفان الأقصى الذي أعاد إحياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت نسياً منسيا.
فكان الطوفان عبارة عن تحرك الساحات الأقليمية في مواجهة الاحتلال الصهيوني الذي وقف الغرب بأكمله خلف ذلك الكيان؛ لذلك بدأت مؤامرات العدو بأستهداف القيادات السياسية و العسكرية للمحور المقاوم في محاولة منهُ لثني المحور عن دعم المسار الفلسطيني.
فكانت خسائر المقاومة كبيرة جدا لا تقل عن خسارة العدو الصهيوني في تلك المواجهة.
السؤال الأهم الذي يطرح الآن، هو هل أن محور المقاومة ضعف أو أنكسر بعد أستشهاد السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين والسنوار وهنيه ؟؟؟
تشير المعطيات العسكرية بأن أستشهاد القائد الكبير السيد حسن نصر الله لم يثن أبناء الجبهة اللبنانية عن أداء تكليفهم الشرعي في مواجهة الأحتلال الصهيوني وكذلك الأخوة في كتائب عز الدين القسام.
نعم الخسارة كبيرة جداً بفقد قيادات من الخط الأول في حزب الله، لكن الخط البياني العسكري لم ينحدر بعد أستشهاد السيد، بل على العكس كان هناك أصرار كبير من قبل أبناء حزب الله على خوض معركة الشرف في نفس قياسات وتخطيطات السيد الشهيد نصر الله.
ولولا تخاذل الحكومة اللبنانية، وخضوعها لإمريكا وللأنظمة الخليجية، لما كان هناك وقوف للحرب مع الكيان الصهيوني.
نعم ربما كسب الكيان الصهيوني مرحلة من مراحل المعركة؛ لكن المحور المقاوم الآن هو في حالة من الجهوزية التامة لمواجهة الكيان.
نرى أن الأهمية الكبرى التي جاء بها يوم القدس العالمي انهُ وضع خط فاصل وواضح بين جبهة الحق وجبهة الباطل.
فجميع من آمن بهذا اليوم وقدسية الأقصى أنما وضعوا أنفسهم في المحور المقاوم وتشرفوا بهذا المحور المبارك الذي قال لا للأستكبار في زمن تقزمّ فيه كثير ممن كان يتاجر بالقضية الفلسطينية.
فقد رأينا والعالم بأسره أن من دعم غزة في حربها مع الكيان الصهيوني الأرهابي هم مستضعفي هذه الأمة التي رفعت شعار لا خوف من الأستكبار، بل الخوف كل الخوف من الله تعالى وحده.
لذلك رأينا جبهات الأسناد تعززت وقد قلبت موازين القوى العسكرية في منطقة الشرق الاوسط بأكمله.
نرى بأن خروج المحور السوري من خط المواجهة مع الكيان، ورغم المؤامرة الصهيونية الأمريكية الرامية إلى قضم الأراضي في سوريا وتمدد الكيان الصهيوني بأتجاه الحدود العراقية، سيوقظ شعوب المنطقة للخطر الكبير المحدق بها.
بل أن شعوب المنطقة ورغم التطبيع القسري لبعض البلدان العربية ستفيق من غيبوبتها وستكون جزءاً مهماً من محور المقاومة الذي تشرف أن يكون في مواجهة الأرهاب العالمي الصهيوني وأدواته اللاشرعية التي أسسها في سوريا أو بعض بلدان الخليج الفارسي التي أنخرطت بطريقة صماء في تطبيع مخزي ومذل مع الجانب الصهيوني.
أخيراً نرى بأن نداء يوم القدس العالمي هو الأساس المتين الذي سيحرر فلسطين من الأرهاب الصهيوني، وربما سيكون الأحتفال القادم في يوم القدس في فلسطين بعد أن تتحرر من نير الأستكبار العالمي.
قاسم سلمان العبودي

..................

انتهى / 232

تعليقك

You are replying to: .
captcha